القصة:
الانطباع السائد عند أغلب السوريين، أنو أبناء الطائفة العلوية، جماعة كلهون مرتاحين و لا عندهون أي هم بالدنيا و انمحت كل متاعبهون من بداية حكم الأسد..
و أنو حافظ الأسد و ابنو بشار من بعدو، شالها لهالطايفة متل ما هية و حولها من حالة الفقر و الظلم لحالة البحبوحة و الرخاء..
حتى نكون منصفين مع أنفسنا و للتاريخ فقط، و ما إلي أي غاية برواية هالقصة، لا لاستمالة حدا للثورة و لا لتوقيع صكوك غفران لحدا..
فللانصاف، نسبة ما بتتجاوز العشرة بالمية من ابناء هالطايفة استفادو من وجود آل الأسد، و الجزء الكبير منها، فقراء و معترين متلهون متل أغلب الشعب السوري..
و حكاية اليوم بتشرحلكون تماما الحالة الاجتماعية لأغلب علويين البلد..
بعد وفاة الحريري الله يرحمو و الخروج المذل لجيش الأسد من بيروت، قرر غازي كنعان في تشارين 2005 الانتحار، فأطلق براسو تلات رصاصات و ضرب حالو ست سكانين و عطاكون عمرو..
بعد بكم يوم كان موعد التأبين..
بحمرا ضيعة صغيرة على جبال اللادقية، جبل بيعج بالضيع الصغيرة و الفقيرة جدا.. و سكان هالضيع، المحظوظ فيهون مساعد بالجيش أو بالأمن و شوية موظفين صغار بالدولة..و ما تبقى كلهون عايشين من نعم الأرض و مباركة الضباط الكبار أبناء ضيعهون..
اندعى للتأبين أكبر شخصيات البلد من ضباط و مسؤولين أمنيين، و لاكمال مشهد الاحتفال، جابو كل أهالي الضيع المجاورة بعد استغلال فقرهون و وعدوهون ب 200 ليرة لكل شخص بيشارك بالتأبين..
مدير الحفل كان يومها الزميل علاء الدين الإيوبي تاع الشرطة في خدمة الشعب، و طلاب المعهد الفندقي بالتعاون مع ميريديان اللادقية هنن المضيفين..
قبل الحفل بشوي و قبل وصول الوفود الرسمية، حاول الحشد العفوي أنو يقرب من مكان التأبين أكتر من اللازم، فانهالو الشبيحة عليهون بالضرب و هددوهون أنو اللي بيقرب أكتر ما بياخود ال200 ليرة..
بتبدا الكلمات..
كلمة العائلة.. كلمة أبناء الضيعة.. كلمة الجيش السوري..
طلاب المعهد الفندقي منتشرين بين الضيوف، و عم ينشرو على الطاولات الأكل و اللحومات و الفواكة و المشروبات، كميات بتكفي جوع الصومال.. و هالشعب واقف ورا الحدود المرسومة ألهون بانتظار ال200 ليرة و كل واحد فيهون حامل كيس أسود فاضي و مترقب..
بيخلص الحفل، و بتنفض حشود المعزين و الضيوف و بيطلعو بسياراتهون الأنيقة، تاركين وراهون كميات هائلة من الأكل على الطاولات ، و من وراهون مئات من أهالي الضيع اللي طلعو بشكل عفوي بالتأبين حاملين بأيد صورة القائد، و بالإيد التانية الكيس الأسود الفاضي..
مجرد راحو الضيوف، انقض هالشعب على الطاولات، و بلش يلم فضلات كبار الضباط من أولاد ضيعهون نفسها تحت لعنات و مسبات الشبيحة المنتشرين بيناتهون بمحاولة لضبط حالة فوضى لم الأكل..
و بين هالضجة كلها ، و بين صراخ الشبيحة بابناء الضيع و سبهون بالكبيرة و الصغيرة، بتوقف سيارة جيب سودا و بيطلع منها أبو صخر كبير مرافقين يعرب غازي كنعان، و من بين الحشود بيصرخ بشبيحتو:
ولك حيوانات ليش ما تصرخو بهالشعب و تضربوه؟؟
ما شايفن يا سيدي، متل الوحوش طاحشين عالأكل ، و لا كأنو بحياتهن شايفين اللحمة!!!
ايه معلشي معلشي، اتركوهن.. خلو هالشعب ياكول…
بتفضى الساحة، و هالشعب المسكين راجع على ضيعو، حاملين كيس وشوية بقايا أكل، و 4 دولارات بجيب كل منهون تمن المشاركة بتأبين الفقيد المليونير الغالي..
الحكمة:
كل السوريين رح يقولو قريبا، تندكر و ما تنعاد..
الثورة ما معها اتطعميك سمك، بس رح اتعلمك كيف تصطاد..
دلالات لابد منها … لمن يدعي العقل والضمير والإنصاف ؟
١: أكبر جريمة يرتكبها عقل عاقل هى التعميم في كل شئ ؟
٢: إن مانشاهده اليوم من مجازر وويلات تحدث هنا وهناك ، لاتقل وحشية وبربرية عما كان يفعله أسلافنا قبل ألاف السنين ، الذين يدينهم كل ذي عقل وضمير رغم كون أفعالهم في ذالك الوقت لغة عصرهم ؟
٣:أكبر مصيبة تجتاح عقول بني البشر هى عندما ينقلب الظالم إلى مظلوم والمظلوم إلا ظالم ، وهذا مع ألأسف مايحدث اليوم في سوريا وليبيا والعراق وغدا في إيران ؟
٤: وأخيرا كل ماأعرفه { أن ألله يمهل ولايهمل } والعاقل من يتعض ، لأنه على الباغي لابد أن تدور المنايا ؟