أن ظهور جماعات إسلامية متطرفة وغير إسلامية متطرفة وممارسة هذا التطرف بالقتل والاقصاء والنفي في واقعنا السوري بمسار قضيتنا بالحرية والعدالة والكرامة المحقة لكل انسان والتي افتقدناها لسنين طويلة وهُمشنا عن واقع العالم الجديد وارضه الخصبة بالعلم والمعرفة والنور والتطور. بسبب قيام حكم لنظام مستبد جائر متسلط بنفوذه وبذهنيته من قبل الأسد ووريثه وازلامهم من كافة المكونات والطبقات السورية المتعددة.
وإن ادعاء هذه الجماعات والحركات التي ظهرت أنها حركات تحرر ومقاومة لسلطة وجذور نظام تعسفي ومستبد بهيكليته التي ما زلت قائمة حتى هذه اللحظة
وبروز جشع وهمجية بذهنية هذه الحركات وسلوكها وانقسامها على بعضها البعض
لا ينقص شيء من استبداد ووساخة هذا النظام وذهنيته سواء كان بأجهزتها القائم عليها وبأزلامه الوارثين لفكره ودعائمه ومفاصله بالمراكز والمواقع المختلفة.
وان وجود داعمين لهذه الأطراف من داخل منطقتنا ومن خارجها ما هو إلا امر يعكس طبيعة النظام الدولي الحالي القائم بسلبياته وتناقضاته والذي تحكمه بنية أخلاقية هشة وتوجهه المصالح أكثر من الوقف بجانب حق الشعوب في الحرية والعدالة وتقرير مصيرها.
أن الخيار هنا عند الفرد السوري ليس هو مقارنة بالمحاسن والمساوئ أو من الأفضل بينهما بجوانب وجوانب أخرى سواء كنا نستطيع تحقيق هذا الخيار أم لا بسبب اختلاف الظروف وقوة هذه الأطراف المستبدة مقابل ضعف خيار الانسان السوري بإحقاق هذا الحق له من الظروف التي تحيطه وتمارس ضده فهؤلاء يملكون مفاصل القوة من سلاح ومال واقتصاد واصطفافات خارجية تحركهم ومواقف تؤيدهم.
بل هو ايضاً خيار أخلاقي ووطني ينبع من قيمة ايمان الفرد بالحرية ومعناها الحقيقي وايمان الفرد بالكرامة والعدالة وتحقيقها لكل فرد. والخيار هنا يبرز بقوة وثقة الفرد بإيمانه بنفسه بتحقيق هذه الحرية والعدالة ومطلبها له وللأخرين بنفس القياس
فالحرية ومطلبها وتحقيقها بمعناها الجميل والحقيقي والمؤسساتي لا تتوافق مع مستبد وجماعات مستبدة ولا حتى مع طروحاتهم التي تنطلق للحفاظ على استبدادهم المتجذر وهيمنتهم الانانية. فالمستبد يمكنك ان تتحاور ونتحاور معه ولكن لا يمكن ان تتوافق حريتك مع هيكلية استبداده القائمة التي ينطلق منها بفكره وادواته واساليبه وخطابه ونهجه. فأما أن نعشق الحرية كاملةً بمعناها الحقيقي وتحقيقها وأما ان نبقى من انصاف الاحرار والمثقفين ومن انصاف الشعوب المٌتسلط عليها
سنبقى محكومين بهذا الخيار وهذا الأمل في الحرية التي هو اقوى من أي سلطة مستبدة لان هذا الخيار هو مطلب داخل كل انسان وحاجة ملحة للمجتمعات وهو مسار حياة الذي لا يتوقف رغم ضيق الأفق بسبب الذين مازالوا يصرون على دعم هؤلاء وتأييدهم والوقوف في صفوفهم ومساندة طروحاتهم واساليبهم وخطاباتهم الفارغة.
تبقى القضية السورية عادلة ومحقة في مطلبها المقدس بالحرية والعدالة والكرامة وقد تطول هذه المسيرة لتحقق نصرها وأفضل ما يمكننا ان نتفق عليه هو محاكمة هؤلاء القتلى والمستبدين الملطخة أيديهم بدماء الشعب السوري وتهجيرهم ونفيهم عن وطنهم وأرضهم ومواجهة حق الحرية والحياة باسوء أنواع الأفكار وبسمفونية الموت والأسلحة التي صنعت عبر التاريخ والروس والإيرانيين كانوا جديرين بهذا الامر اكثر من غيرهم لتحقيق مصالحهم وأهدافهم في المنطثة والعالم على حساب حقنا وكرامتنا وقضيتنا التي ستبقى محقة ومستمرة،
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر