يحاول أمين عام «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الشَّيخ «علي قره داغي» الظُّهور بعيداً عن جماعة «الإخوان المسلمين»، مع أن إخوانية رئيسه، الشَّيخ القرضاوي، لا جدال فيها، من انتسابه السابق إلى «الإخوان»، وتحركه المحموم في «الربيع العربي»، وعبر بيانات الاتحاد ونشاطاته، وصَلاته في ميدان التحرير معلناً عصر «الإخوان» في مصر والمنطقة.
كذلك مهما حاول قره داغي التَّنصل من علاقته بتنظيم «الإخوان» الدولي، واتحاد القرضاوي واجهته، تفضحه أصابع يده الأربعة، وهو يرفعها تضامناً مع المعتصمين في رابعة العدوية، ضد ما حصل في 30 يونيو 2013، والهستيريا التي تحرك بها، إضافة إلى نشاطه الإعلامي عقب فشل الانقلاب العسكري في تركيا، وإجراءات أردوغان المعروفة.
قال قره داغي لقناة «مكملين» الإخوانية، في تشييع مَن أبّنهم أردوغان: «كانت الدماء لشجرة المشروع»، ونسأله: «أيُّ مشروع»؟! ونجده أفصح قائلاً: «الثورة حتى عودة الشرعية» بمصر. كان قره داغي الشخصية الثانية أوالثَّالثة (حسب قوله) مستقبلاً من قِبل أردوغان، وأن الأخير قال له: لا خوف «ما دام معنا علماء الأمة». وأكمل الشَّيخ حديثه للقناة المذكورة: «مَن قاوم أردوغان كان باغياً»! مذكراً بالخوارج السابقين، فكيف يؤخذ بحسن نية في عمله الخيري والتعليمي بإقليم كردستان العراق؟
أما رئيسه القرضاوي فله صولة في افتتاح مؤتمر «شكراً تركيا»، حيث قال مهدداً: «مَن ذا الذي يُقاوم ذلك السلطان العظيم الذي يسميه الناس رجب طيب أردوغان سلطان المسلمين»! وبلسانه يُبارك للسلطان «باسم مليار وسبعمئة مليون مسلم»، و«باسم القرآن وباسم الشريعة». لفَّ القرضاوي الجميع في ردنه، وأخضع الشريعة وتصرف بالقرآن، كي يكون هو «شيخ الإسلام»، مثلما الحال مع السلاطين العثمانيين. فعن أي اتحاد فقهي يتحدث قره داغي؟!
لم يكن خافياً نشاط نائب القرضاوي في كردستان العراق، ومعلوم أن مؤسسات «الخير»، والتعليم وسائل تعبئة «الإخوان» التقليدية، وللشيخ بمسقط رأسه مؤسسات خيرية وتعليمية، ويحاول مع المسؤولين بإقليم كردستان تحبيب القرضاوي، كي يحظى اتحاده بموقع قدم هناك.
مع علمنا أن «إخوان» مصر راسلوا «الإخوان» الكرد العراقيين، وبتوقيع خيرت الشاطر، جاء في رسالته: «هذا دوركم وهذا يومكم، فالأمة الإسلامية أمام تحدٍّ كبير خطير، وتتعرض لعدوان فظيع شنيع، وقد خانها حكامها وخذلها كثير، فمَن لقيادتها وتوجيهها إذا لم تتصدروا أنتم لذلك؟ أتسلمون زمامها للنفعيين من العلمانيين المرتدين؟» (نص الرسالة، «المدى»، العدد: 2896). أقول: لا «الحزب الدِّيموقراطي الكردستاني» ولا «الاتحاد الوطني» معفيان مِن هذا التَّحريض.
وُلد ونشأ الشَّيخ في «قره داغ»، وتعلم وعمل في بغداد، حتى تركها إلى قطر وحصل على جنسيتها. اختص بالمال والبنوك الإسلامية، وللرجل كلمات في ردم الطائفية بين متشددي المذاهب ليس لنا نفيها، ولا ننكر له مد يد الخير لمسقط رأسه، إذا كان بريئاً مِن السياسة. غير أن إخوانية اتحاده، ونشاطه في تقديم القرضاوي، يوهمنا أمراً، خصوصاً بعد التغيرات المريبة في تركيا، والقرضاوي يقول: «الله وجبريل والملائكة وصالح المؤمنين مع أردوغان»، ونعطف عليه قول قره داغي: «ونرجع إلى مصر مظفرين» (قناة مكملين)! وهذا يحتمل معنيين: إما أهل مصر أصبحوا كفاراً بعد «الإخوان»، وإما قره داغي إخواني صميمي! وليختر واحداً منهما.
لهذا، نقلق على إقليم الجبال والوديان، إذا نشبت قدم القرضاوي وتنظيمه العالمي فيه. وفي كل الأحوال لا يتحرك قره داغي، وهو الأمين العام، بلا أجندة، على أمل أن تكون القناة سالكة إلى إسطنبول، حيث العمل على إعادة الخلافة وبثوبها الإخواني، ولا نرى خلافاً بين خلافة تركيا وخلافة الموصل إذا اتصلا، فعلى حد تعبير القرضاوي في الإرهابيين: «أبناؤنا أخطؤوا الاجتهاد». تخيلوا الذَّبح والتفجير الكارثي مجرد خطأ مجتهد!
اشتهرت «قره داغ» بكثرة أشجارها وعيون الماء فيها، وشأن العديد مِن مدن العراق يرقى تاريخها إلى الزمن الأكدي، لذا هناك مَن يرى أن الاسم منحوت من اسم الكُرد القديم «كاردوخ» (بابان، أصول أسماء المدن العراقية)، وقيل «الجبل الأسود» بالتركية. حمل اسمها فقهاء وشعراء وفنانون وكُتاب، ووُلد وتعلم فيها مولانا خالد النَّقشبندي (ت 1826)، مؤسس الطريقة النقشبندية بالعراق (النَّقشبندي، السادات النقشبندية)، والمحقق وجامع المخطوطات عمر علي قره د اغي، أحد مؤسسي المجمع العلمي الكردي ببغداد، والقاضي مصطفى قره داغي (ت 1971) الذي تسنم وظائفَ كبرى في الدولة العراقية، ونجله الكاتب والإعلامي كاميران قره داغي، والموسيقي أنور قرده داغي الذي أسس فرقة «البنات الموسيقية»، وآخرون لا يسع المجال لذكرهم من الماضين والحاضرين. لا شأن لهؤلاء وغيرهم بإسلام سياسي، ولا تعنيهم نجاحات «إخوان» تركيا ولا فشل «إخوان» مصر، مثلما يتحمس لهما مواطنهم السابق الشيخ علي قره داغي، وعلى ما يبدو، بإخوانيةٍ دولية صميمةٍ.
* نقلا عن “الاتحاد”
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: هؤلاء الاخوان بفضل كثرة السذج والمغفلين لازالو مصريين على تسير شعوبنا عكس عقارب الساعة ، ولكن هيهات أن يحصد القرداغي أو القرضاوي أو غيرهم غير الْخِزْي والذل والهوان وغداً دجالهم الكبير أردوغان ، لسبب بسيط وهو أن في عالم اليوم لايصح إلا الصح مهما طبل المنافقين ؟
٢: يقولون من يضحك أخيراً يضحك كثيراً ، وقريبا سنرى إذا ماكان ألله وملائكته ورسوله مع ألملأ أردوغان كما كان بالأمس مع مرسي ؟
٣: وأخيراً …؟
مصيبة هؤلاء الحشاشة أنهم يضنون أن الناس كلهم مثل حشاشة ، وهم كصديقين كل واحد منهم يصنع مقلب لصاحبه ، وحدث ذات يوم أن خرجا باكراً في سفر ولما بلج النهار قليلاً قال الذي يسير ببغلته لصديقه الذي يسير خلفه أرى بغلتك تضحك ( حيث كان قد قطع شفة بغته) فأجابه صاحبه إنها تضحك على ذيل بغلتك المقطوع ( ولم يكن يدري بالذي فعله ببغلته ليلاً مقله ) فهذا حال الاخوان والسلفيين اليوم الكل يضحك على الكل مع السذج والمغفلين والسياسيين ، سلام ؟