قبل مغامرات سندباد هناك قصة الملاح التائه…مغامرات من مصر القديمة
تروي قصة الملاح التائه كيف ان احد الوزراء كان يقود بعثة بحرية الى المناجم في سفينة، وفجأة هبت على السفينة التي يستقلها عاصفة هوجاء حطمت السفينة، واغرقت جميع من فيها ما عداه الذي تعلق بقطعة من الخشب، وقد جرفه التيار بعد معاناة استمرت اربع ايام الى جزيرة من جزر البحر الاحمر تعرف باسم كا. وكانت الجزيرة عامرة بالفواكه والخضروات والسمك والطيور، لذا قرر ان يحفر حفرة ويشعل فيها النار، وشرع في طهي بعض اللحم وسمكة لنفسه. واثناء وجوده في الجزيرة خرجت إليه حية عملاقة طولها ثلاثون ذراعا، ولها لحية، وجسمها مموه بالذهب، وكانت تتلوى زاحفة نحوه. وقد
اصاب ذلك الملاح الرعب الشديد مما دفع الحية الى مخاطبته: “ثم فتحت فمها وانا راقد امامها على بطني وقال لي: من اتى بك الى هنا ايها الصغير؟ تكلم!، ثم اخذتني في فمها، وجذبتني الى جحرها حيث وضعتني بغير ان تمسني، واعادت القول: من اتى بك الى هنا؟”. فأجابها الملاح عما حدث لسفينته: “فقالت لي: لا تخش شيئاً ايها الصغير، ها قد منحك الإله الحياة، لقد جاء بك الى جزيرة الارواح هذه التي يوجد فيها كل شيء، هنا ستقضي اربعة اشهر، وستأتي سفينة من العاصمة تحملك الى بلادك بسلام”. عندئذ وبسبب امتنان الملاح للحية فإنه وعدها بتقديم القرابين إليها كالآلهة، لكن الحية بادرته قائلة انها من آلهة بونت: “فقالت الحية لي: ليس عندك عطور كثيرة، اما انا فإني إلهة بونت، فالعطور كلها في هذه الجزيرة، وبعد ذهابك ستزول هذه الجزيرة ويغطيها الموج”. ثم يستمر كاتب النص بالقول ان السفينة التي تنبأت بها الحية وصلت بعد اربعة اشهر، فودعته الحية، واهدت إليه عدة هدايا من خيرات الجزيرة، كالعطور، والبخور، وسن الفيل، وكلاب الصيد وغيرها من الاشياء الثمينة، ثم اقلعت به السفينة المصرية حيث وصل الى العاصمة بعد شهرين.
منقول من صفحة حضارات قديمة