قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 146

القصة:

النظام بسوريا أشبه للعصابة اكتر منها لنظام… مافيا قايمة عشويّة افراد، و بتستند لحماية نفسها بمجموعة معطيات أمنتلها الحصانة لمدة اربعين سنة..

حماية الاقليات..

الصمود و التصدي..

المقاومة و الممانعة..

دولة المؤسسات..

كلشي بفهمو الا دولة المؤسسات ما دخلت راسي… و الدليل على عدم وجود مؤسسات بسوريا، هوة التفكك الهائل بكل مؤسسات الدولة بعد الثورة و عدم تأثر النظام أو سقوطو…

النظام بسوريا اليوم قايم على تلات اشخاص: بشار و ماهر و محمد مخلوف…

لو ما ضل عسكري بالجيش، و لو ما ضل رجل أمن بالدولة، و لو انهارت كل مكونات المجتمع، و بعدهون هالتلات اشخاص بالقصر الجمهوري، رح يعتبرو أنو النظام صامد و ما سقط…

أسماء كتيرة مرت عهالنظام و اختفت بدون ما تترك أي تأثير يذكر، و هاد بيعطيك مؤشر تاني أنو سوريا مانها دولة..

حكاية اليوم بتشرحلنا كيف النظام بسوريا قايم عالمافيوزية مو عالمؤسسات…

بعد زواج آصف شوكت من بشرى الاسد، و بعد مرور كم سنة عهالخطوة اللي رفضها بيوم من الايام باسل الاسد لرفضو زواج أختو من حارس شخصي قادم من قرباط طرطوس…

بسنة ١٩٩٨ ، صار صيت آصف شوكت معبّي سوريا…

الكل من اكبر مسؤول بالدولة لأصغر موظف بدي يلاحظ السمعة اللي قدر يكتسبها هالضابط زوج الست بعد كم سنة زواج…

وصلت الاشاعة و كبرت لحد ما صارو يحكو أنو الشخص التاني بعد حافظ الاسد من حيث اتخاذ القرار و توجيه القرار الامني و العسكري بالبلد..

طبعاً هالشي ما كتير راق لشباب بيت الاسد و بالاخص ابناء حافظ، بس ما كانو قادرين يحكو كلمة وحدة نتيجة قوة شخصية اختهون بشرى، و علاقتها الوثيقة بأبوها…

فكانت عملياً هيّ حامية آصف شوكت….

و بسبب قرب آصف شوكت من العماد حكمت الشهابي، سعو ضباط اركان الجيش لتغيير رئيس اركانهون و استبدالو بزلمتهون العماد علي اصلان…

و بهيك زالت أول عقبة، و ما ضل الا ينتظرو موت حافظ الاسد، اللي اعتبروها هية الشعرة اللي رح تقسم ضهر آصف و تبعدو عن الواجهة…

مات حافظ الاسد بحزيران ٢٠٠٠…

و قامت جنازة العصر، و مر المدفع اللي حامل قبر البائد فوق كل حواري دمشق لينجسها…

بهالأثناء و على قناة شبكة الاخبار العربية و المملوكة لرفعت الاسد، بيقوم رفعت عن طريق أبواقو الاعلاميين بشن حملة اعلامية هائلة عالنظام و على تركيبتو، و ما بيوفر حدا من عيلة أخوه اللي ما نشف التراب فوق قبرو..

و بأحد اجتماعات أعمدة النظام بالقصر الجمهوري و بحضور كل اركان الدولة ، بيشن آصف لتبييض صورتو هجوم كاسح على رفعت الاسد، و بيتهمو بالخيانة و بسعيو لاسقاط بشار الاسد و تولي السلطة مكانو…

“ماهر و باسل الاسد معروفين بعلاقتهون بعمهون رفعت، و من يوم يومهون و هنن بيقضو كل صيفيتهون بقصر اللادقية لجوار رفعت ، لدرجة اتعلقو فيه بشكل غريب…”

هون لما بيسمع ماهر كيف عم يحكي زوج أختو آصف على عمّو رفعت بيقلو:

-ولك خراس، مينك هنت لحتّى تحكي عأسيادك، مشكلة عائلية و نحنا منحلها، هنت خليك برا…

-بس يا ماهر أنا صرت من العيلة و بيحقلي اتدخل لحمايتها…

-لا هنت من العيلة و لا حدا بيعترف فيك، خليك بعيد ما قلك، و نحنا منحلها بقلب بعضنا، و لك الله يرحمك يا باسل لما وقفت بوجهو و ما خليتو يدخل عهالعيلة…

-لو كان سيادة الرئيس عايش، ما كنت قدرت تحكي هالحكي يا ماهر…

هون بيجن ماهر عالاخير، و بيسحب مسدسو و قدام كل ضباط الاركان و قدّام القائد الاعلى للقوات المسلحة رئيس جمهورية المؤسسات، و بيقوصو طلقتين بيخترقو معدتو، و بيهتز فيها صمت قصر الشعب…

بيتم نقلو مباشرة لمشفى الجامعة الاميركية، و منها لمشفي بيرسي بباريس، و كان وجود آصف بفرنسا للعلاج سبب بالتقرب من المخابرات الفرنسية الشي اللي ما ريّحو لبشار لاحقاً….

الحكمة:

شب قضى عمرو بالكازينوهات و الملاهي و المقاصف..

ما غريب عليه بلحظة تخدير يقوّص عمسند ضهرو آصف..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.