سل عن قديم هواي هذا الوادي
هل كان يخفق فيه غير فؤادي
عهد الطفولة في الهوى كم ليلة
مرت لنا ذهبية الأبراد
إذ نحن أهون أن نحرك ساكناً
في حاسد أو غلة في صاد
تتضاحك الزهر النجوم لأدمعي
في جيدها، فإخالها حسادي
وأكاد أمتشق الغصون تشفياً
لتهامس الأوراق في الأعواد
غران تمرح في الهوى وفتونه
وعلى خدود الورد والأجياد
ونحس بالِبين المشت فلا نرى
غير العناق على النوى من زاد
نتخاطف القبل الصباح كصبية
يتخاطفون هدية الأعياد
متواثبين كطائرين تشابكا
وتضارب المنقاد بالمنقاد
***
أنا مذ أتيت النهر آخر ليلة
كانت لنا ، ذكرته إنشادي
وسألته عن ضفتيه : ألم يزل
لي فيهما أرجوحتي ووسادي ..
فبكى لي النهر الحنون توجعاً
لما رأى هذا الشحوب البادي
ورأى مكان الفاحمات بمفرقي
تلك البقية من جذى ورماد
***
تلك العشية ما تزاول خاطري
في سفح دمر والضفاف هوادي
شفافة اللمحات نيرة الرؤى
ريا الهوى أزلية الميلاد
أبداً يطوف خيالها بنواظري
فأحله بين الكرى وسهادي
وأهم أرشف مقلتيه وثغره
فيغوص في أفق من الأبعاد
إيه خيال المانعي طيب الكرى
أيتاح لي رجعى مع الوراد
لي في قرار الكأس بعد بقية
سمحت بها الآلام للعواد
حنت لها خضر الدواني رقة
وبكى لها جفن النسيم النادي
هي كنه إحساسي وروح قصائدي
ومطاف أحلامي وركن ودادي
للشعر منطلق الجوانح هائماً
بين السواقي الخضر والأوراد
متخيراً منهن ما ابتكر الضحى
من لؤلؤ غب السحاب الغادي
أندى على جفن يساوره الأسى
وأخف من مرح الهزار الشادي
بردى هل الخلد الذي وعدوا به
إلاك بين شوادن وشوادي
قالوا : تحب الشآم ؟ قلت : جوانحي
مقصوصة فيها وقلت فؤادي ..