كحبات اللؤلؤ تناثرت كل أيامنا الجميلة
النهر ، النخلة ، الجيران ، بائع الحلويات ، غناء العصافير ، تغريد البلابل ، المدرسة ، الحارة ، الزقاق ، العمام ، الأخوة ، الأعياد ، المناسبات ، الجامع ، الكنيسة ، الكلية ، الدراسات ، التجمعات ، النادي الرياضي ، النادي الاجتماعي ، المقاهي ، البارات ، الأمسيات ، المطاعم ، والسهرات ، الحفلات ، الطرب ، الغناء ، الشعر ، السهر ، العشق ، والعشق الحرام ، المعارض ، المتاحف ، المعارض الكتابية ، النشرات ، التيارات السياسية ، الجمعيات التعاونية ، الجمعيات الاجتماعية ، اللقاءات ، الحب ، الهجر ، بيت الجيران ، مدرسة البنات ، بائع اللبلبي ، بياع الطرشي ، أيام العيد ، مخافر الشرطة ، المداهمات ، الانقلابات ، ظهور الأشباح ، من دمر العباد ، والبلدان …!.
كنا ننتقل من حي الى حي ، ومن قرية الى قرية ، ومن مدينة الى مدينة ، ومن بلد الى بلد …!.
لقد فقدنا الامن والأمان والاستقرار ، والعيش الهني ، اللقمة اللذيذة ، القصص ، والحكايات الجميلة ، مباريات كرة القدم ، والسلة ، والاحتفالات الرياضية ، والوطنية ، والسياسية ، ورأس السنة ، والكريسمس ، والأعيادالتي لم يعد لها طعم ، وفقدنا لذة ونفحات الخير في شهر الخير رمضان ، والعيد ، وفر حة الأطفال …!.
لقد اصبحنالانتاول الملح في بلدان الثلج …!.
وأصبحنا ماسخين مثل حياتنا الجديدة ، نتأثر بالموضة ، وصناعة الكذب ، والأخبار …!
لم تتغير عندنا الكرامة ولا الحنين (( والحمد لله ))…؟.
ولا الأصالة فنحن جئنا في مهمة وقتية وسنعود …؟.
الحقيقة فقدنا الكثير … صوت أبي ، وطعام أمي وحنانها ، وجيراننا ، واصدقائنا ، وجدي ، وجدتي ، وحكاية الثعلب الصغير ، ولكنني لا أزال أتذكر المطر وقطراته الدافئة ، والشجر ، ومصباحية العيد … كم مشتاق لذالك الصباح وهو مشحون بنفحات السلام والامن والامان برفقة الأهل والأحبة والأصدقاء ، وذلك الأذان المرتقب بالشوق لمصباح العيد …!.
لقد خسرنا الكثير ، الا حلم العودة ، فهل سوف يتحقق ، وتتجمع حبات اللؤلؤ من جديد …!.
علينا بالحلم حتى تأتي الحقيقة …!.
الحلم علينا ان لا نراه في المنام ، وإنما نصنعه في الصباح …!. عصفور سوف يعود الى عشه …؟.
هيثم هاشم