كارثة إنسانية في مخيم ليبرتي طبيب يستغيث بالضمائر الحية

 انا الدكتور إبراهيم جدي الطبيب المشرف على السكان المضربين عن الطعام في سجن ليبرتي قرب بغداد. حيث نتابع اوضاع اضراب المئات من النساء والرجال المقيمين في مخيم ليبرتي عن الطعام منذ أكثر من 92 يومًا احتجاجًا على اقتحام القوات التابعة لنوري المالكي مخيم أشرف في الاول من أيلول وقيامها باعدام 52 من أصدقائهم واختطاف 7 آخرين كرهائن، حيث ان قضية الافراج عن هؤلاء هي في مقدمة اولوياتهم ومطالبهم.
انني ومن خلال المعاينة المتواصلة لحالة واوضاع المضربين عن الطعام في ليبرتي، فانني اعلن انهم يعاون من مشاكل جسيمة وخطيرة من بينها وجود اضطرابات واختلالات في النوم وحالات صداع شديد والام في العظام والمفاصل والوهن والإعياء وضعف الرؤية. ويهدد الضعف في البصر أكثر من 50% من المضربين عن الطعام مما قد يؤدي إلى وصولهم الى نقطة اللاعودة من خلال فقدهم لحاسة البصر.
وخلال التحليلات العشوائية التي أجريناها على المضربين عن الطعام اتضح أن نسبة الإلكترولايت الموجود في الدم التي تضم الأيونات من الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم قد انخفضت بنسبة ملحوظة، وكذلك نسبة البروتين لديهم انخفضت بشكل ملحوظ. وكما هو معلوم فان هذه المواد تلعب دورًا حيويًا لكي تواصل خلايا الجسم حياتها، الا انه وللاسف مع هذا الوضع الصحي الشائك فان حياة هؤلاء معرضة للخطر المحدق.
لقد فقد أكثر من نصف هؤلاء أكثر من 12 كليوغراما من أوزانهم وهناك أفراد فقدوا أكثر من 16 كليوغراما والبعض الاخر وصل به الحال الى ان يفقد نحو 20 كيلوغراما. والمعلوم هنا في هذه المسألة ان وصول نسبة خسارة الوزن لدى اي شخص إلى أكثر من 20% فان ذلك يعني بدء ظهور اعراض مرضية مختلفة لدى هؤلاء الاشخاص. كما انه في حالة فقدان اي شخص أكثر من 40% من وزنه فانه لم يعد فرصة للحياة.
واود التأكيد هنا، على انني وزملائي شاهدنا وعاينا الكثير من حالات الانخفاض المفاجىء لضغط الدم أو حالات الإغماء، حيث تمكنّا من اعادة الوضع الصحي لهؤلاء الافراد إلى الحالة الطبيعية عبر استخدام محلول النتقيط الوريدي.
لقد حاولت كثيرًا حث المضربين عن الطعام والمرضى التوقف عن إضرابهم عن الطعام لكونني أشعر بقلق كبير وجدي على وضعهم الجسدي إلا أنني أعترف بعدم نجاحي في هذا الامر من قريب او بعيد. وقد نظمت قائمة تضم أسماء 30 شخصا من هؤلاء المضربين عن الطعام مساء أمس مطالبا إياهم بالتوقف لكنهم لم ينفذوا ما طرحته عليهم وما قدمته لهم من نصائح في هذا الشأن، قائلين انهم لن يفعلوا ذلك بشكل مطلق.
وكوني طبيبا وامارس مهنتي الانسانية، كثيرا ما اتساءل بيني وبين نفسي: ما هي الحلول المتبقية أمامي؟ انني وبصفتي طبيبا واعرف بعضهم عن كثب لاكثر من ثلاثين عاما جراء عملي كطبيب عائلي لهم، اجد نفسي في غاية الصعوبة حينما اشاهد اجسادهم تذوب كالشموع أمامي وانا لا اتمكن من القيام بدوري الانساني والعمل على انقاذ حياتهم، حيث تمكنت سابقا وعلى مدى سنوات من تقديم يد العون والمساعدة لهم وتقديم الخدمة الطبية لهم باحتراف ومهنية.
لقد قمت بارسال رسائل إلى السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والسيدة نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان ورئيس اليونامي في العراق وكذلك السيد غوترز ومنظمة الصحة العالمية أوضحت فيها الحالة الصحية للمضربين عن الطعام
هذا وبالرغم من أنني لم أتلقى أي رد من السلطات في الأمم المتحدة استجابة لمطالب المضربين عن الطعام إلا أنني لن أبقى ساكنًا، وسأظل ابذل قصارى جهدي أنا وزملائي هنا في سجن ليبرتي لإنقاذ أرواح المضربين عن الطعام، وما زلت أمد يد العون إلى من يحترم حقوق الإنسان وأرفع صوتي إلى كل مكان في خدمة هؤلاء السكان حتى لو يكن صوتي عاليا ويصل الى الجميع، ولكن هذا واجبي التزم واتعهد به. وفي نفس الوقت وبسبب ما آلت اليه الاوضاع الصحية للمضربين عن الطعام فانني أطالب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الأوروبي بالتدخل في هذا الشأن وممارسة الضغوط على الحكومة العراقية وإرغامها على الافراج الفوري عن الرهائن الايرانيين السبعة لانهاء هذه المعاناة الانسانية.
د.إبراهيم جدّي – سجن ليبرتي

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.