الجزء الثاني..الحلقة ( 7 ) :
القصة:
قبل انطلاق الثورة السورية و من شهر كانون الثاني بدأت الهمسات تتناقل و الناس تتسائل, البعض ما كان متأكد اذا رح تبدا الثورة في سوريا, و المتفائل ناطر ايمات رح تبدا..
و السؤال الأكبر, كيف رح تشعل الثورة بسوريا؟؟
رجال الأعمال و التجار بلّشت تفتح الدفاتر و تعمل اتصالاتها, تحسبا لأي تحرك بالمستقبل..
طبعا منهم اللي التزم الصمت مع بداية الثورة ,و منهون صار يفكر يضب أغراضو استعدادا للرحيل ..
سامي تاجر ابن تاجر حفيد تاجر شامي ، خريج كلية ادارة اعمال من الجامعة الامريكية بدبي ، رفض جميع العروض المغرية بالخليج و قرر يرجع عالشام يفتح فيها شغلو الخاص, و خصوصا لّما والدو وعدوا يوقف جنبو بأي مشروع بدو يبدا فيه..
بديت الجولة المكوكية لسامي بالصين و الهند و تركيا لاستيراد بعض التجهيزات الصناعية لسوريا و بحكم العادة صار الو علاقات متعددة بالشام بين الوسط الاقتصادي و الاجتماعي و بأعلى المستويات..
من أول يوم بالثورة سامي أبلغ والدو انو ما راح يوقف الشغل أو يخفف, لأنو هالشي فيه خربان بيوت لل 150 عامل اللي بيشتغلوا عندو,حتّى المعمل اللي استوردو من المانيا بيقرر انو ما يوقف تركيبو و تشغيلو لانو في قطع لرزق كتير ناس دراويش ومعترين..
الثورة استمرت حوالي السنة و بلشت تتصاعد و تتطور, والناحية الاقتصادية للاسوء, و الدولار عم يرتفع , و الطرقات عم تتقطع, و الحواجز عبّت البلد, و صار الواحد بمشوار من حرستا لقدسيا كأنو مسافر من جبلة عالصين..
البضاعة اتكدست بالمستودعات و العمال صارت تشكي من الغلا, و خصوصا منهون اللي تعرض للاعتقال لفترة معينة او بيتو اتعرض للقصف او منطقتو للمداهمة و التخريب من قبل الجيش الباسل..
سامي بيقعد بهالمكتب و بقول لازم اعمل نقلة نوعية ولاقي منفذ اخر لتصريف البضاعة و ما اقطع برزقة هالمساكين اللي برقبتي.. بيجمع العمال مع الطاقم الاداري و بقلهن:
أنا أخدت عهد عحالي قدام الله و قدامكن انو ما اصرف حدا من عندي و متل ما كنتو عم تقبضوا رواتبكن من خمس سنين لهلق رح اتضل..
بيشد الهمة وبيروح عالاردن مشان يفتح الو مركز اقليمي لتصريف البضاعة , ومن الاردن بينطلق الى الخليج و تحديدا الى السعودية..
بالسعودية بيتعرف عرجل أعمال سعودي اللي بياخود اقصر و اسهل طريق للربح و هو النصب السريع, بيستنى البضاعة توصل للسعودية و قيمتها تتجاوز المليونين ريال , و بينصب النصبة الكبيرة على سامي..
سامي ما بيسكت, بيرفع عليه دعوى بالرياض و بالقنصلية السعودية بعمان, و بقدم الاوراق و الاثباتات , و بتتحرك الدعوى.. هون بيلجأ رجل الأعمال السعودي لموظف بالسفارة السورية بالرياض مشان ينصحوا كيف هيك قصة بتنحل ..
الموظف الشريف العفيف بينصحوا يسلخ تقرير انو في تاجر سوري اجا على الرياض عاصمة الارهاب و الكباب من اجل جمع الاموال للعصابات الارهابية المسلحة..
بعد حوالي الاسبوعين بيترك سامي الرياض و بيرجع على سوريا… بيتفاجأ ان مطلوب للمخابرات الجوية الادارة العامة..
بيعمل جولة مكوكية بكل الافرع و بيستقر بالاخير بفرع الجوية..
ما بيترك أبوه واسطة من ماهر الاسد و نزول لحتى يطالع أبنو, و بعد اهانة شهرين بيطلع سامي..
بيقلو الضابط المسؤول , المعلم بدو يشوفك..
اعتقد سامي أنو رح يقابل ماهر الاسد, أو اصف شوكت, أو رامي مخلوف , حدا من اللي اعتقدهون مسؤولين عن اطلاق سراحو..
اسماع يا سامي انت شب شريف و محترم … و بعد التحقيقات تبيّن معنا انو كان تقرير كيدي ضدك، و منشان تعرف انو انا ساعدتك لوجه الله و ما اخدت و لا فرنك احمر من ابوك مقابل اخلاء سبيلك , بتعرف ليش ؟؟؟
طبعا سامي قاعد متل الاهبل عم يسمع كلام من شخص بحياتو ما متوقع يقابلو و خصوصا بهيك ظروف.
انا يا سامي ساعدتك للايام الجاية .. لما رح اضطر اترك سوريا و ما رح أقدر سافر لاي دولة بسهولة .. بتمنى انو والدك يتدخل و بحكم علاقات عائلتك مع رجال الأعمال مشان مساعدتي..
سامي بعدو قاعد و عم يسمع هالحكي و ما عم يصدق مين عم يحكيه..
قاعد مع شخص حاسس بالكارثة القادمة للنظام ..
مصعوق من اعتقالو و تعذيبو..
التقرير اللي انكتب فيه من شخص سعودي تكفيري وهابي بتحاربو الدولة هوة و أمثالو لحماية الوطن و المواطن..
اخلاء سبيلو كان عأيد مقاوم مهمتو محاربة اسرائيل لتحرير الاقصى, مو ملاحقة المطلوبين السوريين و التحقيق معهون و المساومة عحياتهون..
السيد احمد جبريل ( أبو جهاد ) رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة –
الك مني أكبر بزقة..
مقاوم صح.. بس مقاوم الشرف..
الحكمة :
أربعين سنة قاعد بحضن السوري بحجة مقاومة إسرائيل..
أنشالله يزورك انت و المقاومة و الممانعة ،ملك الموت عزرائيل ..