الثورة بسوريا مرّت بعدة مراحل من التشبيح.. و لما منحكي تشبيح اكيد ما منكون عم نقصد القتل و التهجير، فهاد عملياً بيدخل بتصنيف الارهاب ما بقا التشبيح..
بس من اكتر المراحل خطورة بالحقيقة هية عمليات الخطف المنظّم، و اللي بيقودها مجموعة قليلة من عصابات النظام اللي بيترأسها اولاد عم بشار الاسد..
اكتر عصابة ذائعة الصيت بسوريا كلها، هية بدون ادنى شك ، عصابة هلال انور الاسد..
حالات الخطف بالكاد بتوقف باللادقية، ما بيمر يوم و بدون مبالغة ما منسمع بإسم شب من هالعائلات المعروفة بالبلد انخطف ابنها، و المفارقة اللي انا شخصيا ما شفتها غريبة، هيّة تركيز هلال و عصابتو على ابناء العائلات المسيحية..
الخطف مو شغلة جديدة بتركيبة النظام.. حالة قديمة بديت مع الظهور الاول لهالعيلة القذرة بالبلد..
قصتنا اليوم عن عادة الخطف و دوافع الخطف عند النظام…
رح ارجع معكون لبيروت ١٩٨٨، هالمرحلة اللي صار الخطف اللي بيقوم فيه ضباط الجيش السوري بالتعاون مع بعض المليشيات متل شرب المي، و لاسباب كتيرة:
نتيجة المكتسبات المادية الهائلة اللي حصل عليها الضباط السوريين ببيروت، و بعد ما شعروا انو النهاية قربت و خصوصا لما بديت المفاوضات الاميركية الايرانية بما عُرف وقتها بقضية ” ايران – غيت ” القضية اللي بموجبها وعد ريغان حلفاؤو الايرانيين بتزويدهون بسلاح متطور لمواجهة العراق و الصفقة اتصير عن طريق الوسيط اسرائيل ، هون الاتجاه كلو راح نحو الاعتقاد بتسوية دولية بيطلع فيها السوري من لبنان..
و منشان خلط الاوراق ، عمد الضباط السوريين على أخطر شي عملوه بتاريخ وجودهون ببيروت…
خطف الاجانب من صحفيين و دبلوماسيين و مصورين، و الايحاء لدولهون أنو الوجود السوري بلبنان حكم لا مفر منّو و خصوصي بعد تمثيليات اعادة الاجانب لدولهون و تقديم نفسهون عأساس الحامي الوحيد للاستقرار في لبنان..
من ابرز اللي انخطفو بهالفترة، الكاهن الايرلندي نيكولاس كلويتزر، و الصحفي البريطاني جيفري ناش…
آما عملية الخطف الاشهر كانت للضابط الاميركي وليم هيغنز ..
التهمة جاهزة… عصابات متطرفة اسلامية قامت بخطف الرهينة فلان او الرهينة علان، و القيادة العسكرية السورية هية اللي حتتكفل باعادتهون لأهاليهون و لأوطانهون..
من أهم المستثمرين بعمليات الخطف كان العميد محسن سلمان، و خصوصا لتموقع فوجو عند مطار بيروت و بالضاحية الجنوبية.
طلع بيان خطف الضابط الاميركي هيغنز بفيديو اتسرب للاعلام، و طالب هالضابط من دولتو بالعمل على فكو من ايدين المتطرفين الإسلاميين اللي خاطفينو..
اما مكان تواجدو كان بمقر قيادة الفوج ٣٤ اللي تحت امرة محسن سلمان…
بتبدا الاتصالات مع الاميركان وما تاكلو هم نحنا الجيش السوري موجود هون لضمان استقرار المنطقة، و المجموعات المتطرفة عم يتزايد نفوذها و لولا نحنا، كنتو سمعتو صوت الآذان طالع من الصرح البطريركي بكركي..
بعد سماع بعض التطمينات من الاميركان بضمان وجودهون اذا بيقدرو يرجعو المخطوف، بيجي موعد التسليم..
شوية اطلاق رصاص حوالين المخطوف اللي مغمضيلو عيونو، لايهامو انو معركة تحريرو من ايدين المتطرفين بديت و اجو حماة الديار ليخلصوه…
بيتم تسليم الضابط هيغنز للقائم بالاعمال الاميركية ببيروت تحت عدسات و كاميرات كل وكالات الانباء اللي بيظهر فيها البطل العميد محسن سلمان عم يسلّم الاميركي لأهلو و بلدو..
نتيجتها، بيندعى محسن سلمان لجامعة بيروت لتكريمو ، و تم منحو لقب الدكتوراه الفخرية و صار من يومها : الدكتور العميد محسن سلمان…
الحكمة:
اللي أعطى لقب دكتور لقاتل مجرم مجنون..
ما بيعجز يعطي بشار لقب دكتور عيون ..