القصة:
الصيف قبل الماضي اجتمعت بمناسبة باللادقية مع معاون وزير بحكومة العطري على فنجان قهوة..
سألني إنت ليش معارض يا زياد؟؟ الدولة أمنت المدارس و الطرق و الجامعات، يعني كل مستلزمات الحياة اتأمنت، ما عم بفهم ليش انت و غيرك معارضين..
المشكلة بالبعثيين أنو حتى بطريقة نفاقهون بيعرفو حالون عم يكذبو، بس سبحان الله بدمهون ما عاد فينهون يعملو شي لهالمرض…
الدولة يا معالي الوزير، مو بس طرقات و جامعات و مدارس، الشي اللي بتسموه بلغتكون مكرمة، هوة واجب أي دولة تجاه شعبها..
حبيت إبدا هيك حكاية اليوم، لحتى نقعد نتمتع سوا باللي رح تقروه عن الدولة اللي عم يتغنى فيها معاليه..
أنا أكيد أنو الكل بيتذكر بنص التسعينات لما وقفت شركة الطيران الفرنسية تجي على سوريا لمدة ستة شهور..
الكل يومها اعتبرها حادثة طارئة متل كلشي بدولة الأسد طارء و مارق..
بس الحكاية كانت أكبر بكتير من هيك…
بديت القصة من شارع المالكي بالشام، لما ريبال رفعت الأسد علق على هلا البنت الشامية بنت حواري المالكي..
كل ما ينزل ريبال عالفتلة بالليل ليلحقها و يمشي وراها، يهربو رامي مخلوف و أخواتو من كل الحارة..
ريبال شب أول طلعتو و ما مصدق حالو كبر و صار ألو اسم بالشام، لدرجة أنو اسمو كان يهرب ولاد كلشي فيه مسؤولين بالعاصمة..
معروف بهديك الأيام، كان مطعم البيتزاريا باوتيل الشيراتون هوة أكبر تجمع لولاد المسؤولين.. و كل يوم رامي مخلوف يروح يقعود هوة و رفقاتو على طاولة مخصصة ألو..
بيوصل ريبال عالمطعم و هلا سابقتو.. بيسأل الغارسون: أي طاولة تاعية رامي مخلوف؟؟ و بيروح بيقعود عليها بس منشان يغيظو للمخلوف و محاولة لإثبات وجود ابن القائد بشوارع و قهاوي الشام..
كل يوم عهالحالة.. يجي رامي مع صحابو ليقعدو على طاولتهون، يشوفو ريبال أخدها و على وجهو ابتسامة: فرجيني يا مخلوف شو فيك تعمول..
لحد ما إجا يوم، بينزل ريبال عفتلة المالكي قبل ما يروح على طاولة رامي لياخدلو ياها، و بيشوفها لهلا واقفة مع ابن بهجت سليمان…
بيتركها لتمشي، و بينزل بيقرطو قتلة بنص المالكي بيضحك خلق الله عليه.. و بيلحقها لهالبنت اللي سبقتو عالشيراتون بدون ما تعرف شو صار وراها بالمالكي..
بوجهو لعندها على طاولتها..
قاعدة مع بنات دكتور عيون من بيت سعيد، بيسحبها من شعرها و بيدخلها عالحمامات و أصوات القتل شغالة لبرا، و هلا عم تصرخ: دخيلكون و الله ما عملت شي…
بيتدخل مدير أمن الأوتيل، بياكول كفين تلاتة و بيهرب..
الوحيدة أمهون لبنات السعيد، اللي اتدخلت يومها و سحبتها لهلا من أيدين ريبال..
سمع أبوها لهالبنت القصة، صارلو جلطة و مات بأرضو..
ما اكتفي ريبال بقتلة الأوتيل و لا اخد حق كرامتو اللي انسلبت بفتلة المالكي، لحقها لهالبنت بأول يوم لعزا أبوها.. و بيدخل بين كل خلق الله و بيبلش فيها قتل مرة تانية…
مدام الدكتور سعيد بتوصل هالحكاية لبيت المخلوف..بيشوفها رامي فرصة ينتقم من ريبال, بيروح بيخبرو لبشار و ماهر شو عم يعمول ابن عمهون بالبلد..
لما بيجي ماهر عالشيراتون مع ضباط من الحرس الجمهوري ليضبوه بيومها لريبال، بتكبر براسو أبو رفعت و بيسحب الروسية على ماهر بنص الشيراتون، و بيهرب لعند أبوه رفعت اللي كان موجود بالشام بوقتها و بيخبرو اللي صار بينو و بين ابن عمو….
قرر رفعت يبعتو على باريس لبين ما يحل هالموضوع.. بيركبو بطيارة تابعة للخطوط الفرنسية و بالسلامة من عاصمة التشبيح لعاصمة النور..
دقيقة قبل ما تمشي الطيارة، رائد بالحرس الجمهوري مع أربع عناصر بيطلعو و بيطلبو من الطيار ما يمشي قبل ما ينزلوه لريبال منها..
بيقاوم شوي الافندي بطيارة مليانة ركاب، بس بيرضخ لما بيقلو الرائد: جاييني أوامر من رئيس الجمهورية أنو فجر الطيارة باللي فيها و ما خليك تطلع برا البلد..
و من يومها الإير فرانس قررت توقيف كل رحلاتها للشام لاكتر من ست شهور…
الحكمة:
بخصوص الدولة اللي عم تتغنى فيها معاليك..
اسمحلنا فيها: هيدي دولة شعارات و هتافات و كل لوازم هالتعليك…زياد الصوفي – مفكر حر؟