يقول شارلي شابلن: كنت صبيا متوجهاً بصحبة ابي لمشاهدة عرض للسيرك …
وفي صف قطع التذاكر كانت أمامنا عائلة بانتظار دورها .. كانوا ستة أولاد و أمهم و أبيهم وكان الفقر باديا عليهم .. ملابسهم قديمة لكنها نظيفة. كان الأولاد فرحين جدا وهم يتحدثون عن السيرك وعن الحركات و الألعاب التي سوف يشاهدونها..
وبعد أن جاء دورهم تقدم الرجل وسأل مسؤول التذاكر عن كلفتها ..
فاجابه .. تلعثم الأب و أخذ يهمس في إذن زوجته ..
يقول شارلي: رأيت والدي يسارع لاخراج عملة ورقية فئة عشرين دولار ( يبدو أنها كل ما كان لديه) ويرميها على الأرض .. ثم انحنى ورفعها ووضع يده على كتف الرجل وقال له: لقد سقطت منك هذه النقود!
نظر الرجل في عيني والدي وقال له: شكراً سيدي وقد امتلأت عيناه بالدموع .. حيث كان مضطراً لأخذ المبلغ لكي لا يحرج أمام أبنائه ..
وبعد أن دخلوا .. سحبني أبي من يدي و تراجعنا من الطابور .. ومنذ ذلك اليوم وانا فخور جدا بأبي !!
لقد كان ذلك العرض أجمل عرض للسيرك وإن كنت لم أره.
هذا موقف لشخص اياً كان، الا انه قطعا لا ينتمي لجماعه تظن انها الفرقة الناجيه الوحيده، يوم القيامة.
انه موقف يعبر عن قيمة الانسان و أخلاقه التي نسيناها في غمرة صراعاتنا …