في النجف -الاشرف- لطم غير شكل

rodenyالزوار يتاولون على زيارة النجف ويلتمسون الامان والسلام عبر الدعاء عسى ان تزول عنهم هذه الغمة ،بعضهم يلطم بصمت وينعي حظه وبعضهم الآخر يجلس وحيدا منفردا يبكي بصمت ولكنهم لايدرون ان هناك صراعات سياسية حامية لاتهتم لكون النجف عاصمة دينية يجب احترامها.
الشعائر الدينية بالنسبة لبعض الكتل السياسية في النجف هي ذر الرماد في العيون،المهم لديهم الحصول على المنصب ثم المنصب ثم المنصب.
وما تفاصيل اقالة محافظ النجف عدنان الزرفي الا عينة حديثة جدا من هذا الصراع.
اقلة الزرفي تنبىء عن وجود مساومات بين الكتل،هذه المساومات راح ضحيتها الزرفي الذي لم تتضح بعد اسباب اقالته.
منصب المحافظ في النجف هو كنز ثمين لايجوز للكتل السياسية التفريط فيه فهو منبع ثراء لاينضب وواجهة من واجهات “اللصوصية” التي يجب الا تهدر فرصتها.
ومن هنا بدأت هذه الكتل السياسية تسعى بكل قوتها الى خلط الاوراق والسطو على هذا المنصب الثمين وبأي ثمن.
لاشك ان هذه الكتل السياسية التي تعشعش في مباني حديثة في النجف ادارت ظهرها لكل القيم الدينية التي تزدان بها المحافظة باعتبارها العاصمة الدينية لكل المسلمين.
ادارة الظهر صاحبه لطم من نوع جديد شعاره لابد من الحصول على منصب المحافظ بعد اقالة الزرفي ويطالبون القضاء باصدار الحكم النهائي في قضية اقالة الزرفي حتى تصفو لهم الاجواء ويتحركوا بسهولة.
ويبدو ان الزرفي يبذل جهدا استثنائيا لتمييز قرار محكمة القضاء الاداري الذي يقول عنه انه قرار “شابته عيوب كثيرة وقد قدمنا لائحة تمييز وننتظر رأي المحكمة بحرفية ومهنية”.
ولكن بعض الكتل التي انهت آخر كورس في اللطم قبل ايام تقول أن طعن المحافظ لا يستند الى أدلة حقيقية وتلمح الى تشكيل تحالف جديد يمنع عودته، فيما يرى قانونيون أن مسألة تشكيل التحالفات الآنية في المجلس تعكس هشاشة الوضع السياسي في المحافظة.
وبدلا من ان يظهروا بوجوه الكتل السياسية المعروفة هناك قرروا تشكيل تحالف جديد يمنع الزرفي من العودة للمحافظة.
اما القانونيون الاشاوس في المحافظة فيرون ان الوضع السياسي هش ولايمكن اصلاحه الا بايقاف المساومات ووأد الصراعات واجراء الانتخابات النظيفة لأختيار المناصب الادارية.
انت تحلم خويه أي انتخابات نظيفة وأي غيرة عند هؤلاء الذين لايعرفون من الوطن الا الكرسي المدفون تحته كنز سليمان.
فاصل غيرسسز: يبدو ان لاامل برجوع الزرفي الى منصبه كما قال لي احد المقربين فقد خسر قرار التمييز من محكمة اﻻ-;-ستئناف وﻻ-;- امل برجوعه .والمحافظ الحالي كما يتردد بين اولاد الملحة في النجف ( لؤي الياسري زباله بن زباله).
كما يتردد ان النجف تعتبر بمواردها المتنوعة اكبر من اي حقل نفطي لذلك الصراع عليها لم يتوقف ..واول من تامر على الزرفي هم جماعة المجلس اﻻ-;-على عمار ااحكيم ومقتدى الصدر كونه ضرب مصالحهم الخاصة.
واثناء كتابة هذه السطور قال احد اولاد الملحة في جلسة خاصة استمعت اليها بالنص:
الزرفي منفتح اجتماعيا وخصوصا على الشباب وغير متعصب دينيا وعمل في المحافظة متنفسات للشباب وللعوائل من خلال منح اجازات الكازينوات والكوفيشوبات في مناطق مختلفة من المحافظة وهذا ﻻ-;- يليق لبقية اﻻ-;-طراف المتشنجة والمتسترة بالدين من الذين رفعوا شعار وبلافتات كبيرة الحجم…حزن دائم حتى ظهور القا ئم.
فاصل اضافي: لننتظر الغيبة الكبرى عسى ولعل.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.