قرب الصيف و بدبت الناس بدبي يحكو ويخططو وين رح يقضوا الإجازات..
شي عشرق آسيا و شي عاوروبا، و اللي رح يروح كم يوم عبلدو يشوف أهلو..
سنة 2008 لكل مين عايش بدبي بيعرف أديش كانت سنة متعبة و الناس و أنا منهون ما كانو مصدقين يجي الصيف و ينزلو اجازة..
باتصال من الماما من اللادقية باتغيرلي كل خطط إجازتي اللي كنت ناوي قضيها بأوروبا و بتقلي: تعا اقعدلك كم يوم هون، منطلع منقعد بصلنفة و بعدين سافر مطرح ما بدك..
كان الاتفاق أنو بوصل عمطار اللادقية، باخود تاكسي و بطلع فورا عصلنفة والماما بتكون سابقتني لهونيك..
الحمدالله عالسلامة يا استاذ( كلفتني 200 ليرة) هات لمررلك الشنتة بلا تفتيش ( كلفتني 200 ليرة تانية)، شال عني الشنتة بدون ما اطلب منو ( 200 ليرة تالتة)، ركض جبلي تاكسي( آخر 200 ليرة لليوم)..
المهم بوصل عصلنفة، و منتفق أنا و الماما نطلع بعد الضهر نقعود سوا بقهوة الحلوين عالساحة..
مقهى الحلوين عبارة عن قهوة عمرها من عمر صلنفة، و معلم عالرغم من بساطتها من معالم صلنفة..لدرحة أنو كل الناس اللي قاعدة هونيك بتعرف بعضها..
وصلنا عالقهوة، طلع ما في قهوة.. شوية ورق شجر هارر عالأرض، و ساحة بلا طاولات و بلا كراسي، و الاضوية مطفية..
ولك يا أبو حسان وين القهوة؟؟ خير ليش مسكرة؟؟
الحمدالله عالسلامة أبو هشام، والله القهوة مسكرة هالسنة بس فيك تقعود بالكازينو، أو إذا بدك في البرايم بيتزا فاتح عن جديد..
و وشوشني و خبرني: هاد دريد الأسد أتعهد الكازينو، وفتح البرايم، و طلب من البلدية يسكر قهوة الحلوين لحتى ما يترك للناس خيار تاني يقعدو إلا بمطاعمو..
وصلنا عالبرايم بيتزا، أمة لا إله إلا الله قاعدة هونيك..
مناخود طاولة و منقعود أنا و الماما، و هون بتبدا حكاية اليوم..
عالطاولة اللي قدامي قاعدة صبية حلوة مع رفيقتها، بعرف بعدين أنها من بيت أصلان..
حسيتها من لما اقعدت ما عجبها الوضع أبدا، بس خجلت على ما يبدو من وجود الماما معي فما اتصرفت بشي …
نص ساعة و نحنا ناطرين فنجان القهوة يوصل، و هية هالنص ساعة ملهية عالموبايل عم تبعت و تستلم رسائل..
مع وصلة فنجان القهوة، بيدخل حافظ الأسد ابن منذر مع رفيقو..
كل القهوة بتكركب، و الغراسنة إتلبكو ما عارفين شو بدهون يعملو، مافي طاولة يقعود عليها ابن الحسب و النسب..
حافظ ما كان مهتم لكل هالتفاصيل، و لا حتى فارقة معو كل هالكركبة اللي صارت ..
جاية و بيعرف تماما شو بدو يعمل..
أنا و الماما قاعدين على طاولة بأربع كراسي، بيسحب حافظ كرسي و رفيقو الكرسي التاني و بدون مرحبا بيقعود معنا عطاولتنا..
و أكتر من هيك، بيدفشلي كرسيتي شوي عاليمين، منشان يقعود بوجه هالبنت الحلوة اللي بوجهنا..
البنت صارت تضحك هية و رفيقتها، و حافظ ورفيقو بتنزلو بالثانية الأراكيل، و أنا و الماما من دهشتنا لكلشي صار انربط لساننا و ما بقا نعرف شو بدنا نتصرف..
خمس دقايق على هالحالة، أربعتنا قاعدين عنفس الطاولة، لا نحنا عم نحكي و لا هنن حتى معتبرين أنو في أم و ابنها كانو قاعدين على الطاولة اللي قعدو عليها..
طلبت الحساب..
لا لا يا حبيب خليها علينا هالمرة هنن فنجانين قهوة أبيستاهلو.. بيقلي حافظ..
ما قدرت لحظتها ما احكي..
ممنونك يا غالي، بس حسابنا كبير مو فنجانين قهوة بس..حساب المطعم فنجانين قهوة صح، بس حسابي إلي تذكرة طيارة من دبي 2500 درهم، و 800 ليرة بمطار اللادقية رشاوي، و 500 إجار التاكسي عصلنفة..
طبعا ما فهم و لاكلمة من اللي حكيتو.. شلحت حسابي عالطاولة و انسحبنا أنا و الماما و ضحكة الانتصار على وجهو، و ابتسامة ( يا الله ما أقواه حبيبي على وجه البنت)..
تاني نهار كنا أنا و الماما على طيارة إسطنبول..عند العصملية اللي احتلونا 400 سنة..
الحكمة:
حسابك أكتر بكتير من فنجانين قهوة،الشعب السوري فاق بعد خمسين سنة سهوة، و رح يشهيك الموت شهوة…