قناة العربية- التي يفترض انحيازها للثورة السورية، وواقع انحيازها الثقاقي الوقح للنظام الأسدي !!!! برنامج (روافد ) الثقافي لقناة العربية تستضيف مثقفا سوريا للمرة الثالثة خلال الثورة، في حين أنه مرفوض من الثورة السورية ، بل وهو رافض لها لأنها تخرج من( الجامع ) !!!
في عرضنا لمحاضرتنا عن الراحل صادق جلال العظم في ندوة برلين في العاشر من شهر شباط الماضي، تعرضنا في سياق دراستنا التي ستنشر لاحقا لنموذجين لجيل الحداثة في عمر متقارب ( صادق جلال العظم وعلى أحمد سعيد المدعو “أدونيس”) ، حيث اعتبرناهم خطين للحداثة الفكرية بدءا من ستينات القرن الماضي العشرين : وهما صادق جلال العظم المثقف المديني كمممثل للحداثة المادية العقلانية التنويرية (الفولتيرية )، الذي انتهى قبل وفاته إلى إعلانه أنه مع الثورة ولوكلفته حياته (إن تعلمنت هذه الثورة أو تأسلمت )، وأدونيس المثقف الريفي الأقلوي كممثل للحداثة الغنوصية العرفانية الباطنية الطائفية (العلوية الأسدية ) الذي يعلن حتى في هذه المقابلة الأخيرة أنه ضد ثورات الربيع العربي لأنها خرجت من الجوامع وليس من الساحات !!
موقف أدونيس هذا ليس جديدا رغم نقاش الكثيرين له أنه لم يضع تحفظاته هذه على خروج الجماهير الشيعية من (الحسينيات ) في الثورة الخمينية عندما أيد الثورة الإيرانية بلا تحفظ …
لكن الجديد أن تقوم القناة العربية المؤيدة للثورة السورية، بتكريس صوت أقلوي (طائفي) بوصفه ممثلا لصوت المثقفين السوريين الذين كانوا سباقين للتبسر فكريا وثقافيا بالربيع العربي، بدءا من ربيع دمشق من خلال بيان (99)، ووثيقة الألف (لجان إحياء المجتمع المدني)، ووبيان إعلان دمشق التي شارك فيها في البداية مئات المثقفيتن ولاحقا الألاف، وكان في مقدمتهم راحلنا صادق الغظم وليس أدونيس الذي أتانا في حينها أو قبلها إلى حلب وهو مكلف بدعوتنا للتوقيع على بيان ضد عنف الحركات الأصولية ، فوافقنا شريطة أن تشمل الإدانة الأنظمة العربية الاستبداية الفاسدة بذات درجة المسؤولية عن العنف والارهاب الذي تتبناه الأصولية الجهادية ، فلم يوافق ولم نوافق … !!!
بل إن أدونيس عندما قرر أن يلتحق بإحدى مظاهرات الثورة السورية في باريس ، والتي كانت تجتمع دوريا –اسبوعيا في إحدى الساحات العامة الباريسية ، وليس في جامع باريس الشهير، ولا في مئات جوامع باريس …
(نزكي لكم ايضا قراءة: أدونيس وفلسفة لابسة من غير هدوم )
مع ذلك رفضت الجماهير المتظاهرة في ساحة (شاتليه ) أن تقبل أن يكون أدونيس بين صفوفها الثورية المتظاهرة فطرته، حيث خلال سنوات الثورة الست، لم يطرد من ساحة التظاهرات سوى ثلاثة رموز مشبوهة أسديا ومخابراتيا عالميا من قبل المتظاهرين ، أولهم كان لرد هيثم مناع من ساحة (تروكادرو )، والثاني رجل دين دمشقي متقمط بعباءة من الحرير، نسينا اسمه، لكن الناس المتظاهرين طردوه لأنه رجل دين مستشار بالقصر الجمهور ي الأسدي …
وثالثهم أدونيس المدعي بأنه مع ثورات الساحات العامة وليس الجوامع ، فقد طردته ساحة عامة شهيرة (شاتليه) في باريس …لتلتقطه قناة العربية وبرنامجها روافد للمرة الثالثة خلال الثورة ليتحدث عن الثورة، تحديا وجدعا لأنف الثورة والثوار ومثقفي الثورة السوريين الذين تصدوا لإطلاق ربيع أفكارها بدءا من دمشق وصولا للقاهرة وتونس ….على حد تقديرات وتقويمات راحل ثورتنا صادق جلال العظم ..