رأي أسرة التحرير 19\12\2017 © مفكر حر
منذ ان حاول رئيس تركيا رجب طيب أردوغان ان يسخر المعارضة الاخوانية والنصرة الإرهابية وحاضنتهم الشعبية, وحلف الناتو الغربي لصالح أجنداته السياسية الشخصية, ساءت علاقته بأميركا, لان الأخيرة تريد ان تسخرها لصالح الشعب السوري كما فعلت في الجنوب السوري مع المعارضة في درعا والجيش السوري الحر الوطني هناك, ومع التحالف السوري الكردي وجيش قسد, وهذا هو وجه الخلاف بين تركيا وأميركا في الملف السوري, وحاول أردوغان وحلفائه ايضاً نشر دعاية كاذبة بأن أميركا سلمت كل أوراق الملف السوري لروسيا وبوتين, بالرغم من اننا كررنا مئات المرات بأن أردوغان وحلفائه يكذبون وليس بيد روسيا أي شيء على الاطلاق, وكل أوراق سوريا هي بيد اميركا, وقلنا لهم بأن اميركا هي تغرق روسيا وايران بالمستنقع السوري من اجل استنزافهم عسكريا وماديا, (نكرر للمرة الاف نظراً للأهمية روسيا ليس لديها أي شيء في سوريا وجميع الأوراق بيد اميركا وفقط اميركا), لذلك نطلب للمرة الالف وعلى مدى 7 سنين من عمر الثورة السورية من المعارضة التابعة لمحور تركيا وقطر بأن يتحدوا مع المعارضة في الجنوب والمعارضة في الشمال الشرقي من تحالف الكرد والعرب لكي يطلبوا من اميركا بمصالح الشعب السوري قاطبة, وعندها ستطرد اميركا كل القوات الروسية والإيرانية والنظام السوري من سوريا بظرف 24 ساعة فقط لا غير… ولكن هيهات ان يقبل أردوغان وجماعة الاخوان بهذا, لأنه يتعارض مع مصالحهم الغير وطنية المعروفة, وهم يفضلون بقاء المجرم بشار الأسد في السلطة على ان يفوز منافسيهم في المعارضة المتحالفة مع اميركا بالمصالح السورية, وهم على استعداد ان يحاربوا الى جانب نظام الأسد الاجرامي ضد منافسيهم الوطنيين, لانهم خونة كما هو تاريخهم المعروف.
الأن يأتي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وضع البارحة الاستراتيجية الأمريكية الجديدة, ليؤكد على ما كنا نكرره على سنوات, وبأن اميركا لا يمكن ان تعطي أي ورقة في سوريا لكل من روسيا او الصين او ايران, فقد جاء في هذه الاستراتيجية, أن الصين وروسيا تستثمران الأموال في الدول النامية من أجل توسيع نفوذهما والحصول على أفضلية تنافسية على الولايات المتحدة, وان الصين توسع نفوذها في أوروبا عن طريق سياساتها التجارية غير النزيهة والاستثمار في قطاعات صناعية حيوية, واجتذاب منطقة أمريكا الوسطى الى فلكها من خلال الاستثمارات والقروض الحكومية.
من هنا نرى, بأن الحرب الباردة بين القوى العظمى, والتي تتحول الى حرب ساخنة في كثير من الأحيان, هي على قدم وساق ولن تتوقف او تنتهي الا بسيطرة احداها على الاخريات, لان الحرب بينهما وجودية, والحرب في سوريا هي احدى وجوه هذه الحرب, ولن يفرط أي طرف بإعطاء الطرف المعادي له أي ورقة, والسؤال هنا هل تتعظ المعارضة في حلف تركيا وقطر مع جماعة الاخوان, ويتحدوا مع إخوانهم في الوطن لانتزاع اتفاقية من اميركا تضمن مصالح الشعب السوري واسقاط نظام الأسد الاجرامي وطرد روسيا وايران وتركيا من سوريا؟