قبل الاستفتاء علي الدستور الجديد

1 – تعليقاً علي كثرة مواد الدستور الجديد -247 مادة ! – أرسل صديق يقول :
” البطيخة القرعة بذرها كتير ” .. فالدستور الأمريكي 7 مواد فقط . ودستور تركيا 25 مادة فقط وصممه مصري ! ! أما دستور مصر فعدد مواده 247 مادة
رغم أن دستور مصر الجديد هو الدستور الأحدث . وكان يجب أن يستفيد واضعوه مما سبق من الدساتير . فتأتي مواده أقل من من مواد دستور تركيا . ولا نقول دستور امريكا . ولكن كما يقول المثل الشعبي ” البطيخة القرعة فيها بذر كتير .
!!

2 – المادة الثانية . فيها اكراه في الدين . و المادة الأولي : فيها اكراه في الهوية – .

3 – قاريء ايراني . من يعرفون العربية . يعتنق الديانة البهائية . وهي ديانة لها ممثل بالأمم المتحدة .أرسل يقول :
تابعت ما يجري حول اعداد دستور مصري جديد . والذي قد أقرته اللجنة . . وأن ممثل الديانة البهائية بالمنظمة الدولية – حسب قول القاريء – سيرفع دعوي عاجلة بالأمم المتحدة ضد الدستور المصري الجديد ( بصفة خاصة المادة 2 ) . وضد اللجنة التي أقرته. التي تصادر حقوق الأقليات الدينية . المنصوص عليها بميثاق حقوق الانسان العالمي والصادر عن هيئة الأمم . ووقعت عليه مصر . . وعبر عن أمنيته في أن تنضم الأقليات الدينية الأخري للمندوب العالمي للديانة البهائية لدي الأمم المتحدة . لتكون الشكوي جماعية .

كيف لدين أن يجبر ناساً اجباراً . ويرغمهم ارغاماً . علي الانتماء اليه , أو علي البقاء فيه رغم أنوفهم . وهم لا يحبون . وإلا : يقتلون . أو يهجرون من بلادهم . ثم يصدر دستور للبلاد يثبت مثل ذاك القهر !؟

الاكراه في الهوية :
4 – في حوار بالفيسبوك مع أحد المتصلين . له اعتراض من نوع آخر . علي المادة 1 من الدستور الجديد . قال انها تصادر حقوق المصريين غير العرب . اذ يوجد ملايين من شعب مصر ليسوا عرباً . وينضوون عن طيب خاطر تحت لواء الهوية المصرية . كالنوبيين , وأمازيغ واحة سيوة . أما ملايين الأقباط . كمصريين أُصّل – ولأنهم مستهدفون بالذات بالعدوان عليهم . فمنهم من يخشي المجاهرة بعدم انتمائهم لغير مصر المصرية . ومنهم من يجاهرون بأنهم ليسوا عرباً بل مصريون وحسب . وأن مصر ليست عربية – هؤلاء عددهم بالملايين – .

ومصريون آخرون لا هم نوبيون ولا أمازيغ ولا قبط – ولكنهم يأنفون بشدة أن يقال انهم عرب . ولا يؤمنون ولا يعتزون الا بانتمائهم للهوية المصرية فقط . هؤلاء منهم ليبراليون وعلمانيون درسوا التاريخ وعرفوا حقائقه . وفاهمون . بينما الدستور في المادة الأولي . يسمي مصر ويصفها ب ” مصر العربية ” وينص علي أن :
” الشعب المصرى جزء من الأمة العربية ” (( ! هكذا الشعب المصري كله . سواء من يقبلون ذلك أو من يأنفون ويشمئزون . وسواء من يفهمون حقيقة وتاريخ مصرية مصر لا عروبيتها , وسواء من لا يفهمون , فالجميع يحشرون معاً في قفص عروبية مصر ! بنص دستوري )) ! .
في عهد الملكية . رغم ان مصر كانت وراثة لأسرة محمد علي . الا انهم احترموا مصر ولم يبخثوا قيمتها بنسبها للعرب . ولا حتي نسبوها لعائلة محمد علي . لم يسموها المملكة العلوية .. كلا . بل ” المملكة المصرية ” ولم يبخث قيمة مصر . بنسبها للعرب . لم يخن مصر سوي حكم العسكر . من جمال للسادات وحتي الآن .. !
http://shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=01122013&id=a8007d7d-42cc-4d9c-9b54-88d00abcd95c

هكذا يتضح أن المادة 2 من الدستور . والتي كانت موجودة بالدستور السابق , وطالما ووجهت باعتراضات كثيرة . تشكل ” اكراه في الدين ” . اما المادة الأولي فهي : ” اكراه في الهوية ” ..

5 – هناك من يرون في المادة 3 . أيضاً خداع وكذب واحتيال . فبدلاً من النص الصريح بعد الاعتراف بأي دين في الكرة الأرضية سوي دين العرب فقط . فان تلك المادة تزعم اعترافها بديانتين لاغير هما المسيحية واليهودية . بينما محاربة هاتين الديانتين – وهما بالذات – مخطط لاخلاء المنطقة العربسلامية كلها من هاتين الديانتين . يجري علي قدم وساق . منذ عقود . اما بواسطة الحكومات نفسها ومباشرة . أوبتواطؤ منها بغضها الطرف عن عمليات التنفيذ للابادة والتطهير . مع التظاهر بعدم المشاركة – تلك الحرب ضد هاتين الديانتين بدأت منذ العقد الأول من التاريخ الهجري . مقرونة بمزاعم الاعتراف بهما كديانات سماوية ! .

6 – الملحدون والدستور :
الملحدون هم في كل عصور التاريخ الانساني بكل دول العالم . يمثلون الغالبية في صفوة الصفوة وخلاصة الخلاصة من علماء ومخترعين ومفكرين وفلاسفة . عباقرة ونبغاء ونبهاء من كافة التخصصات . …

والملحدون المصريون , هم طبقاً للمادة الثانية من الدستور . يجوز محاكمتهم (1) ورميهم بالسجون – بموجب القانون – وكذلك يجوز ذبحهم ذبحاً مثلما تذبح الخراف في عيد الأضحي ( هم والبهائيون ) – طبقاً لشريعة الاسلام الذي هو دين الدولة – واستناداً لنص تلك المادة الدستورية !- .
فكيف يقبل هذا أعضاء اللجنة التي أعدت ذاك الدستور . وهم يعيشون في نعم أفكار وابتكارات وفنون وفلسفات ومخترعات العظماء الملحدين المبدعين !؟. ربما يظمون كمثل من يظنون في وجود اله حكيم . خلق العلماء والنبهاء , وسخرهم لأجل خدمة ال .. .. , و( ال … ! ) ! .

7 – من الواضح أن اية محاولات خجولة لعلاج جور وعوار – تلك المادة . وخاصة مع وجودها في ترتيبها هذا في مواد الدستور” رقم 2 ” – كذلك المادة 1 – . هيهات أن تكون لها جدوي او فعالية يعوّل عليها .

8 – دعاة الدستور التوافقي . كان يمكنهم التمسك بوضع اضافة لتلك المادة 2. تقول ” بما لا يتعارض مع حقوق الاقليات بأنواعها – عرقية ودينية أو لا دينية . تلك الحقوق المنصوص عليها بمواثيق حقوق الانسان الصادرة من الامم المتحدة . التي وقعت عليها مصر . ومُلزمة باحترامها .
يبدو أن الأمر كما يقول الشاعر فؤاد حداد ” الاستمارة راكبة حمارة ” . والاستمارة هنا ليست سوي لجنة تعديل الدستور .. – لجنة الخمسين – وليتأكد أعضا اللجنة . في أي عصر يعيشون ؟ , ليعرفوا أنهم أعدوا لبلادهم دستوراً يصلح لعصر الخلافة الأموية – عصر معاوية وابنه يزيد , أو عصر الخلافة العباسية العربية الاسلامية . ليعرفوا انهم أعدوا لبلادهم دستوراً يمتطي حِمارة .. فليقرأوا هذا الخبر :

طائرة لتوصيل المشتروات . هليوكبتر بدون طيار .. – حيث يمكنها الوصول الى منازل الزبائن خلال 30 دقيقة فقط بعد إتمام عملية الشراء . سيدأ العمل بها بعد 5 سنوات فقط – :
http://www.alanba.com.kw/ar/economy-news/427301/03-12-2013

— هوامش
(1)
http://eipr.org/pressrelease/2013/12/02/1891

(2)
http://shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=01122013&id=a8007d7d-42cc-4d9c-9b54-88d00abcd95c

صلاح الدين محسن (مفكر حر)؟

About صلاح الدين محسن

صلاح الدين محسن كاتب مصري - كندي . من مواليد القاهرة عام 1948 عضو"اتحاد كتاب مصر" . عضو " جماعة الفنانين التشكيليين والكتاب " بالقاهرة عضو اتحاد كتاب كندا - تورنتو - PEN CANADA عضو " جمعيةالكتاب المغتربين " بكندا - تورنتو- التابعةلاتحاد كتاب كندا PEN CANADA. له عدد من المؤلفات في عدة مجالات - 16 كتاب . طبع بالقاهرة حتي عام 2000 تنشر مقالاته بأكثر من موقع الكتروني سجن بمصر 3 سنوات من 2000 : 2003 عن كتابيه " لا أحب البيعة " و "ارتعاشات تنويرية ".. لمطالبته بالديموقراطية وتداول السلطة بالكتاب الأول ، ولدعوته لعهد جديد من التنوير الفكري بحقيقة العقيدة البدوية والتاريخ العرباوي : بكتاب ارتعاشات تنويرية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.