انسأل بشار الاسد قبل الثورة في سوريا و أثناء عز الثورة بمصر من احد الصحفيين عن امكانية وصول الربيع العربي عالشام، فكان جوابو : سوريا غير مصر و تونس و ليبيا، سوريا دولة مقاومة و ممانعة، و التآخي واضح بين القيادة و الشعب…
هيك قال قائد الممانعة، ما من عندي هالحكي…
بيومها عم اسمع هالمقابلة و عم قول بحالي متلي متل كل السوريين، يا شحارك ما اجدبك، الثورة و الربيع العربي اذا كان لازم يبدا بمكان، فما كان في مكان انسب من سوريا، الاسباب جاهزة، المبررات موجودة، الارضية خصبة، و الذاكرة متل النار…
عكل حال، هيك قال و هيك صار…
بس السؤال اللي ما عم بقدر أفهمو لهلأ، كيف هالمخلوق ما قدّر هالموضوع صح؟؟؟
ما شفت الا مجموعة من الاجوبة، و اللي اي جواب منها مناسب ليكون هوة الجواب الصح..
اما اجدب، او احمق، او أهتر، أو حشاش…
حكاية اليوم يا ابو حافظ بما انك نسيان، حكاية بتشعّل الفصول الاربعة العربية، مو بس الربيع العربي…
خلص الصيف و رجع يوسف عالمدرسة… ابو يوسف مواطن بسيط الله رزقو محل بالمنطقة الصناعية بحمص بيبيع فيها قطع تبديل سيارات…
كل يوم جمعة ياخود ابنو يوسف عالصلاة، و بعد الصلاة يروحو عالمحل يفتحوه منشان يسترزقو بكم ليرة…
كانون تاني 1982, شهر واحد قبل مجزرة حماة..
حمص عم تغلي غلي، و المناطق القديمة من باب الدريب لباب هود لباب تدمر عم تشعل من اللي عم يسمعو فيه بحماة و حلب..
حمص كانت جاهزة يومها لتنضم لاخواتها ، بس غدر النظام كان أسرع…
نهار الجمعة و متل العادة بيطلع ابو يوسف مع ابنو من الجامع و بيروحو عالمحل، كل الشباب فاتحين بهالجو البارد بكوانين حمص..
و بدون سابق انذار، و يا غافل الك الله…
فوج كامل من جيش العار و على راسو هاشم معلا بيوصلو على ساحة المنطقة الصناعية..
بينتشرو متل النار بالهشيم..
و صواتو لهالخنزير هاشم معلا مختلطة بالكفر و السباب و الاهانات لاهل حمص…
ثواني كانت كافية لتتطوق المنطقة بالكامل، و تنتشر العناصر..
بدي الفرز…
كل الرجال اللي فوق الستين، سحبوهون داخل سيارات الزيل العسكرية..
اللي بين ال ١٤ و ال ٦٠ ، جمعوهون بالميات داخل فوج الاطفائية..
و اللي تحت ال ١٤ جمعوهون بمستودع و سكرّو عليهون…
يوسف متل ما بيتذكر… كان مستغرب ليش العساكر حاملين بالاضافة للعدد العسكرية و السلاح، كانو حاملين مفكات رانج و بلطات..
اصوات التكسير مليت المكان…
تكسير المحلات امتزجت مع اصوات رش الرصاص للترهيب…
ساعتين عهالحالة، و الكل بالاماكن اللي خصصها الهون الجيش ناطرين الموت الجماعي أو اي قرار تاني بيصدر عن هاشم معلا…
باينتها فرجت يا ابو يوسف، ما بقا عم نسمع تكسير و رصاص.. باينتهون راحو… بس مين بيسترجي يمد راسو…
ساعة تانية ناطرين ،لما بيسمعو اصوات محركات الاليات العسكرية عم تتحرك من المكان، و تترك الساحة…
رجعت اصوات الحياة عالمنطقة الصناعية بعد ما كان صوت الموت هوة اللي غالب بوجود شياطين الموت…
ما في شي على حالو…
المنطقة الصناعية خلال تلات ساعات اتحولت لمنطقة اشباح… محلات مفتوحة بس بدون بضايع، خزنات مكسورة و منهوب المال اللي فيها، سيارات محطمة بدون مسجلاتها و محتوياتها…
حنفيات المي كسروهون منشان ما اهل حمص يستفيدو منهون…
ركض ابو يوسف عالتلفون ليحكي مع العيلة و يوصيهون ما حدا يطلعع من البيت، بس كان هاشم معلا أوعى من أنو يغلط هالغلطة… كل التلفونات مقطوعة، و انعرف لاحقا باليوم التاني سبب قطعها…
قطع الاتصالات منشان يعزلو كل منطقة بحمص على حدا و ينهبوها بدون اي شوشرة…
اتحركو بحمص متل الفيروس، من باب السباع لباب الدريب، من باب تدمر للخالدية، كل منطقة بمنطقتها نهبوها و أرعبو أهاليها..
يوسف يا يوسف… يا ريتك و انت الطفل اتخبّر بشار الاسد انو الوضع بسوريا مو متل مانو فهمان، و مو متل ما عم ينافق و يتدعي أنو بيعرف…
الله يرحمك يا بوعزيزي عاللي عملتو، بس يا ريتك اتركتها ليوسف كان أحق منّك بهالشرف..
الحكمة :
صحيح أنو سوريا مو متل ليبيا و مصر و تونس..
اذا بدّك تعرف مصيرك، فوت عالمطبخ اتفرج عأنيسة كيف عم تفرم بقدونس..زياد الصوفي – مفكر حر؟