ألهذا كنّا نقاتل الأمم الأخرى، وننهب ثرواتهم ،ونسبي نساءهم عبر كل عصور مايسمى الفتحوحات الإسلامية للبلدان ، الهذا أعدّنا الله لنكون رحمة للعالمين ومبشرين بقيم العدالة ،لنكون أجمل خيارات الشعوب لكي تعيش بسلام ،هل القتل والسبي والتمثيل بالجثث هي برامجنا التي نقدمها للناس كي يختاروننا كمرشحين في صندوق خياراتهم لكي نمنحهم الطمأنينة على مستقبل أطفالهم .
هل نحن أمة بارعة في صناعة الفشل والإرهاب لأننا لانستطيع أن نحمل قيمنا على رؤوس التسامح والرحمة وغالبا مانقدمها بين يدي الشعوب مرفوعة على أسنة السيوف وعجلات المفخخات وتخفق من خلالها رايات النهب ،والسلب للشعوب ،التي سرعان ماتنقض عليها وينفرط عقدها عندما تمتلك أسباب القوة ومحركات الحرية والكرامة ،كما فعل الشعب الكردي والازيدي بسنجار ،وكما هي حال شعوب تلك البلدان البعيدة أبان التاريخ فيمايعرف لدى قوى السطو المسلح بالفردوس المفقود والنحيب على أطلالها ،فلم يقولوا أنهم أخرجوا منها بقوة الكفاح المسلح وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومناهضة قوى الغزو والسطو ،لهذا مازالوا لايعترفوا بحركة الشعوب وروحها التواقة للإنعتاق والتحرر، والمفارقة العجيبة أن أهل الغزو خسروا بالتوازي بلدان أفريقيا كما خسروا بلدان اوروبا صاحبة الشعر الاشقر والمروج الخضراء ولم يبكوا على سواد أفريقيا كما بكوا على شقراوات أوروبا وفردوسهم المفقود بالاندلس ،مع أنهم لاعلاقة لهم بها الا كما هي علاقة أي قوة غاشمة تحتل ارضا ليست لها
وعندما اخرجت الأمة من أرض ليست لها، إنكفأت تدمر ذاتها وتفسق مجتمعاتها وتكفرهم ،وإستلت فتاوى تكفير المجتمعات على أيدي مايسمى علماء الدين فتمت عمليات الإبادة للفكر ،ومزقت الأمة كل ممزق على إيدي مايعرف بعلماء السنة والشيعة ورهنوا عقول أمة محمد صلى الله عليه وسلم لهذين الوعائين اللذين أفرغوا بهما كل عقدهم التاريخية ومركبات النقص ،بعدما نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واستبدلوا نهج النبي صلى الله عليه وسلم بنهج (شيوخ الإسلام )وأخرجت أمة الوسط من الباب الخلفي وأدخلت من باب التطرف الدموي ،حتى أصبحت أشد خطرا من يأجوج ومأجوج الذين افسدوا في الأرض ،وتحولت معها يأجوج ومأجوج الشاشات الإخبارية هي الأخرى ناطقة بإسم أذرعة السنة والشيعة العسكرية كداعش والنصرة ومابينهما من جيوش الإسلام وبين وفيالق الشيعة وحزب الله وحشودهم ،فساهموا بتخريب العقل العربي وأخرجوا معه الإسلام من معادلة كونه الحل للشعوب إلى كونه مشكلتهم بل معضلتهم الأبدية بفضل رعونة المسلمين ، ولم يكتفوا بجعله مشكلة للآخرين بل جعلوه مشكلة أنفسهم الأزلية ،فهم في نهاية المطاف عندما يفرغون من تدمير العالم سيتفرغون لتدمير أنفسهم وتكفير بعضهم البعض كماتفعل داعش الآن وداعش هي نموذج تاريخي لكل الحركات التي تأتي لحكم الشعوب بوعد إلهي ليكون الرابح الوحيد هو الشيطان ومكره والخاسر الأكبر هي الشعوب ،إن مشكلة المسلمين بين الأمم هي مشكلة إدارة شؤون أنفسهم وحكم وتعايش مع ذواتهم أولا قبل أن يعدوا الآخرين بنعيمهم ،وعليه أتمنى أن أجد فكر إسلاموي يصلح لتأسيس دولة حقيقية لاتتآكل من الداخل ،فكرسياسي ديني يمكنه أن يتعايش مع العلمانيين والليبراليين والمسيحيين و اليهود و الشيعة وحتى داعش نفسها، دون أن يرتد على نفسه في نهاية المطاف في رحلته نحو الإنتحار السياسي ،لأقول أن هذا الفكر فقط هو الوحيد الذي يستطيع أن يؤسس خلافة أو حتى دويلة لها كيان يتجاوز إطار الحركة والجماعة، وماعدا ذلك هو تشكلات تاريخية وجغرافية تقوم بها عصابات الإسلام السياسي كداعش والقاعدة وحزب الله وستسقط عندما تصطدم بسقف الدولة التي من أسسها المواطنة التي تقوم برعاية كل فئات الشعب ليكون الدين للفرد والوطن للجميع !!!
عمري الرحيل
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :