كلام قاس للبابا يصف فيه “علماء الشريعة” بالمنافقين الذين يسيطرون على مقدّرات الله

pope-kisses-childهيثم الشاعر

الفاتيكان / أليتيا  – “إسم الله رحمة”. عنوان الكتاب الذي حاور به أندريا تورنيللي الصحافي في فاتيكان إنسايدر ألبابا فرنسيس. فيه يحدّد ألبابا ما على الكنيسة القيام به اليوم، مقدّماً عدداً من الإختبارات الشخصية من خدمته الكهنوتية مقتبساً من عظات وكتابات ألبابا القديس يوحنا بولس الثاني.
عرض البابا الخطوط العريضة لعمل الكنيسة اليوم، مشيراً إلى أنّ الكنيسة عليها أن تحذو حذو يسوع عن كثب وأن تسعى إلى “دخول الظلمات” التي كثير من الناس يعيشها اليوم.

وأجاب الحبر الأعظم بشكل حاد على رجال الكنيسة الذين انتقدوا تركيزه على طبيعة رحمة الله اللاحدودة والذين اشاروا أنّ التركيز على الرحمة يحجب تعاليم الكنيسة. وقارن البابا هذه الإنتقادات بـ”التمتمة الغاضبة” التي سمعها يسوع أيضاً ” من قبل هؤلاء المشبثين بأفكارهم المسبقة بدلاً من السماح لأنفسهم أن تصدمهم الحقيقة من قبل قدر أكبر من الحب”.
ألكتاب الذي يتم إطلاقه يوم الثلاثاء، يقول فيه البابا :” ذهب يسوع وشفى المهمشين، هؤلاء الذين هم خارج المدينة، فبهذا، أرانا الطريق”. وفي استعادته مثل شفاء يسوع الأبرص الذين يمنع على أحدهم لمسهه بحسب الشريعة خوفاً من العدوى، قال البابا إنّ الإنجيل يظهر أن هناك نوعان من منطق التفكير والإيمان.

“فمن ناحية، هناك الخوف من فقدان الصالحين والمخلّصين، الخراف التي هي بأمان داخل الحظيرة. من ناحية أخرى، هناك رغبة إنقاذ الخطأة، ألمفقودين، هؤلاء الذين على الجانب الآخر من السياج”. “المنطق الأوّل، هو منطق علماء الشريعة، أما ألمنطق الثاني فهو منطق الله، يتأهّل، يحتضن، يحوّل الشر إلى خير، يعتق من الخطيئة عن طريق تحويل الإدانة إلى خلاص”.
“تواصل يسوع مع الأبرص، لمسه. فبهذا يعلّمنا القيام بالمثل، منطق علينا اتباعه عندما نواجه الذين يعانون جسدياً وروحياً”.
ألكتاب هذا سيصدر في 86 بلد، بعشرين لغة مختلفة. وقد أجرى تورنيللي هذا الحديث مع البابا في تموز 2015 مباشرة بعد زيارة البابا أميريكا الجنوبية، وقبل انعقاد سينودس العائلة في تشرين الأول.
99 صفحة، مقسّمة إلى تسعة أجزاء، أراد تورنيللي طرح اسئلة تتعلق بمواضيع الرحمة والمغفرة لتحليل ما تعني تلك الكلمات للبابا، كرجل وكاهن.

“الإهتمام بالمنبوذين والخطأة لا يعني السماح للذئاب مهاجة القطيع” قال البابا. “هذا يعني محاولة الوصول للجميع من خلال مشاركة الرحمة التي نحن ايضاً اختبرناها، من دون الرضوخ لإغراءات أننا صالحين أو كاملين”.
وتكلّم البابا بوضوح عن ما يسمى “علماء الشريعة” قائلاً:” أريد القول: في كثير من الأحيان هناك نوع من النفاق في نفوسهم، تقيّد شكلي بالشريعة تخفي جروحاً عميقة للغاية. يسوع استخدم كلمات صعبة، وصفهم بالقبور المكلّسة تظهر التقوى من الخارج لكن في الداخل…منافقون”. ويتابع البابا، “هؤلاء رجال يعيشون متعلّقين بالنصّ مهملين الحب، لا يعرفون سوى إقفال الأبواب ورسم الحدود”.

إنجيل متى الإصحاح 23 واضح جداً في هذا، علينا العودة إلى هنا لنعرف ما هي الكنيسة وما ينبغي ألا تكون عليه. يصف سلوك هؤلاء الذين “يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ…يُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي!”.
“هذا السلوك يأتي عندما يفقد الإنسان شعور الرهبة من الخلاص الذي أعطي له. عندما يشعر الإنسان بقليل من الأمان، يبدأ التسلّط على مقدّرات هي أصلاً ليست له، بل هي لله. ما يسود بعدها، هو التزام شكلي لقواعد ومشاريع عقلية”.

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.