رأي أسرة التحرير 17\9\2016 © مفكر حر
نقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية الحكومية عن الرئيس فلاديمير بوتين:” أنه أكد أن روسيا تنفذ التزاماتها المترتبة عن الاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في سوريا بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة .. وأن الطرف الأميركي لا يريد إعلانه فيما يبدو، بسبب أن المجتمع الدولي والأمريكي والروسي سيفهم من هو الطرف الذي ال ينفذ وما هو الشئ الذي لا ينفذه؟؟.. لقد تم الاتفاق على ضرورة الفصل بين جماعات المعارضة السورية وبين جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية الأخرى.. ولكننا نرى الآن محاولات إعادة انتشار الإرهابيين وليس فصل الإرهابيين عن قسم سليم من المعارضة.” انتهى الاقتباس عن سبوتنيك.
ونقلت شبكة السي ان ان الإخبارية الأميركية, قبل التوصل لهذا الاتفاق بيوم, عن جون كيري وزير الخارجية الاميركية قوله:” لن نسمح لبوتين ان يحقق اي إنتصار عسكري او سياسي في سوريا يستخدمه كورقة تثبت عودة روسيا كلاعب رئيسي في الساحة العالمية.”
مما سبق نرى ان الأمور واضحة, وكما قلنا بكل مقالاتنا السابقة منذ بداية الثورة قبل 6 سنوات وحتى الآن, ان الحرب بالوكالة بين الطرفين الاميركي والروسي في سوريا, هدف الاول منها اغراق الثاني بمستنقعها بدون ان يحصل على اي نصر عسكري او سياسي, بينما هدف بوتين هو القضاء على الجماعات المسلحة لكي يعود الاستقرار لنظام الاسد على كامل سوريا من اجل الخروج بإنتصار عسكري وبورقة سياسية تثبت انه لاعب سياسي يصنع القرارات العالمية, ويجب رفع العقوبات الاقتصادية عليه التي فرضت بعد احتلاله لشبه جزيرة القرم الاوكرانية, وإلا فهو قادر على لعب اوراقه وهز الاستقرار في اوروبا والعالم.
إذا أولوية بوتين وبوضوح هو القضاء على جبهة النصرة, واولوية أميركا هو إبقائها من اجل استخدامها بإغراق بوتين اكثر واكثر في المستنقع السوري,.. وذا كان المعتوه ابو محمد الجولاني يظن بأنه ينتصر بفضل بطولاته واستبسال مجاهديه, وبفضل ان الله يمن عليه بفتوحات الهية مبينة كما كان يهذي المعتوه حسن نصرالله, فيجب ان يعرض على طبيب نفسي, لأن سبب صموده وعدم ابادته عن بكرة ابيه هو ومن معه وكل القرى التي تحتضنه شعبيا بألة الحرب الروسية الجبارة, هو من دون ادنى شك بفضل اميركا واميركا فقط (وهذا بالضبط سبب اخفائها للاتفاق لانها لا تريد ان تظهر كداعمة لمنظمة ارهابية مرتبطة بالقاعدة, وهذا ما حاول بوتين ان يقوله في تصريحه لوكالة سبوتنيك اعلاه).. وذلك لانها تستفيد منه كما استفادت سابقا من طالبان والقاعد في حرب افغانستان وطردت الروس منها. أما موضوع بقاء الأسد او ازاحته فليس له اي اهمية للطرفين, ولا يتناقشون حوله , لان الطرفان يعرفان ان لا قيمة له, والمهم هو ان النظام السوري في نهاية اي اتفاق هل سيبقى ورقة بيد روسيا ام ان سوريا ستخرج من الحديقة الخلفية للمخابرات الروسية مما يؤدي لخسارة الكي جي بي ورقة مهمة من يدها ويضعفها كثيرا مما يساعد اميركا في الخطوة التالية من طرد روسيا من شبه جزيرة القرم لكي تعود روسيا دولة مثل باقي الدول تنحصر مصالحها داخل حدوها فقط.
اما مصلحة الشعب السوري في هذا كله هي ان تخرج سوريا من تبعيتها لروسيا التي تستغلها كورقة تفاوضية في ملفاتها, وان تخرج من حكم عائلة الاسد الاستبدادية الاجرامية الى ظل نظام دمقراطي يتبع الانظمة الحرة المزدهرة الموجودة في الغرب واليابان وكوريا الجنوبية فقد قرفنا من التبعية لروسيا ونظامها المخابراتي التي تديرها بالنيابة عنها فرعها السوري بقيادة عائلة الاسد.