قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 117

القصة :

من أول يوم من حكم عائلة الاسد تحت غطا حزب البعث , و النظام بيحاول توظيف المؤسسات الدينية لصالحو..

من اصغر شيخ لأكبر امام, و من اصغر خوري لأكبر مطران , الكل و باستثناء اللي بينعدو على اصابع اليد الوحدة ما رضخو لابتزاز النظام و توظيفو..

و الهدف من هالموضوع, تعبئة الرأي العام المؤمن ضمن قوالب المقاومة و الممانعة و كل الكذب اللي بيخطر عالبال و اللي ما بيخطر..

لحتّى صار الواحد فينا عند صلاة الجمعة أو وعظة الاحد, يستغفر رب العالمين ألف مرة لما يبدا الحديث عن هالنفاق و بالتحديد لما يبدا الدعاء للوطن و لقائد الوطن..

أسماء دينية كبيرة مرّت عهالبلد و اختفت بدون أي أثر يذكر، متلهون متل أي عنصر أمن بيختفي أثرو مع انتهاء الحاجة منو, و هاد تماما اللي صار مع أغلب رجال الدين بسوريا..

عم أحكي عن هالموضوع اليوم لأهميتو… حدث افتاء دار الفتوى بسوريا لضرورة الجهاد كفرض واجب عالمسلمين، موضوع خطير كتير و بيحضّر لحرب أهلية طاحنة و بيمهّد لدخول كتائب الإيرانيين تحت غطاء شرعي…

ما خطرلي بيوم من الايام رح يوصل فيني المجال أنو اتهجم على رجل دين, بس المفتن حسون اضطرني احكي هالقصة عنو..

القصة صارت بعد ما استلم حسون دار الافتاء بسوريا بكم شهر..

رياض العسلي و عبد القادر سنكري تجار من مدينة حلب , و جيران العمر مع الشيخ الحسون بنفس البناية..

عالطالعة بيتباركو فيه و عالنازلة بيطلبو منو الدعاء..

اتفقو الشباب بيوم من الايام على ممارسة اعمال التجارة مع بعض , و اتفقو عالشراكة ليبدو يستثمرو أموالهون و يستفيدو من انفتاح البلد..

بالبداية اتفقو على الاستثمار بشراء الاراضي و بيعها بعدين بأسعار أعلى و الاستفادة من الارباح ليشترو أراضي غيرها..

عبد القادر بيسحب أموالو من الخليج و بيرسلها لشريكو رياض ليشتري كم قطعة ارض بحلب..

بتمر فترة شهرين على هالشراكة, بيكون رياض مشتري فيها قطعة ارض لقطة من مال عبد القادر و مسجلها باسمو عأساس مبدأ الشراكة اللي بيناتهون , قبل ما يختلفو متل اي شريكين بين بعضهون و يقضّو الشراكة..

بيفكو الشراكة و بيتفقو أنهون يضلو اصحاب و جيران و بلاها حكاية المال انو تدخل بيناتهون و تخربلهون علاقة عمرها سنين وخبز و ملح..

أثناء اقامة عبد القادر بدبي, بيجي لرياض بحلب شخص بدو يشتري الارض المملوكة بالاساس لعبد و عبد القادر هوة اللي دافع تمنها..

بيحكي رياض مع عبد على دبي و بيقلو: الارض اللي اشتريتلك ياها بمالك رح تنباع بسعر كبير.. وبالفعل بيستلم رياض سعر الارض و بيقاسمو بالربح لعبد القادر..

هون عبد القادر ما عجبتو كل هالتجرة: أنو نحنا ما بقا شركاء, ليش اخدت نص ربح سعر الارض؟؟؟ وبيرفض رياض يتنازل عن ملكية الارض اذا ما أخد حصتو بالربح.

هون اجا دور صاحبنا الحسون..

بأحد زياراتو لموسكو و أثناء رحلتو, بيوقف كم يوم بدبي و بيلتقى بعبد القادر اللي بيحكيلو الحكاية كلها من الاول للآخر و كيف جار عمرو رياض هيك عمل فيه..

بيوعدو الحسون يحللو الموضوع من رجعتو على سوريا, و بيطلب منو نص مليون دولار لمساعدة الفقراء بحلب..

و بالفعل عبد القادر ما بيردلو طلب للشيخ و بيحولو النص مليون, و بيدّعي الحسون لاحقا أنو وزع المال عالفقرا..

شهر بيمر على هالحادثة لمّا بيتصل الحسون بعبد القادر منشان يجي على حلب, و بيقلو : تعا فورا حليتلك القصة مع رياض..

بيتفاجأ السنكري لما بيوصل و بيقلو الحسون: حكمنا عليك بعشرين بالمية من الربح تعطيه للعسلي و. هوة بيتنازل فورا عن ملكية الارض و بهيك منكون سكرنا الموضوع..

بيجن السنكري من هالقرار و بيرفع صوتو بوجهو للحسون و بيطالبو بالنص مليون دولار اللي عطاه ياهون.. 

بس يا عبد القادر المبلغ اتوزع عالفقرا , انا من وين بدي جبلك نص مليون؟؟

هون السنكري و بناء على وعد قطعو بشار الاسد خلال زيارتو لدبي بيوم من الايام, أنو اي مشكلة باتصير عالمستثمرين, ارفعوها مباشرة للقصر و انا بحلها فورا..

بيرفع التلفون و بيتصل بابو سليم دعبول و بيشرحلو الموضوع من الالف للياء..

لما اتصل القصر بالحسون لاستضاح الموقف, بيعرف هون الحسون أنو القصة كبرت كتير و طلعت خارج مملكتو بحلب و وصلت عالقصر, فبيقرر يرجع النص مليون دولار لعبد القادر , و بيشيل القصر ايد الحسون عن هالموضوع و بيحيلوه لرياض للمحكمة اللي حكمت عليه بالسجن كم شهر..

سؤالين هون قبل ما أنهي القصة..

اولا: ما دام الحسون صرف المال عالفقراء, من وين رد هالمبلغ؟؟ فاما هوة سارق او كذاب..أو عالاغلب اللاتنين سوا.. 

تانيا : هالنص مليون دولار اللي رجعت, هل رجعت لحسابات عبد القادر أو دخلت بحساب ابو سليم؟؟

الحكمة:

طير الحسون بيغرد بسما سورية تغريد..

و الشيخ حسون, مفتي عالسوريين, و عند الايرانيين متلو متل العبيد..زياد الصوفي – مفكر حر؟