فوك الحمه خيارة

najaffdonationsيتردد هذا المثل كثيرا بين الاوساط الشعبية العراقية ولكن القلة تعرف تماما ان الخيار مظلوم فالقطعة الواحدة تحوي على فيتامين 1.2.3 اضافة الى كونها العلاج السحري لازالة الصدأ من الابواب والشبابيك وخير دواء لازالة اوجاع الرأس والتوتر حين تضع قطع منها على العينين.
مثل أخر يتردد كثيرا ايضا والمتمثل ب”الحمه تأتي من الرجلين” ما دروا ان الرأس هو السبب لآنه بايجاز القائد العام للانسان.
دعونا من هذه الثرثرة فالعراق يخسر سنويا مبلغا قد يصل الى 20 مليار دولار من عوائد الضرائب، بفعل الفساد باستيفاء الرسوم الكمركية في المنافذ الحدودية والتهرب الضريبي.
ودعونا حتى لانضيع في التنظير نتمعن قليلا في مصطلحين, الرسوم الكمركية والتهربالضريبي.
لانريد ان نبدي سوء النية في كيفية عدم وصول الرسوم الكمركية الى وزارة المالية ولكن الامر سهل حين يجد احدنا ان هذه الرسوم هي مال سائب وتدرعو الى السرقة,ووحده الله والراسخون في العلم يعرفون الى اي جيب من الجيوب تذهب خصوصا اذا كان المسؤول عن تدقيقها من رتبة مدير عام فما فوق.
اما كارثة الكوارث فهي في التهرب الضرائبي,ولانقصد هنا اولئك الذين اشتروا العقارات في لندن وضواحيها او امريكا وولاياتها ممن طفحت رائحتهم بعد ان اصدر القضاء هناك امر القاء القبض عليهم اذا امتنعوا عن تسديد ما بذمتهم .
الذي نقصده اولئك الناس الذين يعيشون في المنطقة الخضراء وضواحيها,اولئك مازالوا يعتقدون ان الذي يدفع الضريبة هو العراقي الذي يسكن في العشوائيات او الذي يطلق عليه “كاسب كار”.
الآميرة كريستينا دي بوربون هي شقيقة الملك الاسباني والتي وجهت اليها تهمة التهرب الضريبي بعد ان تم الكشف عن التلاعبات المالية التي قام بها زوجها اناكي انجارين والذي وجهت اليه تهمة اختلاس الملايين من الاموال العامة من خلال مؤسسته “نوس فاونديشن”.
الفرق بيننا وبينهم ,ان القضاء هناك مستقل ولا يفرق بين شقيقة الملك وراعي الماشية’
تصوروا ماذا سيحدث لو ابن رئيس الجمهورية او شقيق رئيس الوزراء ضبط بالدليل القاطع بانه مختلس.
سيقال ان كل ذلك هو الظلم بعينه وتقف وراءه اجندات خارجية او الامبريالية الامريكية او بعض دول الجوار, وليس غريبا ان يقال ان الاعلاميين الداعشيين يقفون وراء هذه الحملة.
يطلق على بعض اللصوص بانهم نبلاء يساعدون الفقير امثال الشخصية الشهيرة زورو الذي كان يسرق من الاغنياء ليساعد الفقراء ولكن لم تشر هذه القصص الى انه كان يدفع الضريبة والا لآكتشف امره واودع السجن وهذا هو حال جماعتنا في المنطقة الخضراء الذين اذا دفعوا الضريبة سيقال انهم لصوص والعياذ بالله ان يقعوا في مثل هذا الفخ.
تخيلوا 20 مليار دولار والتي تعادل موازنة ارتيريا والصومال وسومطرة تسرق سنويا من الخزينة العراقية عيني عينك.
اما قلت لكم ان الحمة تأتي من الرجلين او الرأس لايهم او فوك الحمه خيارة لكن الفرق الوحيد هو ان قطعة الخيار هذه لم يذقها الا كبار القوم في جلساتهم “الجاجيكية”.
جين يريد البعض من اصحاب الخيار ان تظهر هذه المعلومات على الملآ فانهم يدركون ان العقاب بعيدا عنه لآنه يلطم يوميا على هذا المال السائب بل ويضرب على الرأس والعينين لآن العشرين مليار لم تقترب منه بل وصلت الى جيوب البعض ذوو المسؤولية المحدودة ليمتد والذين اقدموا على ذلك بعد ان وجدوا ان الخزينة فارغة وعليهم البجث عن مصدر رزق جديد.
من اشرف؟ هم ام عواهر ساحة الميدان ايام زمان.
لا اريد ان اكمل بل سأزور العباس في الخميس المقبل و”اجتف” امامه واطلب مرادي عسى ولعل.
ومرادي هو الا يفرض مجلس الوزراء رسوم جديدة على اولاد الخايبة تحت شعار “ابوي مايكدر الا على امي”.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.