القصة:
لما بتكتبر المصاري بايدين الشبيحة بيوصلو لمرحلة ما بقا يعرفو شو يعملو فيها.. الاكيد انهون ما بيوزعوها للفقرا, و الاكتر تاكيدا انهون ما بيتبرعوا فيها للجمعيات الخيرية..
فواز الاسد و فقط من اعمال التهريب و النصب و الاحتيال, جمع ثروة لا يستهان فيها ابدا , و جهلو المعروف لكل الناس ما كان بيخليه يوسع ثروتو اكتر من خلال تبييضها بأعمال انسانية او بالطريقة التقليدية لتبييض الاموال..
بعرف انو ما حدا فيكون اشتقلو لفواز, و لا حدا اشتاق لقصص فواز..
بس حكاية اليوم بتشرح كيفية تعاطي الشبيجة اللي بأغلبهون جاهلين مع ثرواتهون, و بتشرح عن فكرهون الاقتصادي بتوسيعها..
الجكاية بتبدا بصيف 1996, لما وعي فواز الاسد الصبح و شاف عندو من المال المخزن بيكفي ميزانية خمس محافظات بسوريا, فقرر الاستثمار بهالمال..
طلب النصيحة من الاقتصاديين المحيطين فيه من أمثال دحروج الدردري, ابو الغضب العمادي, و مغيروني النحاس.. و ارتأى بعد المشاورات أنو يشتري باصات صغيرة و يأجرها للمهربين مقابل مية الف ليرة بالشهر..
و الخدمة اللي بيقدمها فواز بالاضافة للسرفيس المؤجر, بطاقة بتنحط على مقدمة السيارة لتسيير اعمالها عند النقط الحدودية..
اشترى 150 سرفيس بقيمة مليون ليرة للسرفيس الواحد, و عرضهون للأجار..
كل أفرع الامن و الشرطة و الجمارك و الهجانة بيعرفو من حلال هالبطاقة المعلقة عالقزاز القدماني لمين هالسيارة و الشاطر اللي بيوقفها..
خط التهريب بهديك الايام اللي كان مسيطر عليه فواز هوة خط لبنان- سوريا و العكس, و فتح يومها خط باب الهوا لتسهيل حركة المهربين الجدد..
ابو جمال شب من اللادقية متزوج و ساكن مع مرتو و عيلتو ببناية قديمة عالكورنيش الجنوبي ورثها عن والدو, و فاتح محل صغير بكراج البناية سمانة ليسترزق منها بعد الضهر..
قرر ابو جمال و بسبب الضيقة المالية أنو يستأجر سرفيس من سيارات ابو جميل و يشتغل فيها على خط الللادقية – الحفة..
يعني الزلمة لا بدو تهريب و لا شغلتو هالشغلة و لا بدو يدخل بهالمتاهة مع قطاعين الطرق من القرداحة و ريف جبلة..
وقع العقد مع فواز لسنة كاملة و عطاه 100 الف ليرة و بدي شغلو على خط الحفة..
بأحسن أيامو ابو جمال و بعز دين الصيف ما يقدر يطالع 30 الف ليرة.. يركض ليل و نهار و ما يقدر يلم المية الف ليعطيه ياها لأبو جميل..
كل شهر يمر على ابو جمال كانت دينتو تكبرو ما يقدر يسدد لفواز اجار الشهر..
ست شهور مرت , و بنص الليل و بعد سكرة طويلة عريضة لهالفدان بيرجع عالمكتب و بيصرخ بكلابو:
مين اللي ما عم يسدد اجار الباصات؟؟
والله يا معلم ابو جمال الو ست شهور ما دفع اللي عليه..
ايه جيبوه لهالكلب فورا..
والله بيركضو خفافيش الليل و بيجيبوه لأبو جمال موجودا عمكتب فواز..
شو ولك جحش, بدك عزيمة حتى تجي تحاسبنا؟؟؟
و الله يا سيدي خجلان منك ما عم اقدر طالع الاجرة و بدي رجعو للباص.. و المشكلة يا سيدي ما عندي مصاري منشان حاسبك عن الست شهور الماضية..
كان فواز بعقلو وقتها و جن عالآخر, بيقوم من ورا مكتبو و بينزل قتل بابو جمال..
شو ماتقول يا حيوان؟؟؟ ما عندك مصاري؟؟؟ و هالبيت اللي قاعد فيه, مانو مصاري؟؟؟؟ خدوه لهالكلب عالسجن..
فواز متل كل شبيحة بيت الاسد عندهون سجونهون الخاصة, و اللي بيدخل عليها بيحكي أنو سجن تدمر يعتبر ميريديان بالمقارنة معهون..
بعد شهر كامل من قعدة ابو جمال بسجن ابو جميل, بيتذكرو فواز و بيأمر يطالعو..
روح و لك جحش جيب عقد بيتك و ارجع لعندي..
بس يا سيدي وين بدي روح انا و اهلي؟؟
هودي مشكلتك يا حيوان؟؟
ابو جمال يومها كان مديون بمليون ليرة لفواز الاسد, و عقد بيع البيت اللي بيسوى يومها خمسة مليون, كان بس بمليونين و نص..
فهون كان لازم أنو فواز يعطيه مليون و نص لأبو جمال..
ضل ابو جمال واقف شي نص ساعة ناطر فواز يناولو المليون و نص… و بدل المصاري اجتو المفاجأة لهالمسكين..
رح جددلك عقد السيارة سنة تانية يا ابو جمال, هنت انسان فقير و انا رح ساعدك, و بدل ما تدفعلي 100 الف بالشهر, ادفعلي بس 80 الف… يالله قوم اتوكل عالله و اشتغل..
سنة تانية مرت و بنفس السيناريو تماما خسر ابو جمال المحل اللي فاتحو تجت البيت و اللي كانت تشتغل فيه مرتو..
سنة 1999 و بعد ما ضاقت الدنيا بأبو جمال و خشر كلشي من ورا سيارة هالكلب فواز قرر عطريق صلنفة يحطلها لهالسيارة بنزين و يشعل النار فيها, و ينتحر برصاصة براسو..
الحكمة:
تنذكر و ما تنعاد باللعب مع مجرمين بيت الاسد الكبار…
نهايتك اما القتل أو السجن أو الانتحار …زياد الصوفي – مفكر حر؟