من عادات شباب اللادقية اللي ما ممكن تحت أي ظرف من الظروف تتغير، هية قعدة القهوة..
ليش مستغربين؟؟؟
لازم نشرب كاسة الشاي الصبح عند الطابوشة، و سيغارة اللي بعد زفر الغدا مع كاسة القهوة ما بتطيب إلا بقهاوي الكورنيش الجنوبي، و دء الورق بالليل مع نفس المعسل ما بيحلى إلا بقهوة المنتدى و العصافيري و شناتا ..
كل يوم بالليل مننزل عالقهوة لنلعب دء شدة مع الشباب، بشوفو لميشيل نازل مع رفيقو و قاعدين على نفس طاولتهون عم يلعبو طاولة زهر..
مر أسبوع و ميشيل مختفي…
كل شباب القهوة انشغل بالهون عليه.. وينو ميشيل، و لك وين مختفي ميشيل، شو صاير مع ميشيل… و ما حدا عندو جواب…
تاني نهار الصبح قررت روح أسأل عنو و شو صاير معو…
أبو ميشيل صايغ دهب من عمر سوق الدهب باللادقية…الكل بيحلوف بنزاهتو و بأمانتو و بصياغتو اللي ما قدر لوقت طويل حدا ينافسو عليها…
بوصل لعند أبو الميش عالمحل… بحس أنو الجو مكهرب عالأخير… و أبو الميش مو على عوايدو عم يوزع ابتسامتو للرايح و للجاية، و عالعوافي أبو الميش…الله يعافيك يا خي اتفضل …
خير و لك ميشيل انشغل بالنا عليك، وين غاطط هالكم يوم؟؟
بيغمزني أنو ما احكي قدام أبوه و بيمسكني من أيدي و بيطالعني برا المحل..
اسكوت و لك زياد، ليش ما سمعت شو صار فينا؟؟؟
لا والله يا ميشيل أشغلتلي بالي،خير شو صاير؟؟؟
يا سيدي القصة هيك:
بتجي زبونة من زباين المحل لعند أبوي الصبح، زوجة ضابط من بيت الضرف… و متل عادتها، بتاخود الدهب اللي بدها ياه و بتقلو لابوي: اليوم بيمر عليك زوجي ليحاسبك…
الا يومها يا أبو الزوز…
أخدت الصبح دهب بقيمة 600 ألف ليرة، و على عادتها: يا أبو موشيل اليوم زوجي بيمر لعندك و بيحاسبك…
خلص النهار ما إجا زوجها… قلنا بيجوز مناوب و ما عندو وقت يمر يحاسبنا..
بيمر تاني نهار ما بيجي يحاسبنا، قلنا بيجوز العساكر المفيشين عندو ما حاسبوه هالشهر…
بيمر تالت نهار ما بيحاسبنا، منقول بركي مشغول الله يعطيه العافية..
أسبوع يا أبو الزوز، و نحنا عم نعطيه مبررات و أعذار…
طق عقلو أبويي و قرر يحكي مع المدام…
شو يا أبو موشيل مفكرنا بدنا نهرب بدهباتك؟؟؟ طول بالك كم يوم على زوجي، مشغول كتير و بيبقى بيمر لعندك…
نظر أبويي أسبوع تاني و قرر يحكي مع الضابط نفسو: يا سيادة العميد بعرف انكون مشغولين بهموم المواطن و الدفاع عن أراضيه بس يعني إذا ما بيزعجك، أنا ببعت ابني ميشيل لعندك منشان ما عطلك و آخدلك وقتك …
يا أبو الزوز يا أبو الزوز…
علي الحلال كأنك سبيت شرفو العسكري من كتر الجنون اللي جنو عالتلفون و قلو لابويي: إسماع يا أبو موشيل، الك حساب عندي و ما رح أعطيك ياه و روح خريها…
انت بتعرف يا زياد… أنو أبويي يروح يخريها، ما رح يطلع معو شي… فقرر أغبى شغلة ممكن تتصورها بحياتك…
شو عمل أبوك ولك ميشيل؟؟؟
إسماع عندك و سجل…
بيحمل حالو أبويي من كل عقلو و بيروح لعند المحامي فواز الأسد…
يا استاذ فواز: ما إلي غيرك، و ماشالله عليك سمعتك بالقانون سابقتك، هيدي قصتي كلها عندك و انا رح وكلك بهالقضية…
و على شو مخضوض و لك بو موشيل؟؟؟ اليوم بالليل بيكونو هالمصرات عندك، و لك لا تاكل هم…
بالفعل يا أبو الزوز و بنفس الليلة جاية سيادة العميد مكسور خاطرو و جايب معو ال 600 ألف ليرة ، ما تواخزنا يا أبو موشيل بس ما كان بدها هالقد لتوصلها للأستاذ فواز…
أبوي يا أبو الزوز بيطير عقلو، و المسيح مو منشان المصاري بس النصب و لو بليرة وحدة صعب…
طيب ولك ميشيل منيح رجعولكون المصاري كلياتهون و الحمدالله عالسلامة…
ضحك ميشيل و قلي: لعمى طوال عمرك بصلتك محروءة، اتركني كفيلك هالقصة…
يا معلم.. ببيحمول حالو أبوي و بيروح لعند أبو جميل تاني يوم الصبح لحتى يتشكرو على أسرع قضية بتنحل بالعالم…
الله يعطيك العافية يا أبو جميل، فضلت علينا…
ولك له له يا بو موشيل، واجبنا ولو… ما تنسى سوريا دولة قانون و مجسمات( طبعا بيقصد مؤسسات هون)…
على راسي يا أبو جميل، الله يحميكون و يحمي هالدولة و اتضلو على راسنا من فوق…
ولك خلص ولك بو موشيل و الله خجلتني حيجة بقا …
بس منشان الاتعاب أبو جميل، و المسيح ما بطلع من هون إذا ما دافعها، الله يعطيك العافيه اتغلبت لحتى رديتلي حقي…
ولك بس بقا يا بو موشيل ما بيناتنا… قلي اشقد كان المبلغ؟؟؟
كل المبلغ معاليك كان 600 ألف ليرة، الحمدالله رجعولي كلهون ما ناقصين و لا فرنك…
و الله يا بو موشيل خجلتني هاكا، و أبقا بعرف شو بدي اطلب منك… و لك يللا روح جبلي 800 ألف أتعابي و رجاع لعندي…
و هيك يا أبو الزوز، صار بدي وفر تمن 5 مليون اركيلة و 3 مليون كاسة شاي خميرة و 6 مليون تعليقة لحتى انعوض أتعاب الأستاذ فواز…
لهالشي ما عم تشوفني بالقهوة…
الحكمة:
شعارنا..
للغني و الفقير… للمحتاج و ابن السبيل..
الك دينة مع حدا..
ما الك إلا أبو جميل لخدمات التحصيل..زياد الصوفي – مفكر حر؟