قضية الحرية وأهلها في سوريا والشرق ؟

abdelrahmansharafصراعتنا التي نشهدها هنا في الشرق من أجل الحرية . وكم سمعنا هذه الكلمة تتردد على أفواه الناس وتصرخ بصوت عالي في مختلف البلدان العربية . كانت تتردد هذه الكلمة بمعنى أرادي معرفي وبمعنى عبثي بطريقة عفوية عند الأغلبية للمطالبة بها وتحقيقها . الحرية هي هاجس الشعوب وهي مطلب الوجود والنفس البشرية ؟ وتدور حولها كل جوانب الحياة سواء كانت سياسية أو أقتصادية أو أجتماعية وسياسية ودينية ؟
الأنسان الحر هو الذي يبني ويكون مسؤول لنهضة في الحياة في مكانه وموقعه ومسؤوليته للخير العام؟ فكلنا معا في مركب واحد للمطالبة بها وتحقيقها. أليس كذللك ونحن كل يوم نحتضر ونضحي ونسهر لأجلها؟
والأنسان الساعي لتحقيق الحرية هو مسؤول أيضا عن نهج وممارسة جيدة ينطلق منهما لتحقيقها لنفسه ومجتمعه المحيط . سواء على المستوى الفكري والنضال السلمي أو على المستوى الميداني بنضال العنفي يتجلى بأساليب مختلفة وطرق للتخلص من الأدوات الماضية التي أعدمت مفهموم الحرية والكرامة وعدم تحقيقها؟
وهذه الأدوات الماضية تكون تعاليم موروثه وقيم ومبادىء قديمة وتراث لم يعد صالحا لنبض الحياة و أشخاص تسلطوا على الشعوب وأنظمة وحكومات أستبدة بمواقعها ولم تكن مسؤولة بالشكل السليم أتجاه الأنسان وحقوقه وهي جزء من هذا التراث هذه الشخصيات ؟ لأن الشخصية التي تحمل فكر قديم إلغائي جامد متسلط هي تهدد مفهوم الحرية وقضية الحرية التي نطالب بها.
أؤمن بالفردية وبقدرات الفرد وطاقته فلكل منا له وعي وأدراك قادر أن يتحمل مسؤولية ويصل لتحقيق حريته المثالية ومعرفة ذاته؟
ولا شك بأن الثورات الحقيقية التي تطالب بالحرية هي التي تتجدد المعتقدات الأساسية فيها للشعوب وتنطلق لبناء قيم جديدة تصبو نحو تنظيم وفاعلية اكبر من القديم.
سواء كان على المستوى الفردي أو الجماعي وتكوين الدولة والحياة السياسية ؟
واقعنا مليىء بالتصوف والتقليد وأنحلال شخصية الأنسان سواء كان بما يحمله من معتقد أو تأثر بفوضوية النظام القديم هذه أحد الأمور التي تبعد الشخص عن فهم معنى أصول الحرية الحقيقة وتبعده عن ذاته ؟
القضية الأن هي قضية صراع بين ماهو مألوف ويحمله شحصيات مختلفة وبين متطلبات جديدة يفرضها علينا الكون ومتغيرات الحياة والملائمة الصحيحة بينهما ؟
لا بد أن أوكد هنا على العديد من الجوانب التي تؤثر في الانسان بتكوينه في مسيرته اتجاه الحرية وتحقيقها .
جانب العقل والروح والوجود المحيط ؟
ولست أتحدث هنا عن الحرية فقط التي حرمنا منها غاصب مستبد ولا عن سجين ضمن أربعة جدران يتنفس هوائه من أشباك الحديد ؟ بل أتحث هنا أيضا عن الحرية التي غزلها صاحبها بخيوط من الماضي وحاكها بأبرة الفوضوية والعبثية وهو يغزلها منذ طفولته ويغزلها له مجتمعه.
الحياة تسير بالأنسان من العبودية إلى الحرية والأبداع ومن الحرية الى العبودية أومن من الغنى الى الفقر من الألم الى اللذة ومن المجد الى الهزلية . هكذا هي التجارب يتصارع بها الأنسان لإيجاد نفسه أو تدميرها أو عبثيتها وهكذا يعلمنا تاريخنا ومحاولات التغيير التي حصلت في العالم ؟ قد يصنع الأنسان حياته وحاضره بنفسه وقد يسيره الموكب الى العدمية وعدم تحديد الهدف ؟
وما أعظم الانسان الذي يصنع نفسه بنفسه وويحقق هويته وحريته ووجوده ليرفع من قيمة الحياة؟
وهنا مغزى الحديث وهدفه هو الفرد بتكوينه العقلي والروحي والفيزيولوجي والوجود من حوله؟
أنني أؤمن بالأنسان الفرد وقدراته وأؤمن بحرية الفكر وحرية الروح اللذان ينطلقان أما من الداخل إلى الخارج للكون لتتجلى الحرية والهوية الذاتية أو ينطلقان من الخارج الى الداخل حتى نصل لقدراتنا ومواهبنا التي تبني قيم جديدة أبداعية.
معظمنا صيرورة الظروف ومتخبط بالوضع الراهن تائهه بهذه الفوضى العارمة ماالعمل والحل بهذا النظام والظروف المحيطة الفاسدة التي تحيطني؟
هذه هي مسيرة الحرية طريقها طويل ألمها جيد وحقير ؟ ولو أقتصرنا الطريق بها لأضعنا عن أنفسنا الكثير من المواضيع والمعالم للنفس. هذا يعني بأن ندرك ونتعلم ونتفاعل بالشكل الإيجابي بهذا الطريق.
وقد ياتي قارىء ويقول أنت تتكلم بالخيال والأحلام ؟ فماذا بوسعي أن أعمل ليس بيدي أية حيلة ووسيلة؟
نعم هذا هو اليئس والأحباط الذي يوصلنا إلى مرحلة الأستسلام والتسليم فنبتعد عن ذواتنا وحلول مشاكلنا؟ ولكن العظماء بدأوا بدون أي وسيلة ولكن بدأوا بأنفسهم وقدراتهم .” كاسترو” مكتشف أميركا العظمية بدون خياله وحلمه ومغامرته العبثية لما كان اليوم يوجد أميركا العظمى ولكن هذا كان يحركه شغف الخيال وحب الأستطلاع وثقته بنفسه وقدراته الفردية ؟؟ هذا الكلام أقوله لأي شخص سواء كان ثائر أو غير ثائر ؟
ليس لنا إلا أن ندرك هذه الحقيقة وننتفض على كل شيء يبعدنا عن ذواتنا ويجعلنا قطعان وعقولنا وأرواحنا مقيدة ونعيد الثقة لأنفسنا؟
يقول زراداشت: سأخبركم كيف يصبح العقل مثل الجمل ويصبح الجمل أسدا ويضبح الأسد طفلا في النهاية ؟ أن ثقل المثل العليا والقيم الأخلاقية القديمة المفارقة والمناقضة تشعره بأستمرار الذنب والجمود والركود فهذه تدفعه لتحسين حياته بإدراكه لبعض المتغيرات لماحوله فليجا إلى شيء اخر قد يلجأ إلى عالم الحق والفضيلة وفي الطور الثاني يبدأ يتحول الجمل إلى أسد حيث بإرادته وشجاعته يبدأ بالتحرر من كل أحماله الثقيلة ويهيمن على صحرائه ولكن بهذا لا يستطيع بأن يخلق قيم جديدة . وكل الذي يستطيعه هو أن يهدم القيم البالية وبهذا يتحول الأسد في الطور الثالث إلى طفل يحيا بإرادته الذاتيه بالوعي الذي حصل عليه من الطورين الماضيين. مندفعة نفسه إلى الكون والوجود ليغزو العالم بحريته . وهنا يسعني القول بما جاء به السيد المسيح أن لم تعودوا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات وهذه ثنائية بتكوينة الأنسان بين حياته الروحية والفكرية والوجودية بمعنى ماجاء به المسيح لتحرير الفرد.
ومن هنا أقول بأن الحرية هي قضية هامة ويستحقها كل فرد؟ وكل فرد له القدرات الكافية ليفهمها ويطالب بها ويسعى لتحقيقها سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي والدولة ؟
أما بالنسبة للنضال العنفي المسلح الذي ذكرته ببداية النص و يسعى لتحقيق الحرية فأقول بأن الساعي للحرية يسقط القديم بوسائل مختلفة ليأتي بقيمة أفضل بمعالم النظام الجديد وأدواته وفإذا لم يكن له هدف وخطة ونظرة جيدة لتحقيق الحرية بل له نفس قيم الإستبداد فهذا النضال سيكون عدمي للأثنين وللواقع إلى أن نصل لمرحلة تتغير بها الموازين بسبب ضغوطات وأعباء وأخطاء تراكمت؟
وهذا أحد جوانب الحرية عندما تبدأ بالثورات غير المنظمة ولا يقودها قائد حقيقي تبدأ بالمطالبة بحريتها بشكل عشوائي لتصل إلى معناها الأكمل الحقيقي بجوانبها المختلفة وكم المسيرة مازالت طويلة وصعبة أمامنا؟

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.