أيام خدمتي العسكرية، سنتين كاملين خدم معنا شب صغير من عيلة الشويحنة بحلب..
أنا شخصيا خلال سنتين التقيت فيه مرتين..و بالمرتين كنت عم زيد قناعة من خلال طريقة تعاملو مع قائد الفرقة 18 اللواء مضر يوسف و أنبطاح كل ضباط الفرقة اثناء زيارتو الميمونة أنو الشبيحة مو بس من بيت الأسد، بل أنو هالعيلة زرعت أعوانها بكل مدينة و كل ضيعة و عطتهون صلاحيات كاملة..
قصة اليوم من حلب..
حلب اللي بحب دائما احكي عنها بسبب الظلم اللي كنت حسو عند أهلها لما كانو ثوار باقي المدن يتهموها بالتقاعس عن واجبها الثوري ببداية الثورة..
بالمناسبة.. سألني شب حلبي من سنة و نص عن أسباب تردد أهل حلب..
و جاوبتو أنو النظام ما رح يسقط إلا من حلب..
منرجع لحكاية اليوم..
بعد ما اتزوج أبو علي منصور، تاجر السلاح و المخدرات المعروف بحلب ببداية التسعينات.. التجارة اللي كان مغطيها مع أخواتو بتجارة البلاستيك و الاسمنت و الألمنيوم.
زواجو دام كم سنة من هالصبية، و انتهى بالطلاق كنتيجة متوقعة لهيك ارتباط بهيك نوعية من المخلوقات..
كل يوم جيرانها يسمعو أصواتها و هية عم تاكول القتل من زوجها، و بأكتر من مرة راحت اشتكت للشرطة و بلغت عن زوجها أديش عم يضربها و يظلمها، و الشرطة تلفلف الموضوع لمجرد سماعهون أنو زوجها أبو علي منصور أخوه لزهير منصور god father المجرمين من هالعيلة..
لما أخدت طلاقها ما صدقت حالها أنو خلصت من هالنجس، أخدت بنتها معها و راحت عاشت ببيت أهلها بالموغامبو..
اتعرفت بعد بكم شهر على جارها محمد العطار و اتفقوا عالخطبة تمهيدا للزواج..
بيسمع طليقها أبو علي بموضوع الخطبة و بدون سبب يذكر بيجن جنونو..و بتتحرك فيه كل دوافعو الأحرامية و بيقرر ينتقم..
بليلة راس السنة 2000، أهل حلب عم يحضرو لسهرة الألفية التالتة..
أهل الموغامبو تلاقيهون اللي راجع على بيتو و بأيدو أكلاتو ليسهر مع عيلتو عالتلفزيون، و حلب يومها دقلها موسيقا بتشوفها عم ترقص متل العروس..
بيوصل أبو علي عالحارة هوة و تلات كلاب من اللي بيشتغلو عندو.. اللي شافو يومها نازل من سيارتو عرف فورا من وجهو أنو أبو علي ناوي عالشر..
بيطلع على بيتو للعريس محمد العطار، و بينزلو قدام أهل كل الحارة دفش و ضرب ليوصل فيه عالساحة الرئيسية و بيقوصو قدام كل خلق الله تلات رصاصات براسو..
انت يا كلب بدك تمس شرفي؟؟
و بتلات رصاصات قدام شهادة كل أهل الحارة بيمسح العار اللي صاب شرفو عأساس أنو شرفو لهالكلب من شرف الأولياء..
و ما بيكتفي بهيك بس، بيربط جثتو لمحمد بطبون السيارة و بيبدا يجر هالجثة بكل مدينة حلب، ليفرجي أهاليها أنو أخد التار لشرفو..
بيسلم هالجثة لكلابو و بوجهو على مخفر شرطة باب النيرب..
أنا قتلتو لمحمد العطار و جثتو برا مع الشباب، و جاية سلم حالي للعدالة، و من هلق بدي قلكون أكتر من ست شهور ماني قاعد بالسجن..
بيتحول للنيابة و من بعدها للمحكمة لتنفيذ أشد العقوبة بحق هالمجرم..
بيوصل الملف للقاضي بولاد..
ما بيضل كلب من كلاب حلب ما بيتدخل عند المستشار بولاد لإطلاق سراحو لأبو علي..
ما ضل كلب من بيت الأسد ما اتدخل عند المستشار بالمال و التهديد بالإقالة و بحياتو إذا ما بيطالعو لأبو علي..
بس ضمير المستشار بولاد ما سمحلو يعمول هيك و اتنحى عن هالملف و سلمو للنيابة مرة تانية ليشوفو قاضي تاني يشتغل عليه..
احمد توفيق الأسد اللي اتزوج لاحقا بنتو لأبو علي منصور، بيشفلو قاضي تاني المستشار حنا عبد النور بيزبطو و بيجي موعد المحكمة..
و متل تماما ما وعد أبو علي شرطة باب النيرب بحكم ما بيتجاوز الست شهور، نطق المستشار حنا كفرا: حكمنا على أبو علي بطيخ منصور بالسجن ست شهور..
بيطلع بعد بكم يوم هالكلب من السجن و بيرجع لأعمال التهريب و تجارة المخدرات و السلاح و متل ما حكيت من قبل، حقق المعادلة التاريخية اللي بتقول: تزاوج المال و السلطة لما عطى بينتو و زوجها لابن الأسد..
بالشهر السادس للثورة.. اجتمعت بالصدفة على الغدا بمطعم أبو سعيد باللادقية مع هالمجرم و قلي حرفيا و الله بيشهد:
حكيت مع العميد ماهر مبارح و قلتلو: بشار الأسد خط أحمر، عندي نص مليون شب حلبي جاهزين يحرقو حلب إذا فكرو أهل هالمدينة يطلعو بوجه النظام..
الحكمة:
كل حثالات و عبيد الأرض انتحروا على أسوار قلعتك يا حلب..
حلبية العز عاشو و ماتو على مبدأ: شعير بلد و لا حنطة جلب..زياد الصوفي – مفكر حر؟