إعداد أديب الأديب 30\11\2016 © مفكر حر
عثرت على هذا الفيديو بالصدفة (شاهده اسفلا) على اليوتيوب, وهو عبارة عن تحقيق صحفي ميداني لهيئة الاذاعة البريطانية ال” بي بي سي” عام 1957, في دمشق, حيث كانت ايام الوحدة بين سوريا ومصر تحت قيادة زعيم القومية العرية “جمال عبدالناصر” وكان هناك لقاء مع بعض البروجوازية السورية, ولقاء اخر مع رئيس الوزراء صبري العسلي ورئيس الأركان عفيف البزري انذاك, وقد استمتعت بمشاهدته واحببت ان اشارك السادة القراء به واليكم بعض ما قرأت بين سطوره:
اولا : ان مع عبد الناصر وتبعيته للأتحاد السوفييتي فتح ابواب سوريا للمخابرات الروسية ال”كي جي بي” منذ ذلك الحين, وقد كانت تتهم سوريا من المجتمع الدولي بأنها بلد شيوعي, وان كل سكانها من الشيوعيين بالرغم من انه كان فيها عضو واحد بالبرلمان من الحزب الشيوعي وهو خالد بكداش فقط لاغير.. اي ان تغلغل المخابرات الروسية جعل الشعب السوري منذ ذلك الحين ينحاز للمعسكر الشيوعي.. وهنا بالواقع بدأت مشاكل الشعب السوري مع العالم الغربي الحر… وهذا بالطبع مهد لان تتمكن المخابرات الروسية من ايصال عميلها الضابط في الكي جي بي حافظ الاسد الى سدة الحكم في سوريا لتحكمنا الكي جي بي من خلف الستارة منذ عام 1970 وحتى الان كامل فترة حكم عائلة الاسد لسوريا.
ثانياً: الشعب السوري منذ ذلك الحين كانت مضروبة فيوزاته بحب القومية العربية ونبيها جمال عبد الناصر وكان هناك مظاهرات تعم دمشق تأليها له .. وهذا يدل على سبب الهوان الذي وصلنا له الآن, حيث انه لم يبدأ من فراغ, وانما له جذور عميقة حتى من قبل وصول عائلة الاسد للسلطة, فحتما مثل هذا الشعب المخدوع سيسمح لمثل عائلة الأسد ان تصل للسلطة وتحكمنا 46 عاماً.. الدليل الثاني على ان الشعب السوري كانت مضروبة فيوزاته هو تنفيذ عمليات تدريب على قتال شوارع في دمشق من قبل معتوهين قوميين انخدعوا بالدعاية المخابراتية للكي جي بي التي عملت على اخافتهم من هجوم اسرائيلي وشيك على دمشق .. حتى ان البرجوازيين كانوا ايضاً مخدوعين وكانوا يقولون لا نريد ان نعمل ونستثمر باي مشاريع لتطوير البلد, لان اسرائيل ستحتل دمشق والدفاع عن المدينة له الاولية!! ومنذ ذلك الحين اصبح التخويف من اسرائيل سبابة كل من حكموا سوريا وخاصة عائلة الاسد.. اذا من الواضح انها كانت دعاية مخابراتية للكي جي بي الروسية.
اي مانريد ان نقوله بأن بذور المآسي التي تحصل الأن بسوريا من قتل وتدمير وتهجير تم غرسها منذ ايام المستبد القومي جمال عبدالناصر وحكمه لسوريا, وتبعته على نفس النهج عائلة الاسد.. ولاشئ يأتي من الفراغ.