في محكمة الجنايات بدمشق

وأثناء محاكمة الاستاذ أنور البني سأله رئيس المحكمة، ماردك على إتهام النيابة لك بأنك تمارس نشاطاً يضعف الشعور القومي وتنقل أخبار كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة.؟ طبعاً الاستاذ انور نفى تلك التهم المعاقب عليها بخمس سنوات.
لكن ما لفت نظري أن هيئة المحكمة المؤلفة من ثلاثة قضاة ليس بينهم عربي.. وبعد انتهاء الجلسة سألت رئيس المحكمة كيف ستصدرون الحكم على الاستاذ انور باسم الشعب العربي في سوريا ولا واحد بينكم عربي.. فقال: “أه.. لم أنتبه لهذا..” وبعد صدور الحكم عليه بخمس سنوات قضاها في سجن عدرا، سألت أحد القضاة الذين وقعوا على الحكم، بما أن الحكم الذي وقعت عليه صدر باسم الشعب العربي في سوريا، وأنت كردي هل شعرتَ بأن نشاط الاستاذ أنور أضعف شعورك القومي؟ صمت القاضي وأحمرَّ وجهه، وقال : يا استاذ هلق حدا يسمعك، ويتهمك أنك عنصري، وبيصير فيك متل ما صار مع الاستاذ انور.. أرجوك كف عن هذا الكلام..”
هنا تذكرت شعار “البعث العنصري” الذي كنا نردده في المدرسة عرباً وأكراداً وشراكس، أرمن وتركمان وأشوريين وايزيدين: أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.