كحبات اللؤلؤ تناثرت كل أيامنا الجميلة

كحبات اللؤلؤ تناثرت كل أيامنا الجميلة795px-Brueghel-tower-of-babel

النهر ، النخلة ، الجيران ، بائع الحلويات ، غناء العصافير ، تغريد البلابل ، المدرسة ، الحارة ، الزقاق ، العمام ، الأخوة ، الأعياد ، المناسبات ، الجامع ، الكنيسة ، الكلية ، الدراسات ، التجمعات ، النادي الرياضي ، النادي الاجتماعي ، المقاهي ، البارات ، الأمسيات ، المطاعم ، والسهرات ، الحفلات ، الطرب ، الغناء ، الشعر ، السهر ، العشق ، والعشق الحرام ، المعارض ، المتاحف ، المعارض الكتابية ، النشرات ، التيارات السياسية ، الجمعيات التعاونية ، الجمعيات الاجتماعية ، اللقاءات ، الحب ، الهجر ، بيت الجيران ، مدرسة البنات ، بائع اللبلبي ، بياع الطرشي ، أيام العيد ، مخافر الشرطة ، المداهمات ، الانقلابات ، ظهور الأشباح ، من دمر العباد ، والبلدان …!.

كنا ننتقل من حي الى حي ، ومن قرية الى قرية ، ومن مدينة الى مدينة ، ومن بلد الى بلد …!.

لقد فقدنا الامن والأمان والاستقرار ، والعيش الهني ، اللقمة اللذيذة ، القصص ، والحكايات الجميلة ، مباريات كرة القدم ، والسلة ، والاحتفالات الرياضية ، والوطنية ، والسياسية ، ورأس السنة ، والكريسمس ، والأعيادالتي لم يعد لها طعم ، وفقدنا لذة ونفحات الخير في شهر الخير رمضان ، والعيد ، وفر حة الأطفال …!.

لقد اصبحنالانتاول الملح في بلدان الثلج …!.

وأصبحنا ماسخين مثل حياتنا الجديدة ، نتأثر بالموضة ، وصناعة الكذب ، والأخبار …!

لم تتغير عندنا الكرامة ولا الحنين (( والحمد لله ))…؟.

ولا الأصالة فنحن جئنا في مهمة وقتية وسنعود …؟.

الحقيقة فقدنا الكثير … صوت أبي ، وطعام أمي وحنانها ، وجيراننا ، واصدقائنا ، وجدي ، وجدتي ، وحكاية الثعلب الصغير ، ولكنني لا أزال أتذكر المطر وقطراته الدافئة ، والشجر ، ومصباحية العيد … كم مشتاق لذالك الصباح وهو مشحون بنفحات السلام والامن والامان برفقة الأهل والأحبة والأصدقاء ، وذلك الأذان المرتقب بالشوق لمصباح العيد …!.

لقد خسرنا الكثير ، الا حلم العودة ، فهل سوف يتحقق ، وتتجمع حبات اللؤلؤ من جديد …!.

علينا بالحلم حتى تأتي الحقيقة …!.

الحلم علينا ان لا نراه في المنام ، وإنما نصنعه في الصباح …!. عصفور سوف يعود الى عشه …؟.

هيثم هاشم

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.