قرقوز

(( قرقوز ))cheatingh

في الصباح الباكر صحى السيد سابد ووجد نفسه في قصر ، وتحيط به الجواري والحريم والمستشارين ، ولم يصدق نفسه وما يراه …

فقالوا له أمسك أيدينا وتأكد بانك في علم وليس حلما وفعل …!.

وذهب للحمام الذي لم يذهب اليه منذ السنة الماضية (( العيد الماضي )) ، ووضع في حمام فيه عطور وفقاعات ، واغتسل ولم يصدق نفسه ، ومن ثم ذهب لسفرة الطعام ، ولم يشاهد مثله إلا في القهوة عندما يشاهد التلفاز ، فلم يذهب للسينما بحياته لانه لا يستطيع دفع الأجرة ، وطلب جولة في السوق …!.

فشاهد الحمالين والباعة المتجولين ، ولفت نظره بائع يجلس مع صندوقه ، ولا احد يشتري منه ، تسائل كيف هذا البائع يعتاش في حياته ، وبقيت علامة استفهام …

وعاد للقصر وجلس على كرسي الحكم وبدء باحتساء مالذ وما طاب من الشراب والطعام ، ونام الليلة الأولى ، وفي اليوم الثاني سمع صراع خارج غرفة النوم .

واستعدوا الضباط والحاشية على عجل ، وجلس على كرسي الحكم ، وطلبوا من عظمته إصدار فرمان لان البلد قامت به فئة ظالة بالتمرد بسبب عدم توفر الخبز وا
لوظائف .

فقال لهم ماذا افعل ، فقالوا له سوف نعلمك كونك غشيم وجديد على المصلحة ، فنحن لانعلم شيئا عن ماظيك التليد …

ففتح آذانه وعينه لتلقي الأوامر ومعه ورقة جاهزة للتوقيع ، فوقعها وهو يجهل القرأة ، وإنما فقط التوقيع والعصمة فلقد مر في إجراءات حكومية سابقا .

وقالو له انها قرارات لسحق التمرد وقتل الجميع ، وجلب النساء والأطفال للقصر وسيتم توزيعهم على خدمك وحشمك ، وسيكون الأفضل لك ، فسكت …

فسفكت الدماء ، وجلب الأحياء ، وعندما نظر للنساء ، عرفهن كلهن ، ولم يعرفنه لانه كان متخفي في صورة الحاكم ، وقد تم توزيعهم بدون قرعة ، وحسب قوة القادة الميامين ، وابتلع الجميع اللقمة الصائغة .

وفي الليل لم ينم جيدا ، فلم يصدق نفسه بانه الحاكم ، الآمر ، الناهي ، وكان يستعد لليوم التالي للبطولات ، وقام المسكين ، وفي الصباح صحى فقال للناس المحيطين به اين الجواري والحريم والخدم ، فقالوا له الاحلام تأتي في الليل ، اما في الصباح فانك سوف تذهب لتجلس في السوق لتبيع سلعتك …؟.

فقال لهم أمسكوا يدي فانا في حلم …!.

فأمسكوا يده فعلم بانه حقيقة ، وبعد لحظات قاموا برميه في الشارع … ونظر الى صندوقه خارج البيت ، وعلم بانه عليه جلب بضاعته لوضعها فوق الصندوق ، لكي يبتديء يومه ، ومر عليه بعض الناس والعسكر وبدئوا في التمسخر به …

وعرف بانه كان في حلم طويل …
هيثم هاشم

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.