قصتان غير قصيرتين جدا

نبيل عودةpakstancouple

1 – سفير غير مرغوب فيه

(قصة سياسية عن حادثة صحيحة وقعت قبل سنوات)
رفضت العربية السعودية قبول سفير باكستاني ليمثل بلادة في السعودية، رغم انه معروف كسفير مهني ممتاز خدم بلاده خلال سنوات طويلة في مختلف انحاء العالم.
المشكلة ان اسمه غير مقبول على السعوديين او سائر الأقطار العربية .
صحيح ان الحجم الكبير هام كثيرا للسعوديين، لكن ان يكون اسم سفير باكستان ” أكبر ز …. خان” (العضو التناسلي باللهجة الدارجة ) ” فهذا غير مقبول على السعوديين .ويتعذر عليهم استقباله واعتماده سفيرا للدولة الصديقة للسعودية: باكستان.
والسؤال الهام: هل إرسال هذا السفير ليمثل بلاده في الدول الناطقة بالعربية هو اشارة من باكستان الى استهتارها بالدول العربية؟ خاصة وان اهم ما يقلق العربي في السعودية وغير السعودية من بلاد العرب الواسعة هو حجم ذلك الشيء ؟.. كيف يمكن ان يكون أجنبيا ممثلا لدولة أجنبية يملك ( وهذا مؤكد باسمه ( أكبر ز …) من (جميع الأ ز …اب) التي منحها الله للسعوديين او للعرب الآخرين ..؟ كيف يمكن ان يخاطبه الملك السعودي او أي رئيس او ملك عربي أو وزير خارجية : أهلا باكبر ز… ؟ واذا اشترك باحتفال وكلف بكلمة، هل سيقدم بصفته أكبر ز … ، هل يقبل امراء العائلة المالكة وورثاء الرؤساء العرب ان يكون في عواصم دولهم من يحمل بين ساقية أكبر مما يحملون؟

2- سائق لشخصية هامة جدا
(مقتبسة من طرفة)
زار البابا إحدى الدول، ورغب في أن يسوق السيارة التي لم يسقها منذ وقت طويل. قال للسائق قف جانبًا، أريد أن أسوق السيارة، اشتقت إلى السياقة. اجلس في الخلف مكاني.
انطلق البابا بالسيارة، ها هو ينجز حلما قديما كثيرا ما راوده لكن منصبه وقف حاجزا بينه وبين قيادة السيارة، شعر بنفسه يصغر نصف قرن، ضاعف السرعة إلى 100 كيلومترًا في الساعة، شعر بالسعادة، رفع السرعة إلى 120 كيلومترًا في الساعة، انتعش كثيرًا، رفع السرعة إلى 160 كيلومترًا في الساعة وبدأ يدندن أغاني من أيام الشباب، فجأة دورية شرطة تعترض طريقة وتشير له أن يقف جانبًا.
أقترب الشرطي وتفاجأ : أنت البابا؟
– أجل أنا هو .
– انتظر
لم يعرف الشرطي كيف يتصرف. ذهب ليتصل مع الضابط المسؤول. شرح له أنه أوقف سيارة تنطلق بسرعة جنونية وصلت إلى 160 كيلومترًا في الساعة، ولا يعرف كيف يتصرف مع صاحبها.
– من صاحب السيارة؟
– شخصية هامة جدًا.
– من.. وزير.. ؟
– أهم.
– قائد الجيش؟
– أهم.
– رئيس الحكومة؟
– أهم.
– رئيس الدولة ؟
– أهم.
– رئيس أمريكا؟
– أهم.
– من هو هذا الشخص المهم إلى هذه الدرجة؟
– إنه أهم من أهم شخصية في العالم.
– من سيكون.. بابا الفاتيكان؟
– أهم.
– بابا الفاتيكان هو نائب الله على الأرض، من أهم منه؟!
– بابا الفاتيكان هو السائق لتلك الشخصية!!

nabiloudeh@gmail.com

About نبيل عودة

نبذة عن سيرة الكاتب نبيل عودة نبيل عودة - ولدت في مدينة الناصرة (فلسطين 48) عام 1947. درست سنتين هندسة ميكانيكيات ، ثم انتقلت لدرسة الفلسفة والعلوم السياسية في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو . أكتب وأنشر القصص منذ عام1962. عانيت من حرماني من الحصول على عمل وظيفي في التعليم مثلا، في فترة سيطرة الحكم العسكري الاسرائيلي على المجتمع العربي في اسرائيل. اضطررت للعمل في مهنة الحدادة ( الصناعات المعدنية الثقيلة) 35 سنة ، منها 30 سنة كمدير عمل ومديرا للإنتاج...وواصلت الكتابة الأدبية والفكرية، ثم النقد الأدبي والمقالة السياسية. تركت عملي اثر إصابة عمل مطلع العام 2000 ..حيث عملت نائبا لرئيس تحرير صحيفة " الاهالي "مع الشاعر، المفكر والاعلامي البارز سالم جبران (من شعراء المقاومة). وكانت تجربة صحفية مثيرة وثرية بكل المقاييس ، بالنسبة لي كانت جامعتي الاعلامية الهامة التي اثرتني فكريا وثقافيا واعلاميا واثرت لغتي الصحفية وقدراتي التعبيرية واللغوية . شاركت سالم جبران باصدار وتحرير مجلة "المستقبل" الثقافية الفكرية، منذ تشرين اول 2010 استلمت رئاسة تحرير جريدة " المساء" اليومية، أحرر الآن صحيفة يومية "عرب بوست". منشوراتي : 1- نهاية الزمن العاقر (قصص عن انتفاضة الحجارة) 1988 2-يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها ( بانوراما قصصية فلسطينية ) 1990 3-حازم يعود هذا المساء - حكاية سيزيف الفلسطيني (رواية) 1994 4 – المستحيل ( رواية ) 1995 5- الملح الفاسد ( مسرحية )2001 6 – بين نقد الفكر وفكر النقد ( نقد ادبي وفكري ) 2001 7 – امرأة بالطرف الآخر ( رواية ) 2001 8- الانطلاقة ( نقد ادبي ومراجعات ثقافية )2002 9 – الشيطان الذي في نفسي ( يشمل ثلاث مجموعات قصصية ) 2002 10- نبيل عودة يروي قصص الديوك (دار انهار) كتاب الكتروني في الانترنت 11- انتفاضة – مجموعة قصص – (اتحاد كتاب الانترنت المغاربية) كتاب الكتروني في الانترنت ومئات كثيرة من الأعمال القصصية والمقالات والنقد التي لم تجمع بكتب بعد ، لأسباب تتعلق اساسا بغياب دار للنشر، تأخذ على عاتقها الطباعة والتوزيع.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.