قراءة بين سطور دعوة كندا لعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للامم المتحدة: الضربة العسكرية لنظام الاسد وبوتين وشيكة

طلال عبدالله الخوري 15\10\2016 © مفكر حر

يقول النبأ الذي نشرته قناة “سي بي سي” الاخبارية الحكومية الكندية بأن بعثة كندا في الأمم المتحدة مدعومة من 68 دولة من دول العالم المتحضر, بينهما اميركا والدول الاوروبية واليابان وكوريا الجنيوبية, دعت الامين العام رسميا لعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للامم المتحدة بأعضائها الممثلين ل” 193 ” دولة, وذلك من أجل وضع حد للعنف في سوريا, معتمدة على قرار سابق في الامم المتحدة صدر عام 1950 تحت بند” متحدون من أجل السلام” والذي يسمح للدول الأعضاء بالامم المتحدة بأن تتدخل اذا فشل مجلس الامن بإنهاء العنف, وهذا ماحدث بفضل الفيتو الروسي الذي رفعته خمس مرات. ونقلت الشبكة عن نائب مدير البعثة الكندية ” مايكل جرانت” قوله:” تأتي هذه المبادرة بعد فشل مجلس الامن بوضع حد للعنف بسوريا”. انتهى الخبر من سي بي سي.

نحن نقرأ بين سطور هذا الخبر, بعد ان وضعت اميركا وحلف الناتو الخيار العسكري على الطاولة, والذي يتضمن توجيه ضربة عسكرية لقوات النظام على مطاراته وقواعده الصاروخية والتي هي عبارة عن مطارات وقواعد عسكرية روسية من خلف ستار نظام عائلة الاسد بسوريا, بأن المشرع الأميركي يريد غطاءاً قانونيا لتحركه عندما تحين ساعة الصفر, فالقرار قد اتخذ, والخطط قد وضعت, وكل شئ جاهز بانتظار ساعة الصفر التي حددت ايضاً, فماذا يتبقى اذاً؟ العقبة الوحيدة بالنسبة للادارة الاميركية وحلفائها بالناتو هو الغطاء القانوني؟ لكي يستطيعوا تمريراستخدامهم للالة العسكرية في مجالسهم النيابية؟ وهو ان الحل الدبلوماسي قد قتل بحثاً ومحاولة, وهذا ماحدث برفع روسيا للفيتو خمس مرات, وفشل مجلس الامن من فعل اي شئ لايقاف الحرب في سوريا, وان الوضع في سوريا اصبح مأساويا ولا يحتمل المزيد من الدبلوماسية, يأتي هنا التحرك الاخير وهو تجاوز الفيتو الروسي وأخذ الغظاء القانوني من الامم المتحدة… وبهذا اصبح كل شئ جاهز, وقد فهمت روسيا بأن هذه الخطوة قادمة منذ ان دعت فرنسا لعقد الجلسة الاخيرة لمجلس الأمن, فقد قال ممثلها هناك ” فيتالي تشوركين ” بانهم دعوا لهذه الجلسة لكي يجبروا روسيا لرفع الفيتو كآخر مرة, قبل ان يذهبوا للجمعية العامة للامم المتحدة, جيث يمكنهم ان يتجاوزا الفيتو… وللاسف كان رد بوتين هو مزيد من التصعيد والدعوة للحرب (للمزيد هنا: روسيا تستدعي مواطنيها ودبلوماسييها في الخارج تحضراً لحرب عالمية)… وهنا ايضاً لدينا خياران: فإما ان يتراجع بوتين وينفذ كل وعوده التي قطعها في مباحثاته مع اميركا.. او ان الضربة ستقع بمجرد رفع الايادي بالاغلبية العظمى في الامم المتحدة وهذا ما سيحدث