قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 2-5

الجزء الثاني..

الحلقة ( 5 ) :

القصة:

من الاشاعات اللي كان يروجها النظام من وقت للتاني ايام حافظ الاسد , أنو في حملة تنضيف للمهربين و المواد المهربة اللي بتدخل عالبلد , و اللي عالأغلب بتكون تحت رعاية ولاد الأسد .. و كان دائما يرافق هيك اشاعة أنو المسؤول عن حملة التنضيف هوة باسل الاسد و جماعتو منشان يعطو انطباع للشارع العام أنو باسل مانو رضيان عن أداء و تصرفات ولاد عمو, و هوة بشكل كامل ضد أفعالهون..

اتصير التمثيلية بشكل متكرر و بفترات متقطعة , و النتيجة دائما انو ينضبو ولاد العم كم يوم بالشام , و يرجعوا على تهريبهون و زعرنتهون بعد رجوعهون عاللادقية..

السبب الحقيقي ورا هيك حملات بالاضافة لتسويق سمعة طيبة لباسل , كان ضغط باسل نفسو على ولاد عمو ليرفعولو نسبتو من أرباح التهريب..

فاللي عم يسأل من وين دخل هالسلاح كلو عالبلد, لازم يسأل بالاول مين كان مسؤول عن الحدود طوال ال 40 سنة , و شو قبضو من ورا تدخيلهون السلاح و غيرو..

قصة اليوم صارت أيام أكبر حملة بيقوم فيها باسل بحياتو و اللي صارت بصيف 1992..

خلصت الحملة بهديك السنة و انضب كل ولاد عم باسل بالشام , بس شبيحة فواز الاسد و متل العادة بهيك حالات بيستغلو الموضوع و بيطلعو بينهبو السوق باللاذقية باسم حملة تنضيف التهريب و هنن أكبر مهربين بالعالم..

الساعة تلاتة الضهر بعز صيف اللادقية و عند نزلة مطعم حارتنا بالصليبة , بتوقف سيارة ميرسيدس 500 رصاصية و بينزل منها اربع شبيحة على مخزن بيبيع أدوات رياضية ( بيت الرياضة ) و بيدخلو بحجة التفتيش و بينهبو كل أغراض المحل..

صاحب المحل رجال درويش كتير صار يقلهون دخيلكون و الله البضاعة كلها شغل حلب , و انا ما بحياتي بعت تهريب..

أثناء تفريغهون للمحل و ضب كل البضاعة بالسيارة , بيجي رامي ابن الحارة عالبسكليت الكورس و هوة راجع من ورشة الصحية اللي بيشتغل و فيها و بيوقف عجنب السيارة عم يتفرج عالسرقة الموصوفة ..

بيشوفو أبو الغضب ( أحد مرافقة فواز ) و بيصرخ فيه:

ولك حيوان روح انقلع من هون أحسن ما انضبك مع هالبضاعة؟؟

رامي ما هان عليه المنظر، و لا هانت عليه كلمة يا حيوان.. بيشيل العدة عن بسكليتو و بيرميها عالسيارة بيكسرلها قزازها .. ابو الغضب اتفاجأ من ردة فعلو لرامي و قبل ما يعمل أي شي كان رامي نازل ببوكس عنص بوزو النجس و هوّة عم يصرخ لأخواتو التلاتة اللي خلال ثواني كانو فوق ابو الغضب بالسكاكين و الشنتيانات و العصي , مخلصينو مسدسو و عم يهددو البقيانين من الشبيحة أنو ينقلعو من الحارة أو رح يشيلو جثة هالكلب ميت..

اربع اخوات نازلين قتل بالفدان و التلات شبيحة رفقاتو تركو البضاعة و تركو السيارة و تركو أبو الغضب تحت رجلين هالابضايات, و ركضو باتجاه ساحة العلبي..

اتكسرت السيارة مية شقفة , و البضاعة انشالت منها و اتطالعت على بيت رامي لبين ما تخلص هالقصة..

ساعة وحدة كانو كل شبيحة فواز و على راسهون علي عريس محاوطين الحارة , و عم يسألو عن بيت رامي منشان يرجعو المسدس..

بيطلع أبو رامي عالبلكون و بيحكي مع علي عريس : بتترك سلاحك تحت , و بتطلع لحالك لتاخود المسدس , و ما بدنا نشوف وجوهكون بهالحارة..

ولك مجنون هنت لاطلع لعندكن بلا سلاح؟؟

عليك الأمان ، اترك سلاحك و طلاع خود هالمسدس و انقلع مع كلابك من الحارة..

بعد مفاوضات طويلة , بيطلع العريس عبيت ابو رامي, و بياخود منو المسدس و بيخلو الحارة و ما عاد اجو عالحارة لفترة كتير طويلة..

رامي و اخواتو ابضايات الصلبية ، الحارة كلها بتعرفهون.. عيلة صليبجية رفعت راس أهل البلد ، الله يرد عنهون..

الحكمة :

أمن و أمان و جبهة جولان محميّة..

هيك اعتقدو السوريين، ما شافو شو صاير تحت سما اللادقية..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.