انتصارات الظل.
طوال النهار .. كان يمشي مترقباً، يتلفت في كل الاتجاهات، بطريقة مضطربة، لكنه كان يشد تركيزه نحو الأسفل، نحو جموع الظلال، تلك المحتشدة والساقطة من على أصحابها من المارة وكأنها جذور روحية أو شبحية. كان يحب أن يذهب إلى الأسواق المكتظة بالناس، هناك كان يختلس وضع قدمة على كل ظلال يمر به بطريقة انتقامية وحاقدة، كان يركز على أن يضع قدمه على عنق كل ظلال أو الوجه أحياناً، هكذا كان يعود إلى البيت مستريح النفس ومنتتشياً بعد كل هذه الانتصارات العظيمة التي حققها على الظلال.
…………………………………..
تمرد من نوع آخر
القى الزعيم خطابه، وحين لم يكن هنالك ما يثير حماسة الحاضرين للتصفيق، ولم يكن هنالك أي داع لذلك حتى .. قام أحد الحاضرين في أقصى الزاوية وصفق بحرارة للزعيم، صفق وحده دون أن يعير أي اهتمام لأحد. كان يبدو أكثرهم ولاء للزعيم ، وأكثرهم نفاقاً في تلك اللحظات.
فجأة، وحين لمح الزعيم أن في تصرفه نزعة تمردية، امر باعتقاله.