قصة و حكمة من زياد الصوفي..63

القصة:

إذا عبالكون تفشو خلقكون اليوم.. ايه خلوكون معي و أقرو هالحكاية..

القصة صارت على أوتوستراد الزراعة باللادقية.. و اللي ما بيعرف شو هالشارع، هوة عبارة عن طريق طويل بيجي ورا جامعة تشرين، شارع ساكن فيه فواز الأسد و أخوه منذر، و بيت الشاليش و بيت التاسومة و كل فصيلة الأحذية اللي بتخطر عبالكون..

من بين البيوت الموجودة بهالشارع الموبوء، بيجي بيت الرب.. بيت سليمان المرشد اللي بيوقع مباشرة مقابيل بيت فواز عالطرف التاني من الشارع..

أحد أحفاد الرب اسمو النور المضيء المرشد، و هوة اليوم برتبة رسول.. و رجاء اليوم ما حدا ياخود عكلامي بأي منحى و أي اتجاه، أنا بس عم أوصف حقيقة موجودة و عايشينها باللادقية..

بأوائل التسعينات، واقف فواز على شباك بيتو اللي بيطل على بيت المرشد.. و عالطرف التاني النور المضيء واقف على شباك غرفتو..

من المعروف للجميع أنو العلاقة بهديك الأيام بين بيت الأسد و بيت المرشد ما كانت بأحسن الأحوال، و خصوصي بعد ما رفعت جرهون للمرشديين معو لما حاول يعمل انقلاب على أخوه النافق حافظ..

المهم الشباب ما بيستلطفو بعضهون و هنن واقفين عالشبابيك، بيشيل مسدسو فواز و بيصير يقوص عليه.. و يصرخ : فوت انقلع و أبقا تفرجيني وجهك..

الرسول من الطرف التاني مانو هين كمان، بيسحب مسدسو و بيصير يقوص على فواز..

ساعتين من هالحادثة، أكتر من 200 شب من اتباع المرشد بيصيرو بالقصر للدفاع عن رسولهون.. و متلهون و أكتر بالعدد من كلاب فواز و من المرتزقة بينحشرو ببيت فواز للدفاع عن ابن عم حامي الأقليات..

و بتبدا الحرب..

تلات أيام كاملة، و الحرب شاعلة بالحارة..

مشروع الزراعة مسكر من كل الأطراف، لا الدولة بتمون على وقف هالحرب، و لا جماعة المرشد حدا بيمون عليهون..

الفطايس من الطرفين بالعشرات، و مرمية بالشارع و ما في مين يلمهون.. كتيبة منذر بتنضم لكتيبة فواز و بتولع أكتر…

و كل مرشدية الجبل و سهل الغاب بيصيرو باللادقية بسلاحهون الكامل..

أهل المنطقة الدراويش من الطائفة الكريمة، ما عرفانين الله وين شالحهون.. اللي حمل السلاح و انضم لجيش فواز، و اللي قعد ببيتو دافن راسو، و المحظوظ اللي شاف سرفيس يلمو هوة و أهلو و يطلعو عالضيغة..

الدولة بما يمثلها فواز ضد اتباع سليمان المرشد… دوريات الأمن و الجيش محاوطة الأوتوستراد و ما عم يقدرو يدخلو، أو بالأحرى ما مسموح لالهون يدخلو…

بتكبر الأمور و بتوصل لباسل الأسد..

بيتدخل بشكل شخصي عند الطرفين و بتوقف الحرب على طريقة الأبراهيمي ( لا غالب و لا مغلوب ) و التسوية كانت أنو شبابيك بيت فواز اللي باتطل عبيت المرشد بتتسكر و ما بتنفتح أبدا، و شبابيك بيت الرب بالمطلق باتضل مسكرة تفاديا للقاء العيون و تسبيلها بين فواز و الرسول …

معروف عن المرشديين أنو تارهون بدهون ياخدوه لو بعد ألف سنة..

شب من بيت بدور من جوبة دريوس، أخوه سقط شهيد بالمعركة قبل بكم يوم، و كبرت براسو و بدو ياخود بتارو..

بيركب موتور جبلي، و بيوقف على راس الحارة بعد ما هديت الأمور بين العيلتين و بينتظر فواز ليطلع من بيتو..

هوة و بيطلع من باب الفيلا باتجاه سيارتو البي أم بهديك الأيام، بيدور هالموتور و بيطحش على فواز و بيدعسو..

مارح خبركون شو صار بابن البدور، بس فيني

قلكون أنو صار مصفاية من كمية الرصاص اللي نزلت عليه..

بعد بكم يوم بيطلع فواز من المستشفى و الجبصين برجليه الاتنين عم يمشوه صوب قهوة العصافيري..

أنا كنت واقف صوب القهوة لما بيوصل فواز، و شب من بيت قميرة أصحاب العصافيري بيقلو: الحمدالله عسلامتك أبو جميل..

بيصرخ أبو جميل باستهزاء قدام عيني: إذا الرب ما قدر علي، بقا مين قادر..

الحكمة:

وقع العشق و الغرام بين فواز و المرشد لما من الشبابيك التقت العيون.. الله حماك يا روميو ما كان أبو جولييت من بيت الأسد لما لقطوك عالبلكون..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.