في الأربعينيات من القرن الماضي ، عندما احتلت فلسطين ، أعلنت الشعوب الحداد في المضايف على الأقل .
وقام كبير المضيف الشيخ (( بدفر )) دفع بالقدم دلال القهوة وسكبها ، وعدم تناول القهوة حتى أخذ الثأر من الغازي المغتصب لأرض القدس الشريفة ، وهذه عادة عشائرية وإعلان عن حالة الغضب والجهاد ، وهكذا هي الحال .
في تلك الأجواء أطلق اسم جهاد على الشاب إبراهيم ، واصبح اسمه جهاد ، وهومن عشيرة عربية معروفة ، فالعشائر تعتز بالشرف والاسم ، وهذا اليوم فقط فهمت معناه ومغزاه ، والذي لا يحافظ على شرف عائلته واسمها وأرثها الأخلاقي يكون مكانه خارج محيط الشرف العشائري ..
.
العشيرة هي تجمع سكاني اجتماعي قانونه عرفي ، كما هي بريطانيا لحد اليوم قانونها عرفي يرجح الأعراف السائدة .
اليوم وفي بداية الجمهوريات في العصر الحديث اصبح مفهوم العرف العشائري تخلف ، ولم يفهمون بان قانون (( الأب )) ، هو قانون البيت العشائري ، قانون قاسي ورحيم لكي لا يحدث خلل في القيم الأخلاقية للمجتمع .
وعندما يحصل صدام بين عشيرتين فهو ليس خصام على الماء والكلا ، كما أصبحت التسمية السياسية اليوم .
هو صراع على الانف ، والأنف هي كرامة محيط ومضارب العشيرة ، فالعشيرة هي أسرة كبيرة ولا يوجد مجتمع يحافظ على قيمه بدون وجود أسرة ، فالحياة الوحدوية (( individual )) .
وهي أساس خراب المجتمع المدني الأوربي وانتشار المخدرات .
جهاد سرق عنزة من العشيرة القريبة ، انتقاما من رفض إحدى الشابات إقامة علاقة معه ، وحاول الهروب ، فاتبعه الشباب ودخل (( دخيل )) على عشيرة ثانية ، وعادة العرب حماية الدخيل لمدة ثلاثة أيام ، وبعدها عليه سرد قصته ، وتم ذلك وطلبوا منه إعادة العنزة وطلب السماح والاعتذار ، وتمت المصالحة .
علم كبير عشيرته بهذا العار الذي تسبب به جهاد ، فقام بزيارة تلك العشيرة وجلب معه بعض (( الحلال )) ، وطلب الصفح عنه على أن يعاقبه بقانون العشيرة .
ويسمى شيخ العشيرة ( بعقيد ) عميد العشيرة ، وهو كبيرهم ، وتمت الجلسة في المساء واعترف جهاد بجرمه واعلن شيخهم بان جهاد اصبح عارا عليهم ، وعليه الابتعاد عنهم لمدة سنة والعودة بعد ذلك وله المغفرة .
اما جهاد سارق العنزة سار للمدينة وهنالك لضيق الحال لم يجد إلا أن يلتجأ لسفارة غربية أجنبية .!.
وعندما عرف القنصل عنه قصته قبله على الفور .
ومضت الأيام واصبح اسما لامعا في الإعلام كونه اصبح معارضا لوطنه ومع مرور الزمن عاد إلى بلده معززا ببسطال الأجنبي.
واستلم السلطة وبسط نفوذه ، وبعد هنيئة من الزمن تذكر مضارب قبيلته وهو إنسان اصبح حاقد وفاقد للغيرة …
فأول ما قام به اتهم عشيرته بانهم يدعمون ويتسترون على بعض الجهاديين واسماهم (( تلاعش )) ، وارسل لهم آلة الموت التي حرقت الأخضر واليابس وهجرت عشيرته ، ولكن النشامة ، علموا عنه وعن فعلته …
فتابعوه حتى ألقوا ألقبض عليه وتمكن من الفرار بأرشاء أحدهم وهرب لدولة مجاورة .
ولكن أبناء العشائر لهم أبناء عمومة في القطر الآخر ( وطش ) انتشر الخر ، سارق العنزة مطلوب ، فهم الشباب ولقطوه وأقاموا القصاص عليه .
وهكذا تم القصاص من أبو العنزة الذي اصبح قصة تروى مثل قصة أبي رغال …. وسلامتكم .