لما وعيت شوي و بديت تتركب تساؤلات كتير براسي، سألت الوالد الله يرحمو: كيف السوريين ما عملو ردة فعل على مجازر حماة؟؟
كان جوابو و بكل بساطة: يا زياد بتعرف أنو ما سمعنا فيها لبعد عشرين يوم..
و من يومها النظام مدعوم من القوى الغربية بيوصفو المجزرة بالحوادث، لدرجة أنو نحنا السوريين بشكل عام و الحمويين بشكل خاص و بحكم العادة صرنا نقول أحداث أو حوادث حماة بدل مجزرة حماة..
و مثال تاني على هالنهج، توصيف الثورة بسوريا اليوم بالازمة، فالرجاء أنو ما حدا يوقع بهالمطب مرة تانية..
اتذكرت هالموضوع لأني خطر عبالي حكاية صارت بعد مجزرة حماة، لما حاولو يغتالو المعارض الكبير عبد الحليم خدام.. شبين على موتور بالشام اطلقو النار عليه بسيارتو بس ما صرلو شي، و طلع من يومها قرار بمنع الموتورات بكل سوريا..
حكاية اليوم ببداية التسعينات، لما مضر رفعت الأسد اللي كان هاوي سواقة الموتورات و سيارات الرالي ( الله يرحم جدو )، قرر يعمول سباق موتورات بالمدينة الرياضية باللادقية، و دعى للسباق باشراف الاتحاد الرياضي و تنفيذية اللادقية كل سائقي الموتورات الغير مرخصة بالبلد..
بكل اللادقية كان فيه كم موتور، جاكسون و الجيفي و السلواية و كم واحد تانين..
الشباب ما صدقو اللي سمعوه، أنو أخيرا رح يركبو موتوراتهون الشايفين حالهون فيها و يطلعو بشكل رسمي عالمدينة الرياضية ليعملو سباق رسمي ..
المنظر يومها باللادقية بيطير العقل، اجتمعو كل الشباب عند العامود بمشروع الصليبة و انطلقو بموتوراتهون على المدينة الرياضية و أهل اللادقية المهتمين لاحقينهون بالسيارات و الباصات لحضور هالمناسبة اللي بحياتها ما صارت..
ما في شبيح بالبلد يومها ما كان موجود، حتى باسل الأسد كان عم يحضر السباق.. و أهل اللادقية من كل عقلهون تاركين أشغالهون و رإيحين يحضرو السباق..
موتورات البطح واقفة عند خط الانطلاق، و مضر الأسد بموتورو المتطور عن باقي الموتورات واقف بيناتهون و من كتر مو سمين، يا دوب كنا عم نقدر نشوف موتورو..
بيضرب الحكم طلقة البداية و بينطلقو شباب اللادقية، و مضر واقف محلو ما انطلق..
ولك شو هالجحاش هودي، مشيو قبل ما يسمعو الطلقة..
بيرجعهون الحكم مرة تانية على خط البداية و بيضرب الطلقة مرة تانية و بتتكرر نفس الحادثة..
مضر واقف محلو و الشباب طايرين بموتوراتهون..
الشباب هون اتهامسو لما شافو هالبغل عصب و احمر لونو، و اتفقو بين بعضهون أنو لما يسمعو صوت الطلقة يتركوه يمشي و بعدين يمشو وراه..
و هاد اللي صار..
بيمشي مضر و الشباب وراه بكم ثانية..
بلا طول سيرة، و بعد نص ساعة مملة من هالسباق اللي ما ألو طعمة، بيوصل مضر بالمركز قبل الأخير..
اتوزعت الجوائز و اتبادلو المشاركين الصور مع بعضهون و انفض هالسباق، و لا مين شاف و لا مين دري..
نحنا و نازلين على طريق الشاطىء، دوريات المرور و الأمن معباية الشوارع، عرفت بلحظتها و خمنت شو اللي رح يصير..
شباب الموتورات و هنن نازلين طاير عقلهون أنو أخيرا صار بدهون يمارسو هوايتهون بدون ما حدا يزعجهون، كانت دوريات الشرطة و الأمن ناطرينهون..
14 موتور من الموتورات المشاركة اتصادرت بلحظتها، و انحطت على ضهر كميون و بوجهون على فرع المرور باللادقية..
لما الشباب لحقو موتوراتهون ليشوفو شو اللي رح يصير، بيوقفو عند فرع المرور و بيشوفو كيف دم البهون اللي حاطينو على موتوراتهون عم يتكسرو قدام عيونهون، و الرفيق مضر واقف على عملية التكسير عم يتفرج و يعلق : هاد نتيجة الغش، بدكن اتغشو بالسباق، ايه ما رح تلاقو موتورات من هلق و رايح لتغشو فيها..
الحكمة:
تلاتين سنة و نحنا نقول أحداث حماة بدل مجزرة.. مجزرة موتورات اللادقية اتكررت على أيد البغل ابن المعارض المسخرة..