ليلى والذئب ، جناوي والواوي ، ليلى والذئب من التراث العربي ، وجناوي والواوي من التراث العراقي .
يعيشون في الريف أبوها استاذ مدرسة ، وأمها خريجة المحاربين القدماء .
العراقيون خلقوا في الأزل من تزاوج كتاب مع سيف هكذا ولد العراق ، حروف وفروسية ، كرم وشدة غضب ، وبسمة ، لهذا اسم العراق (( بلاد الرافدين )).
عندما يذهب الأب للمدرسة تنشغل الأم في أمور البيت ، وتلعب في الحديقة جناوي مع الواوي ، ويوما ما شاهدت أمها هذا المنظر وارتعبت ، فخرجت بسرعة وأمسكت ابنتها وأدخلتها البيت وعند مجيء أبيها أخبرته بالأمر فجن جنونه .
فقال الاب للام : لن تلعب ابنتنا وحدها في الحديقة ، اما أنا أكون موجودا او انت مفهوم ، وعم السلام وناموا الليلة بسلام ، وغدا في الصباح رأت أمها الواوي يحوم حول البيت فنادت الجيران وهرب الواوي …..
وأبلغوا المختار الذي وضع أحدهم لمراقبة ما يحدث …!.
وعاد الواوي وهجم عليه الرجل فهرب ، ففي المساء كانوا يسمعون نحيب واوي خارج البيت وهكذا الحال .
زعلت جناوي لانها لا تلعب مع الواوي ، والواوي حيوان خطير ، ولكن تلك الفتاة الصغيرة لاتفهم ذلك ، فالواوي يحبها جداً وهي تحبه …
في يوما ما اختفت جناوي ، واختفى الواوي ، وعم الهرج والمرج ، أصيبت أمها بالجنون ، وأبيها لايعلم ماذا يفعل …!. وخرج سكان القرية للبحث عن جناوي ورجعوا محبطين … وفي المساء رجعت جناوي مع صغار الواوي ، وكان الواوي يراقب من بعيد ، وأصيب الجميع ، العائلة والجيران بالذهول والهول ، ولا يعرفون كيف يتعاملون مع ابنتهم ، وهي محاطة بالواوية …
أخيرا جلبت جناوي الواوية لعتبة باب البيت ، وخرج الأهل يداعبون الواوية على أمل خطف ابنتهم وإدخالها للبيت لكنها رفضت ودعت الواوي نفسه للقدوم ، وفعل وجلس قريبا من الأولاد ، وجناوي والجميع يراقبون ، وقد جف حلقهم ، ونشف ريقهم ،وأصابوا بالذهول .
قامت الواوية بالدوران عدت مرات حول البنت ، وأخيرا تركونا وعادوا الى أبيهم ، وفي تلك اللحظة حضرت أمهم واقتربت من أم جناوي _ وما كان من أم جناوي إلا المسح بيدها على راس أم الواوية التي جلست تحرك ذيلها بفرح …
أصيب الجميع بالذهول .!… فخرج أبناء القرية واقتربوا من تلك الحيوانات المؤذية ، ولم يحدث شيئا ، واستغرب الجميع …!.
وبعد قليل جاء الواوي معه علبة (( مرطبان )) به عسل كانت قد أعطته جناوي للواوي ، والذي استغربت الأم اختفائه ، وهكذا حل اللغز ، واصبح بعد ذلك اليوم القرية تقدم رشوة العسل للواوي والواوية ، وابتعدت عنهم الأذية …
هيثم هاشم