طلال عبدالله الخوري 10\7\20018 © مفكر حر
كثرت التكهنات عما ستتمخض عنها القمة المرتقبة في 16 يوليو\تموز الحالي في هلسنكي, العاصمة الفنلندية, بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين .. ولكن الشئ الوحيد الذي أجمعت عليه هو خروج ايران من سوريا, حيث اكد مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون على أنهما سيبحثان التعاون بينهما لإخراج إيران من سوريا، لأن اميركا تعتبر أن إيران هي المشكلة وليس مصير المجرم بشار الأسد،
أما محرر الشؤون السياسية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ” ناحوم برنياع” فيتكهن بأن ترامب سيقايض الروس، بقبول لإحتلالهم شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، وأن يرفع العقوبات المفروضة عليهم، ويسمح لبوتين بالسيطرة على سوريا، في مقابل ان يتولى بوتين طرد الإيرانيين وأتباعهم من سوريا لكي يمنح نتنياهو انتصاراً يستثمره داخليا في إسرائيل.
نحن نتفق مع هذه التكهنات بأن موضوع اخراج ايران من سوريا سيكون الموضوع الأساسي ولكن نختلف معهم حول الاهداف والثمن المقابل لخروج ايران!!.. وكالعادة سننطلق بتحليلنا من الصراع الوجودي بين أميركا وروسيا ودور كل منهما في العالم, والذي هو بالواقع يرتبط بالأمن القومي لكل منهما, ولا يستطيعان المساومة في هذا المجال والذي لا يخضع للرغبات الشخصية, فعندما سيعطي ترامب شيئا ما لروسيا فهو حتما لكي يحصل بالمقابل اشياء مضاعفة وأكثر أهمية للامن القومي الاميركي… وبناءاً عليه فإنه من سابع المستحيلات بأن تقبل اميركا إعطاء القرم وشرق أوكرانيا وسوريا لبوتين, لأن خطوة بوتين التالية ستكون استرجاع باقي دول الاتحاد السوفياتي المنهار ثم حلف وارسو .. وهكذا … حتى يصبح قوة عظمى تهدد المصالح الاميركية الاقتصادية وأمنها القومي!! وكلنا يعرف بان اميركا صرفت ترليونات الدولارات حتى اسقطت الاتحاد السوفياتي ولن تسمح له بالقيام مرة أخرى..
ولكن كيف نفسر سخاء ترامب على بوتين واطلاق يده في سوريا؟؟ لقد اجبنا على هذا السؤال مئات المرات (راجعوا مقالنا السابق: لماذا إبقاء المجرم بشار الأسد في السلطة هي عقوبة أشد من الإعدام له ولحلفائه؟) ونعيد ونكرره مرة أخرى, هو فقط يريد إغراق بوتين بالمستنقع السوري, ويعجل من اندلاع الحرب بين كل من روسيا وإيران.. وروسيا وتركيا .. مما سيعجل بنهاية الانظمة المستبدة في روسيا وسوريا وايران وتركيا على السواء ..وليس لدينا تفسيرا آخر.. ونتحدى بأن يعطينا اي انسان تفسيرا منطقيا غير هذا.. فترامب يأخذ كل شئ من بوتين ويعطيه لاشئ, والأكثر من هذا يغرقه بالمستنقع السوري ويورطه بحروب مع إيران وتركيا .. ويعطيه بلد مدمر لكي يعيد اعماره على حساب الاقتصاد الروسي .. ولكن نرى بالمقابل أن روسيا انصاعت مع سياسة ترمب المضادة لإيران حين تفاهمت مع منظمة «أوبك» على ضبط أسعار النفط حين تبدأ في شهر نوفمبر\تشرين الثاني المقبل العقوبات النفطية على إيران، وإخراج النفط الإيراني من الأسواق, مما دفع أحد المسؤولين في طهران لااتهام بوتين بأنه طعنهم بالظهر.