طلال عبدالله الخوري 21\5\2018 © مفكر حر
كاتب هذه السطور لم يفهم سماح أميركا لروسيا وحليفها النظام السوري السيطرة على الغوطة ومحيط دمشق بالكامل, حيث كان بإمكانها ان تفعل ما كانت تفعله خلال ال7 سنوات الماضية من مد الثوار بالمعلومات الاستخباراتية والدعم بطريقة مباشرة او غير مباشرة, لكي يصيبوا روسيا وحلفائها بأفدح الخسائر البشرية والعسكرية … وخاصة في “دوما” المحصنة والمسلحة بشكل جيد, حيث كان بإمكانهم الصمود ل 100 عام, يكون خلالها النظام الروسي قد انهار قبل السوري والإيراني, حيث كما قلنا سابقا ان استراتيجية اميركا في سوريا هو اغراق عدوها ومنافسها التاريخي “النظام الروسي” في المستنقع السوري , فكيف سمحت بمثل هذا ان يحدث؟؟؟ ….اليوم وبعد انتظار عدة أسابيع جاءنا الجواب من وزير الخارجية الأميركية ” مايك بومبيو” الذي وضع 12 شرطاً تعجيزياً على نظام الولي الفقيه الإيراني على مبدأ ” اختر ان تنتحر بنفسك أيها الولي الفقيه قبل ان ننحرك” وفي كل الأحوال انت ميت جثة هامدة, وسيلحق بك النظام الروسي والسوري وسنشرح هذا في بقية هذه السطور عندما نرى من هو الرابح والخاسر من هذه الصفقة التي ابرمت بين بوتين وترامب, والتي تضمنت ان تحصل روسيا والنظام على الغوطة الشرقية ومحيط دمشق ( فقد اعلن اليوم جيش النظام السوري استعادة السيطرة بشكل كامل على كافة المناطق المحيطة بالعاصمة السورية، للمرة الأولى منذ ست سنوات), مقابل ان يتم رفع الغطاء عن ايران, من اجل إخراجها من سورية, وهذا يتضمن ان تعمل المخابرات الروسية والسورية والإسرائيلية معا على الأراضي السورية, لتحديد احداثيات المواقع الإيرانية كاملة داخل الأراضي السورية, لكي تقصفها الطائرات الإسرائيلية بكل اريحية, ودون أي اعتراض او أي شيء يعكر مزاج الطيار الإسرائيلي الذي يقصف الأهداف.
الآن من الرابح والخاسر بهذه الصفقة:
طبعا اميركا اكبر الرابحين, فقد سحبت من يد روسيا الورقة الإيرانية وورقة حزب الله في لبنان, واصبح النظام السوري من دون ادواته في لبنان التي كان يحركها من اجل الضغط على الغرب متى شاء, … وقد فعلت هذا من دون ان تخسر أي شيء!! فقرى الغوطة مازالت موجودة, والثوار مازالوا موجودين, ويمكن اعادتهم في أي لحظة, ونحن نجزم بأنهم قد عادوا متخفين ومختبئين بين أهلهم وذويهم بقراهم, وهم جاهزون لإعادة كل شيء الى نقطة الصفر … بينما روسيا ستخسر اكثر ماديا الآن, لانه يتوجب عليها دعم النظام السوري ماديا من اجل تأمين هذه القرى بكل الخدمات اللازمة, أي ان خسارة روسيا والنظام ستكون مضاعفة عشرات المرات, مما يسرع بإنهيار هذه الأنظمة, وكما قلنا سابقا مهاما فعل النظام ان ربح او خسر فبالنهاية هو يدق مسماراً جديدا في نعشه فلا احد يستطيع ان ينتصر على الشعب لان الله مع الشعب.
أخر الكلام …
الحقيقة أن نظام الملالي نفسه لم يعد قادراً على الصمود لا في الداخل ولا في الخارج ، إذ لم يعد بمقدوره حتى حماية نفسه وذيوله ولا على الصرف للضحك على الاخرين ، حيث قرارات ترامب الاخيرة والعقوبات نسفت قيمة العملة الإيرانية لدرجة خطيرة ، والانكى أن الكثير من قادة النظام مقتنعون أن نظامهم في طريقه للانتحار إما داخلياً أو خارجياً ، سلام ؟
٢: