كعكة القمر الصناعي العراقي

في العشرين من هذا الشهر سينطلق القمر العراقي منطلقا من شمال روسيا.
لاندري كيف وافق مجلس الوزراء على تخصيًص ميزانية لانعرف حجمها في بلد بلا بنية تحتية ويفتقر الى ابسط الخدمات،كما لانعرف لماذا ينطلق من روسيا تحديدا
الخبر يقول ان الطاقم الفني كلهم عراقيون وان هذا القمر مخصص للاغراض العلمية.
اي اغراض هذه ومجلسالوزراء الموقر يعرف ان هناك:
الاف. الخريجين بلا عمل
عشرات الاطفال مشردون في الشوارع
نصف مليون ارملة يبحثن عن لقمة
العشرات يقفون في المساطر بحثا
الكهرباء تزحف وكانها مصابة بالشلل
وبعد هذا وذاك لا نعرف ماهي ميزات البحوث التي ستجرى في ظل هذا الوضع.
هل سيدركون ان البلدان المجاورة لن تسكت
هل يعرفون ان هذا الشعب لن يسكت وهو يرى مليارات الدولارات
الايام بيننا وسنرى حقيقة الامر، وحينهاسنعرف ايضا كم مبلغ العمولات صرفت وكم رواتب الطاقم الفني مع مخصصات الايفاد والاقامة
هذا عدا تكلفة القمر نفسه، وانا لمنتظرون
فاصل تقدير:تظاهر اهالي الموفقية ،وهو حي من احياء البصرة،احتجاجا على انقطاع الكهرباء وسارع مسوول في المحافظة الى القول السبب هو في وجود عطل فني وقد تم تصليحه

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.