– لا يوجد طفل ملحد.لكننا إن أهملناه نصنع منه ملحداً كبيراً ثم نشتكيه.الطفل يجهل أموراً كثيرة لكن جهله لا يجعله ملحداً إنما إن تركناه لجهله يصبح ملحداً عنيداً.جهل الطفولة يختلف عن جهل الكبار فالطفل الجاهل يستقبل الإجابات و يقبل الإيمان بسهولة لأنه لا يحمل في داخله مقاومة أو قوة مضادة للإيمان.الطفل لا عقيدة له إلا ما يقدمه له المجتمع.بينما الكبير الجاهل الذى قال فى نفسه ليس إله أى صار ملحداً رسخت فيه عقيدة مضادة تحجب عنه قبول الإيمان و تصد محاولات تقديم المسيح له إلهاً و مخلصاً. أول طريق لمقاومة الإلحاد هو الإهتمام الروحى بأطفالنا.و لنشكر الله أن الملحد لا زال في بيتنا لم يغادره بعد.
– الإلحاد ليس فكراً جديداً بل هو حرب شيطانية روحية قديمة. فالإلحاد عقيدة ضد عقيدة الإيمان.الملحد مع أنه ينكر وجود الله لكنه يصنع من نفسه إلهاً لنفسه فوجود الله عنده هو وجود ذاته التى لا ترض بديلاً عنها.فيما هو ينكر وجود الله يكذب لأنه يقول أنا الله.
– الإلحاد يكثر حيث تكثر العثرات.لذلك ويل لمن يصنعون الملحدين.لا تقدموا للصغار أنفسكم أو غيركم أوخدام المسيح بكل رتبهم أو حتى القديسين كمن لا يخطئون.الكل أخطأ و أعوزه مجد الله. تقديم نماذج من البشر كآلهة لا تخطئ أحد وسائل ترويج الإلحاد.لأن الملحد صدق ذات يوم ما أنهم لا يخطئون ثم وجدهم يخطئون فسقط الإله من نظره. لهذا أفضل طريقة أن نقدم للأطفال نماذج الذين يخطئون و يتوبون لأنه لا يوجد من لا يخطئ.لأن حياة القداسة ليست عصمة من الخطية بل حصناً من الخطية.
– إزرع كل يوم بذور الحب و السلام و الإيمان و إتركها تنمو فى الجيل الجديد. فالمسيح لما أراد أن يرد بطرس حين أنكره سأله أولاً أتحبني؟ فالمحبة تصنع الإيمان.لا تخجل من تقديم مسيحك للملحد لكن من خلال أعمال محبة حقيقية فهذه ستنتشله من حيرته مع نفسه.إن سألك الملحد ماذا صنعت بإيمانك بالمسيح فقل له المسيح صنع بى إنساناً يحبك و يقبلك كما أنت و جعلنى أنعم بالغفران و أحب المحبة و أشتاق للحياةالأبدية معه.قلها لا تخش أحداً.أترك كلمات الإيمان قدامه و إمض فالكلمة لا ترجع فارغة لأنه ليس كل ملحد غاضب من وجود الله بل قد يكون جاهل بوجوده.أو غاضب منه أو لم ير دليلاً على وجوده في حياة الناس حوله أو حياته.
– ليس بيننا و بين الملحدين حرباً بل حواراً متشبع بالحب.فهم ليسوا هراطقة و لا منبوذون بل هم أشخاص غلبتهم الذات و خضعوا للفكر البشرى تاركين عمل الروح و صبغة الإيمان.لنبتعد عن محاربتهم و لنقترب إلى محبتهم فالمحبة تغلب.
– لا يقدم الكلمة من لا يعيشها و يعرف أسرارها.فلا تظن أن ترديد الآيات يقنع الملحدين بل التعمق في كلمة الله تجعلك أنت ذاتك جزء من هذه الكلمة الحية الفعالة التي تخترق مفارق النفس و الجسد و الروح.ستصادفك أسئلة من نوع لماذا يموت من أحبهم؟لماذا يولد أطفالاً مشوهة؟ لماذا لا يوجد سلام فى الأرض؟ لماذا و لماذا و لماذا و تقولون أن الله عادل.فإسأل نفسك نفس الأسئلة و إستعد لكي ما يعطيك الروح رداً مناسباً للملحد لأنه ليس كل الملحدين يحتاجون نفس الرد بل لكل واحد سببه الخاص في إلحاده.
– لا تقف عملاقاً قدام أسئلة الملحد بل قف متضعاً.صل قبل أن تجيبه و قل لا أعرف إجابة هذا السؤال إذا لم تكن تعرف إجابة عميقة قل أنك سوف تبحث و تسأل و تعود إليه.فالملحد دائماً إنسان ذو فكر و صاحب رأى و ذكى .هو فقط جاهل روحياً.فإحترم ذكاءه و جاوب فقط ما تعرفه و إبحث معه عن المزيد مع تقديم محبة و قبول لشخصه فلا تبدو قدامه كأنك تقلل من شأنه بل إحترمه جداً و إحترم عقله و لا تسخر من كلماته مهما بدت لك غبية.معرفتك بتاريخ الكنيسة و الفلسفات المعادية عند نشئتها و ثبات إيمان شهداءها أحد الشواهد القوية للإيمان الصحيح قدام من ينكر الله.قل له ربما لا أستطيع أن أثبت لك وجود الله لكنني أستطيع أن أثبت لك أن الله الموجود فى حياتى و إيمانى يقدمك لى كإنسان ذو قيمة عظيمة عنده لهذا أنا اسعد بلقاءى معك و أسمعك.
– إلهنا كما هو إله الخلاص و إله السموات و إله المعجزات كذلك هو أيضاً إله المنطق و إله العلم و إله الحكمة و المعرفة.فخذ من العلم و المنطق و الحكمة لأن هذا ليس ضد الإيمان .ملح هذا العلم بالمسيح و عمد هذا المنطق بالروح. و تمنطق بالحكمة الإلهية.فالملمحد يحب الحديث المنطقي و قد يلجأ للعلم لإثبات إلحاده فتسلح أيضاً بالعلم الذى يرد على العلم الآخر الذى ينكر الله.ضع حداً فاصلاً بين أقوال العلماء في علومهم التي هي مرجع علمى و أقوالهم الأخرى في معتقداتهم الشخصية التي ليست مرجعاً لشيء.
– الصلاة من أجل الملحدين هى الحل الأمثل لأن تغيير القلوب و الأذهان عمل إلهى.الصلاة هى حديث غير مباشر يصل إلى قلب الله و منه إلى قلب الملحد فيتأثر أكثر من كل كلمات العالم.و لو كان الأمر بيدي لوضعت صلاة من أجل الملحدين في القداس الإلهى.لكن صلوا لأجل الملحدين فصلواتكم مقبولة و تضرعاتكم تفرد شبكة الخلاص لتصطاد النفوس الحائرة.
– لا تخلط بين الحديث مع الملحد و الحديث عن الملحد .الأول هو حديث مع من ينكر الله و الثاني هو حديث مع المؤمنين بالله.فلا تعظ عن الإلحاد قدام المؤمنين ساخراً من أفكار الملحدين و معتقداتهم لأن هذا أسوأ ما يمكن أن تفعله بل عظهم كيف نقدم محبة للملحدين عالماً أنهم يختلفون جداً عما تعرفه.كل ملحد له عالمه الخاص و أسبابه الخاصة التي لن تعرفها إلا بالحديث المباشر بقلب و عقل منفتحين.الصداقة بين الخدام و الملحدين بداية طريق المحبة و الإيمان خصوصاً و أن معظم الملحدين من الشباب.من المهم أن لا نقدم الملحدين للمجتمع كخصوم لأنهم بالفعل ليسوا خصوماً بل ضحايا تربوية و روحية و فكرية لأخطاء الآخرين.
-أيها القدوس راعى النفوس عند قدميك نحنى هاماتنا خاشعين كى ترحم و تشفق علينا و على كل نفس تعامت عنك.كل أولادك بأسئلتهم الحائرة عن العدل و السلام و السماء تعال إليهم أيها الوديع المتضع و تصادق مع أرواحهم و إجتذبهم بمحبتك فأنت وحدك القادر على خلاص الجميع.نؤمن بك مخلصاً للملحدين قبل المؤمنين.مهتماً بالناكرين كما أنت مهتم بالمنجذبين إليك.لك نحن بحلونا و مُرنا.جدد أذهاننا ليتجدد الكيان كله.أغمس أفكارنا فى دمك المحيى لنؤمن من القلب أن الخلاص منحة منك للبعيدين و القريبين.