طلال عبدالله الخوري 9\10\2016 © مفكر حر
إن تحذيرات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاحد لأميركا تعكس ازدياد عدائيتهم لشعورهم بالغبن لأنهم يخسرون المعركة كل يوم, وبهذا الصدد نريد ان نذكر بالتصريحات العدائية التي هدد بها الجنرال الروسي قائد الجبهة العسكرية الغربية المواجهة لحلف الناتو عندما قال:” إن تعريف روسيا للحرب العالمية الثالثة هي حرب لن يعلن عنها، و لن تنتهي ابداً”. فكل يوم يطول فيه الصراع دون ان تتمكن روسيا من تحقيق نصر عسكري في سوريا تستطيع ان تستثمره كورقة في ملفاتها مع الغرب مثل: احتلالها لشبه جزيرة القرم الاوكرانية او العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وذلك لكي تثبت بأنها دولة عظمى يجب ان تأخذ مصالحها في الحسبان هو بالواقع خسارة لروسيا, بينما في الجهة المقابلة اميركا لا تخسر اي شئ وهي تربح كل يوم لمجرد ان عدوتها هي التي تخسر كل يوم.
فقد قال لافروف، الأحد، في حوار مع القناة الروسية الأولى: “إن أي هجوم للتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، على منشآت جيش الرئيس السوري بشار الأسد، سيمثل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي… لقد وثّقنا تغيرات جذرية في أساس السياسة الأمريكية تتمثل بكراهية عدوانية ضد روسيا … الحديث لا يدور عن معاداة روسيا خطابيا فقط، بل عن خطوات عدوانية، تمس عمق مصالحنا الوطنية وتهدد أمننا … لقد وردت تسريبات عن إمكانية توجيه ضربات بالصواريخ المجنحة إلى سلاح الجو السوري, فهذه ألعاب خطيرة جدا، نظرا لأن روسيا موجودة في سوريا بدعوة من الحكومة الشرعية، ولدينا قاعدتين هناك، إحداهما جوية عسكرية في حميميم ونقطة للأسطول البحري العسكري في طرطوس، ولدينا هناك آليات دفاع جوي لحماية مواقعنا .. نحن أبدينا لقترة طويلة، ما يسميه الأمريكيون بـ(الصبر الاستراتيجي). تردي العلاقات من طرف الأمريكيين بدأ قبل أحداث أوكرانيا بكثير، ونحن تحدثنا عن ذلك”… انتهى الاقتباس من لافروف
نحن نقرأ بين سطور هذه التصريحات اعتراف مباشر بأنهم هم من يحكمون سوريا كما قلنا في مقالاتنا السابقة منذ 46 عاما اي منذ ان قاموا بالانقلاب الذي اوصل حافظ الاسد للسلطة, وان مهاجمة اميركا لجيش النظام ومخابراته, انما هو اعتداء على جيش روسيا ومخابراتها, فكما اوضحنا ايضاً فان المخابرات السورية هي الفرع السوري للروسية وجيش النظام انما هو جيش احتياط للجيش الروسي وهذا ما قاله لافروف عندما اعتبر الاعتداء عليه هو تهديد للامن القومي الروسي.
الأن, كيف نتوقع ان يكون الرد الاميركي : من خلال استقرائنا للتاريخ, فان اميركا تنحو دائما للدبلوماسية وعقد الصفقات مع جميع الدول المارقة مثل كوريا الشمالية وكوبا والصين وروسيا.. وتعطيهم مزايا اقتصادية من اجل الاستقرار وتجنب المواجهات العسكرية!! ولكن المشكلة ان اميركا الان في مأزق؟؟ لان الدول المارقة تتجاوز حدودها وتقضم من مجال مصالحها ومصالح حلفائها قطعة تلو القطعة كما فعلت روسيا في اوكرانيا وكما تفعل الصين مع الجزر اليابانية والكورية الجنوبية؟؟ وكلما تهاونت اميركا بالاعتداء على مصالحها ومصالح حلفائها سيتمددون اكثر وسيطلبون المزيد والمزيد من المزايا الاقتصادية ؟؟ .. فإلى متى, مع عدم وجود حدود لمطالبهم طالما ان اميركا تخضع لابتزازهم وتعطيهم؟… فما العمل… ؟؟ سؤال من اخطر ما يكون؟ وتفوح منه رائحة حرب عالمية ثالثة, لا احد يعرف عقباها!! فخسارة اميركا ستكون كبيرة لان لديها الكثير.. اما الدول المارقة فليس لديها شئ لتخسره, وهنا المصيبة التي تواجهها اميركا.. والمصيبة الاكبر بالنسبة للشعب السوري هو ان عائلة الاسد الخائنة سلمت سوريا لروسيا لكي تكون جبهة لها في حروبها بالوكالة مع الغرب وقد تؤدي مثل هذه المواجهة لإبادة كل من تبقى من الشعب السوري على قيد الحياة من الموالاة والمعارضة بعد 6 سنوات من الحرب من دون ادنى شك.