فيقول القرآن فى ( سورة المائدة 5 : 111 – 115 ) : ” وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115) ” .
والمعنى الظاهري من النص يقول أن حواريين المسيح أوحي لهم أن يؤمنوا بالله والمسيح وقالوا أمنا، ولم يقل لنا كاتب القرآن ما نوع الوحي التى أوحى به الله للحواريين وكلمهم من خلاله ؟
ثم يطلب الحواريين من المسيح ينزل من السماء مائدة يأكلون منها وتطمئن قلوبهم بها، وتكون عيداً لأولهم ولآخرهم، أية من الله ورزقاً .. وقد قال عنها أهل التأويل من أئمة المفسرون مايلي :
1 – يكون يوم نزولها عيداً :
فهذه المائدة يكون يوم نزولها عيداً يعظمه الحواريون ومن يأتي من بعدهم ومن المعلوم أن الاعياد عند اليهود والمسيحيين والمسلمين هى ذكرى لأكبر الحوادث ذات الاثر الفعال فى حياة الشعب الذى يعيد ويحتفل بها .. فيقول فى التفسير الكبير فى تفسيره للنص :
قَوْلُهُ : عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا .. أَيْ نَتَّخِذُ الْيَوْمَ الَّذِي تَنْزِلُ فِيهِ الْمَائِدَةُ عِيدًا نُعَظِّمُهُ نَحْنُ وَمَنْ يَأْتِي بَعْدَنَا ، وَنَزَلَتْ يَوْمَ الْأَحَدِ فَاتَّخَذَهُ النَّصَارَى عِيدًا ، وَالْعِيدُ فِي اللُّغَةِ اسْمٌ لِمَا عَادَ إِلَيْكَ فِي وَقْتٍ مَعْلُومٍ ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ عَادَ يَعُودُ ، فَأَصْلُهُ هُوَ الْعَوْدُ ، فَسُمِّيَ الْعِيدُ عِيدًا لِأَنَّهُ يَعُودُ كُلَّ سَنَةٍ بِفَرَحٍ جَدِيدٍ ، وَقَوْلُهُ : ( وَآيَةً مِنْكَ ) أَيْ دَلَالَةً عَلَى تَوْحِيدِكَ وَصِحَّةِ نُبُوَّةِ رَسُولِكَ ( وَارْزُقْنَا ) أَيْ وَارْزُقْنَا طَعَامًا نَأْكُلُهُ ( وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=132&ID=2239
أما تفسير “التحرير والتنوير” فيقول فى تفسيره للنص :
” وَهَذَا الْعِيدُ الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ عِنْدَ النَّصَارَى وَلَكِنَّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَكَلَ مَعَ الْحَوَارِيِّينَ عَلَى مَائِدَةِ لَيْلَةِ عِيدِ الْفِصْحِ ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ صُلِبَ مِنْ صَبَاحِهَا . فَلَعَلَّ مَعْنَى كَوْنِهَا عِيدًا أَنَّهَا صُيِّرَتْ يَوْمَ الْفِصْحِ عِيدًا فِي الْمَسِيحِيَّةِ كَمَا كَانَ عِيدًا فِي الْيَهُودِيَّةِ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ قَدْ صَارَ عِيدًا بِاخْتِلَافِ الِاعْتِبَارِ وَإِنْ كَانَ الْيَوْمُ وَاحِدًا لِأَنَّ الْمَسِيحِيِّينَ وَفَّقُوا لِأَعْيَادِ الْيَهُودِ مُنَاسَبَاتٍ أُخْرَى لَائِقَةً بِالْمَسِيحِيَّةِ إِعْفَاءً عَلَى آثَارِ الْيَهُودِيَّةِ ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=61&ID=732
2 – يعيد بها كل يوم أحد :
فهذه المائدة التى يعيد لها النصارى كل يوم أحد أى يعيدون لها اثنين وخمسين مرة فى السنة بينما الأعياد جميعها عند أصحاب الأديان الثلاثة يعيدون لها مرة واحدة كل سنة فيقول الطبري فى تفسيره للنص :
” وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ ” تَكُنْ ” عَلَى الْجَوَابِ ; وَالْمَعْنَى : يَكُونُ يَوْمَ نُزُولِهَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا أَيْ : لِأَوَّلِ أُمَّتِنَا وَآخِرِهَا ; فَقِيلَ : إِنَّ الْمَائِدَةَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْأَحَدِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً ; فَلِذَلِكَ جَعَلُوا الْأَحَدَ عِيدًا ، وَالْعِيدُ وَاحِدُ الْأَعْيَادِ ;…. ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1249&idto=1249&bk_no=48&ID=671
3 – تزيد القلب بالأيمان واليقين :
فسر عظمة هذه المائدة وعظمة أسرارها الفعالة أنها تزيد القلب بالأيمان واليقين ولا يتمكن الناس من الاظلاع على أسرارها إلا أذا حصلوا على الإيمان واستعملوا التقوى فيقول البغوي فى تفسيره :
” قَالُوا نُرِيدُ .. أَيْ : إِنَّمَا سَأَلْنَا لِأَنَّا نُرِيدُ ، ( أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا ) أَكْلَ تَبَرُّكٍ لَا أَكْلَ حَاجَةٍ فَنَسْتَيْقِنَ قُدْرَتَهُ ، ( وَتَطْمَئِنَّ ) وَتَسْكُنَ ، ( قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا ) بِأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، أَيْ : نَزْدَادُ إِيمَانًا وَيَقِينًا ، وَقِيلَ : إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا ، فَإِذَا أَفْطَرُوا لَا يَسْأَلُونَ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُمْ ، فَفَعَلُوا وَسَأَلُوا الْمَائِدَةَ ، وَقَالُوا : ” وَنَعْلَمُ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا ” فِي قَوْلِكَ ، إِنَّا إِذَا صُمْنَا ثَلَاثِينَ يَوْمًا لَا نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَانَا ، ( وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ) لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالْقُدْرَةِ ، وَلَكَ بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ ، وَقِيلَ : وَنَكُونُ مِنَ الشَّاهِدَيْنَ لَكَ عِنْدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَيْهِمْ .” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=436
4 – دليلأ على وحدانية الله وتأيد أرسالية المسيح :
فهذه المائدة تكون آية فائقة من الله ودليلاً على توحيده تعالى وصحة نبوة رسوله القاطعة فيقول الطبري فى تفسيره :
” قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي – تَعَالَى ذِكْرُهُ – بِذَلِكَ : قَالَ الْحَوَارِيُّونَ مُجِيبِي عِيسَى عَلَى قَوْلِهِ لَهُمْ : ” اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” فِي قَوْلِكُمْ لِي ” هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ” : إِنَّا إِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ ، وَسَأَلْنَاكَ أَنْ تَسْأَلَ لَنَا رَبَّنَا لِنَأْكُلَ مِنَ الْمَائِدَةِ ، فَنَعْلَمُ يَقِينًا قُدْرَتَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ” وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا ” يَقُولُ : وَتَسْكَنُ قُلُوبُنَا ، وَتَسْتَقِرُّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ مَا شَاءَ وَأَرَادَ ، ” وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا ” وَنَعْلَمُ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْنَا فِي خَبَرِكَ أَنَّكَ لِلَّهِ رَسُولٌ مُرْسَلٌ وَنَبِيٌّ مَبْعُوثٌ ” وَنَكُونَ عَلَيْهَا ” يَقُولُ : وَنَكُونُ عَلَى الْمَائِدَةِ ” مِنَ الشَّاهِدَيْنِ ” يَقُولُ : مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا حُجَّةً لِنَفْسِهِ عَلَيْنَا فِي تَوْحِيدِهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى مَا شَاءَ ، وَلَكَ عَلَى صِدْقِكَ فِي نُبُوَّتِكَ ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=5&ayano=113
5 – غرضها روحي وليس جسدي :
هذه المائدة ذات الأغراض الدينية الروحانية هى ليست لأطعام الجسد فقط بل طعام روحي أيضاً للروح تجعل أكلها يبتهج ابتهاج الروح بالنعمة أعنى مائدة أكلها لا يؤثر تأثيراً جسدياً بل يمنح الروح ابتهاجاً بالنعمة التى ينالها الانسان بتناول هذا السر .. فيقول الإمام فخر الدين الرازي فى التفسير الكبير فى تفسيره للنص :
” تَأَمَّلْ فِي هَذَا التَّرْتِيبِ فَإِنَّ الْحَوَارِيِّينَ لَمَّا سَأَلُوا الْمَائِدَةَ ذَكَرُوا فِي طَلَبِهَا أَغْرَاضًا ، فَقَدَّمُوا ذِكْرَ الْأَكْلِ فَقَالُوا : ( نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا ) وَأَخَّرُوا الْأَغْرَاضَ الدِّينِيَّةَ الرُّوحَانِيَّةَ ، فَأَمَّا عِيسَى فَإِنَّهُ لَمَّا طَلَبَ الْمَائِدَةَ وَذَكَرَ أَغْرَاضَهُ فِيهَا قَدَّمَ الْأَغْرَاضَ الدِّينِيَّةَ وَأَخَّرَ غَرَضَ الْأَكْلِ حَيْثُ قَالَ : ( وَارْزُقْنَا ) وَعِنْدَ هَذَا يَلُوحُ لَكَ مَرَاتِبُ دَرَجَاتِ الْأَرْوَاحِ فِي كَوْنِ بَعْضِهَا رُوحَانِيَّةً وَبَعْضِهَا جُسْمَانِيَّةً ، ثُمَّ إِنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لِشِدَّةِ صَفَاءِ دِينِهِ وَإِشْرَاقِ رُوحِهِ لَمَّا ذَكَرَ الرِّزْقَ بِقَوْلِهِ : ( وَارْزُقْنَا ) لَمْ يَقِفْ عَلَيْهِ بَلِ انْتَقَلَ مِنَ الرِّزْقِ إِلَى الرَّزَّاقِ فَقَالَ : ( وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ ) فَقَوْلُهُ : ( رَبَّنَا ) ابْتِدَاءٌ مِنْهُ بِذِكْرِ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَقَوْلُهُ : ( أَنْزِلْ عَلَيْنَا ) انْتِقَالٌ مِنَ الذَّاتِ إِلَى الصِّفَاتِ ، وَقَوْلُهُ : ( تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ) إِشَارَةٌ إِلَى ابْتِهَاجِ الرُّوحِ بِالنِّعْمَةِ لَا مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا نِعْمَةٌ ، بَلْ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا صَادِرَةٌ عَنِ الْمُنْعِمِ … ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=132&ID=2239
6 – أن أسرارها عميقة لا يقف كنهها إلا أصحاب النظر والاستدلال :
فهذه المائدة التي للنفس فيها حصة لها قوة البرهان لأصحاب النظر والاستدلال وأن أسرارها عميقة لا يقف كنهها إلا أصحاب النظر والاستدلال .. فيقول الإمام فخر الدين الرازي فى التفسير الكبير فى تفسيره للنص :
” ، وَقَوْلُهُ .. وَآيَةً مِنْكَ .. إِشَارَةٌ إِلَى كَوْنِ هَذِهِ الْمَائِدَةِ دَلِيلًا لِأَصْحَابِ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ ، وَقَوْلُهُ : ( وَارْزُقْنَا ) إِشَارَةٌ إِلَى حِصَّةِ النَّفْسِ ، وَكُلُّ ذَلِكَ نُزُولٌ مِنْ حَضْرَةِ الْجَلَالِ . فَانْظُرْ كَيْفَ ابْتَدَأَ بِالْأَشْرَفِ فَالْأَشْرَفِ نَازِلًا إِلَى الْأَدْوَنِ فَالْأَدْوَنِ . ثُمَّ قَالَ : ( وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ ) وَهُوَ عُرُوجٌ مَرَّةً أُخْرَى مِنَ الْخَلْقِ إِلَى الْخَالِقِ وَمِنْ غَيْرِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ وَمِنَ الْأَخَسِّ إِلَى الْأَشْرَفِ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَلُوحُ لَكَ شَمَّةٌ مِنْ كَيْفِيَّةِ عُرُوجِ الْأَرْوَاحِ الْمُشْرِقَةِ النُّورَانِيَّةِ الْإِلَهِيَّةِ وَنُزُولِهَا ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِهِ .. ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=132&ID=2239
7 – من يستهين بهذه المائدة العظيمة يمسخه الله خنزيراً :
فهذه المائدة التى يكفر بها يعذبه الله عذاباً لا يعذبه احداً من العالمين يعني بمسخهم خنازير وقردة ويجوزان يعجل عذابهم فى الدنيا ويجوز ان يكون مؤخراً … ويقول البغوي فى تفسيره للنص :
” وَقَالُوا : أَتَرَوْنَ الْمَائِدَةَ حَقًّا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنِّي شَرَطْتُ أَنَّ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ نُزُولِهَا عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فَمُسِخَ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا بَاتُوا مِنْ لَيْلَتِهِمْ عَلَى فَرْشِهِمْ مَعَ نِسَائِهِمْ فَأَصْبَحُوا خَنَازِيرَ يَسْعَوْنَ فِي الطُّرُقَاتِ وَالْكُنَاسَاتِ ، وَيَأْكُلُونَ الْعُذْرَةَ فِي الْحُشُوشِ فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ فَزِعُوا إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَبَكَوْا فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الْخَنَازِيرُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بَكَتْ وَجَعَلَتْ تُطِيفُ بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجَعَلَ عِيسَى يَدْعُوهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَيُشِيرُونَ بِرُءُوسِهِمْ وَيَبْكُونَ وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْكَلَامِ ، فَعَاشُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ هَلَكُوا ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=436
8 – يُلبس لها مسوح التقوي عند نزولها من السماء :
فهذه المائدة لما أراد المسيح الدعاة بشأن نزولها لبس مسوحاً من الشعر كرداء للتقوة وكأن المائدة هذه تتطلب استعداداً خاصاً عند الصلاة عليها بل وعند نزولها يبكي يسوع المسيح اشفاقاً على الناس الذين كانوا مزمعين أن يأكلوا منها فخاف أن يأكلوا منها بدون استحقاق فتكون لهم مثلة وعقوبة .. فيقول بن كثير فى تفسيره للنص :
” فِلْمًا رَأَى عِيسَى أَنْ قَدْ أَبَوْا إِلَّا أَنْ يَدْعُوَ لَهُمْ بِهَا ، قَامَ فَأَلْقَى عَنْهُ الصُّوفَ ، وَلَبِسَ الشَّعْرَ الْأَسْوَدَ ، وَجُبَّةً مِنْ شَعْرٍ ، وَعَبَاءَةً مِنْ شَعْرٍ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَاغْتَسَلَ ، وَدَخَلَ مُصَلَّاهُ فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَامَ قَائِمًا مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ وَصَفَّ قَدَمَيْهِ حَتَّى اسْتَوَيَا ، فَأَلْصَقَ الْكَعْبَ بِالْكَعْبِ وَحَاذَى الْأَصَابِعَ ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَوْقَ صَدْرِهِ ، وَغَضَّ بَصَرَهُ ، وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ خُشُوعًا ، ثُمَّ أَرْسَلَ عَيْنَيْهِ بِالْبُكَاءِ ، فَمَا زَالَتْ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ وَتَقْطُرُ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ حَتَّى ابْتَلَّتِ الْأَرْضُ حِيَالَ وَجْهِهِ مِنْ خُشُوعِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ دَعَا اللَّهَ فَقَالَ : ( اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=417
9 – نزلت من السماء بين غمامتين وعلى سفرة حمراء :
المائدة التى نزلت ولها فرش أحمر من تحتها أو من غمام وغطاء فوقها ومن تحتها من غمام .. فيقول البغوي فى تفسيره للنص :
” وَقَالَ قَتَادَةُ : كَانَتْ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ بُكْرَةً وَعَشِيًّا حَيْثُ كَانُوا كَالْمَنِّ وَالسَّلْوَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ لَمَّا سَأَلَ الْحَوَارِيُّونَ الْمَائِدَةَ لَبِسَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ صُوفًا وَبَكَى ، وَقَالَ : ” اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ” الْآيَةَ فَنَزَلَتْ سُفْرَةٌ حَمْرَاءُ بَيْنَ غَمَامَتَيْنِ غَمَامَةٍ مِنْ فَوْقِهَا وَغَمَامَةٍ مِنْ تَحْتِهَا ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَهِيَ تَهْوِي مُنْقَضَّةً حَتَّى سَقَطَتْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَبَكَى عِيسَى ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الشَّاكِرِينَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عُقُوبَةً ، وَالْيَهُودُ يَنْظُرُونَ إِلَى شَيْءٍ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ قَطُّ وَلَمْ يَجِدُوا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِهِ ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=436
ويقول بن كثير فى تفسيره للنص :
ثُمَّ أَرْسَلَ عَيْنَيْهِ بِالْبُكَاءِ ، فَمَا زَالَتْ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ وَتَقْطُرُ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ حَتَّى ابْتَلَّتِ الْأَرْضُ حِيَالَ وَجْهِهِ مِنْ خُشُوعِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ دَعَا اللَّهَ فَقَالَ : ( اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سُفْرَةً حَمْرَاءَ بَيْنَ غَمَامَتَيْنِ : غَمَامَةٌ فَوْقَهَا وَغَمَامَةٌ تَحْتَهَا ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا فِي الْهَوَاءِ مُنْقَضَّةً مِنْ فَلَكِ السَّمَاءِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَعِيسَى يَبْكِي خَوْفًا لِلشُّرُوطِ الَّتِي اتَّخَذَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=417
10 – مخلوقة بقدرة الله الغالبة :
فهذه المائدة التى لا هى من طعام الدنيا ولا من من طعام الآخرة ولكنها شئ أفتعله (الأفتعال معناه خلق جديد أو ابداع جديد) الله بالقدرة الغالبة .. فيقول البغوي فى تفسيره للنص :
” فَقَالَ شَمْعُونُ : يَا رُوحَ اللَّهِ أَمِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا هَذَا أَمْ مِنْ طَعَامِ الْآخِرَةِ؟ فَقَالَ : لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا تَرَوْنَ مِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا وَلَا مِنْ طَعَامِ الْآخِرَةِ ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ افْتَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْقُدْرَةِ الْغَالِبَةِ ، كُلُوا مِمَّا سَأَلْتُمْ يَمْدُدْكُمْ وَيَزِدْكُمْ مِنْ فَضْلِهِ ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=436
11 – فيها غني و شفاء أبدي :
فهذه المائدة التى لا يأكل منها فقير الا غنى مدة عمره ولا مريض إلا برئ ولم يمرض أبداً .. فيقول بن كثير فى تفسيره للنص :
” فَأَكَلَ مِنْهَا أَلْفٌ وَثَلَاثُمِائَةِ إِنْسَانٍ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ ، يُصْدِرُونَ عَنْهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَبْعَانُ يَتَجَشَّأُ ، وَنَظَرَ عِيسَى وَالْحَوَارِيُّونَ فَإِذَا مَا عَلَيْهَا كَهَيْئَتِهِ إِذْ أُنْزِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ ، لَمْ يَنْتَقِصْ مِنْهَا شَيْءٌ ، ثُمَّ إِنَّهَا رُفِعَتْ إِلَى السَّمَاءِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ [ ص: 230 ] فَاسْتَغْنَى كُلُّ فَقِيرٍ أَكَلَ مِنْهَا ، وَبَرِئَ كُلُّ زَمِنٍ أَكَلَ مِنْهَا ، فَلَمْ يَزَالُوا أَغْنِيَاءَ صِحَاحًا حَتَّى خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا ..” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=417
ويقول البغوي فى تفسيره للنص :
” فَدَعَا لَهَا أَهْلَ الْفَاقَةِ وَالْمَرْضَى وَأَهْلَ الْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَالْمُقْعَدِينَ وَالْمُبْتَلِينَ ، فَقَالَ : كُلُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَكُمُ الْمَهْنَأُ وَلِغَيْرِكُمُ الْبَلَاءُ ، فَأَكَلُوا وَصَدَرَ عَنْهَا أَلْفٌ وَثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْ فَقِيرٍ وَمَرِيضٍ وَزَمِنٍ وَمُبْتَلًى ، كُلُّهُمْ شَبْعَانُ ، وَإِذَا السَّمَكَةُ بِهَيْئَتِهَا حِينَ نَزَلَتْ ، ثُمَّ طَارَتْ سُفْرَةُ الْمَائِدَةِ صُعُدًا وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا حَتَّى تَوَارَتْ ، فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا زَمِنٌ وَلَا مَرِيضٌ وَلَا مُبْتَلًى إِلَّا عُوفِيَ وَلَا فَقِيرٌ إِلَّا اسْتَغْنَى ، وَنَدِمَ مَنْ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا فَلَبِثَتْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا تَنْزِلُ ضُحًى ، فَإِذَا نَزَلَتِ اجْتَمَعَتِ الْأَغْنِيَاءُ وَالْفُقَرَاءُ وَالصِّغَارُ وَالْكِبَارُ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ ، وَلَا تَزَالُ مَنْصُوبَةً يُؤَكَلُ مِنْهَا حَتَّى إِذَا فَاءَ الْفَيْءُ طَارَتْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فِي ظِلِّهَا حَتَّى تَوَارَتْ عَنْهُمْ ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=436
12 – أنها رحمة للمؤمنين بها وعذاباً للمكذبين :
فهذه المائدة التى يرى عيسى ان انزالها من السماء سهل ولكن فيه خطر وخوف عاقبة (تعليل هذا الخوف أن السالك اذا انكشف له ماهو أعلى من مقامه لعله لا يحتمله ولا يستقر له فيضل به ضلالاً بعيداً، وهذا جلال فى المائدة يخشى من كشفه على غير المستحقين) .. فيقول بن كثير فى تفسيره للنص :
” اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ .. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سُفْرَةً حَمْرَاءَ بَيْنَ غَمَامَتَيْنِ : غَمَامَةٌ فَوْقَهَا وَغَمَامَةٌ تَحْتَهَا ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا فِي الْهَوَاءِ مُنْقَضَّةً مِنْ فَلَكِ السَّمَاءِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَعِيسَى يَبْكِي خَوْفًا لِلشُّرُوطِ الَّتِي اتَّخَذَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ – فِيهَا : أَنَّهُ يُعَذِّبُ مَنْ يَكْفُرُ بِهَا مِنْهُمْ بَعْدَ نُزُولِهَا عَذَابًا لَمْ يُعَذِّبْهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالِمَيْنِ – وَهُوَ يَدْعُو اللَّهَ مِنْ مَكَانِهِ وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً ، إِلَهِي لَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا ، إِلَهِي كَمْ مِنْ عَجِيبَةٍ سَأَلْتُكَ فَأَعْطَيْتَنِي ، إِلَهِي اجْعَلْنَا لَكَ شَكَّارِينَ ، إِلَهِي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَكُونَ أَنْزَلْتَهَا غَضَبًا وَجَزَاءً ، إِلَهِي اجْعَلْهَا سَلَامَةً وَعَافِيَةً ، وَلَا تَجْعَلْهَا فِتْنَةً وَمُثْلَةً.. .” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=417
13 – يأكل منه النصاري إلى يوم البعث :
هذه المائدة التى تظل إلى يوم البعث يأكل منها آخر الناس ولا يأكل منها إلا أهل دينه .. فيقول القرطبي فى تفسيره للنص :
” وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ ” تَكُنْ ” عَلَى الْجَوَابِ ; وَالْمَعْنَى : يَكُونُ يَوْمَ نُزُولِهَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا أَيْ : لِأَوَّلِ أُمَّتِنَا وَآخِرِهَا ; فَقِيلَ : إِنَّ الْمَائِدَةَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْأَحَدِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً … ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1249&idto=1249&bk_no=48&ID=671
ويقول تفسير ” التحرير و التنوير ” فى تفسيره للنص :
” وَلِذَلِكَ قَالَ لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ، أَيْ لِأَوَّلِ أُمَّةِ النَّصْرَانِيَّةِ وَآخِرِهَا .. ” .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=61&ID=732
وأكتفي بهذه الإستدلالات التفسيرية حول هذا النص الذى يثبت أن كاتب القرآن كان يتكلم عن القربان المقدس والذى يرمز للمسيح الذى قال عن نفسه فى الإنجيل :
” ٤٨ أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ…. ٥١ أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ». ٥٢ فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ:«كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟» ٥٣ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. ٥٤ مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، ٥٥ لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَق وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. ٥٦ مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. ٥٧ كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. ٥٨ هذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ»… ” ( يوحنا 6 : 48 – 58 ) …
فالمائدة التى نزلت من السماء كانت رمز لشخص المسيح خبز الحياة الذى أعطانا الغني والكرامة والشفاء من داء الخطية وأمراض الجسد …
وهذه الأمور كلها قد عرفتها ورأيتها وفهمتها عندما تركت الإسلام وذهبت إلى الكنيسة فى يوم الأحد ورأيت مايحوط بسر المائدة أو مايطلق عليه ( سر الشركة أو التناول أو الأفخارستيا أو سر القربان المقدس .. ) .