من بين عشرات سيارات المصطافين العائدة من منتجع الشاطئ الأزرق عند مغيب احد ايام صيف اللاذقية ١٩٩٦، سيارة جيب
سودا دفع رباعي عم تشق الطريق بين الناس و تاخود دوّار الأزهري باتجاه مشفى الدكتور عاطف السويد..
من الشام و حلب و حمص اجو المصطافين، و ما كانو شايفين من هالمدينة الهادية الا بحر للتصييف و جبل للتكييف، اما النسخة الحقيقية عن هالمدينة و ما يحدث فيها و متمثلة بعيّنة موجودة داخل هالسيارة السودا فما كانوا بيعرفرها او سمعانين عنها ابداً..
اهل اللادقية بيعرفو تماماً هالسيارة لمين، و أكاد اجزم انو ما في حدا من هالمدينة الا و عندو تجربة سودا مع صاحب هالسيارة..
على رصيف مشفى الدكتور سويد بتوقف، و بينزل من السيارة تلات خنازير دفع رباعي ، بيفتحوا شنطة السيارة من ورا و بيشيلو منها صبية عشرينية عارية و بيرموها على رصيف المشفى قدّام الموظفين..
بينزل الشباك و بيطلع صوت الدكتور فواز الاسد قائد السيارة و هوّة عم يوجّه موظفي المشفى:
– اقتلو اللي ببطنها لهالشرموطة ، و اقتلوها إلها كمان اذا بدكن..
صبية عارية من الطائفة العلوية ( ر غ ) حاملة طفل ببطنها في شهورها الاولى مرميّة على رصيف المشفى، في حي اغلب سكانو من الطائفة نفسها ، قدّام مشفى ضل موظفينها دقايق طويلة قبل ما تجيهون الجرأة و يركضوا لمساعدتها..
المتفرجين صاروا بالمئات ، و المهللين لدخان سيارة الدكتور صارو بالعشرات و اتحولّت المنطقة الى ساحة من القيل و القال و بناء سيناريوهات اللي صار..
اجتمعوا دكاترة المشفى كلهون لياخدو القرار الصعب ، ما كان خوفهون في حال إجهاض البنت من رب العالمين ، كان خوفهون ممن يعتبر نفسو رب اللادقية اذا عملو شي ما عجبو..
و كان القرار انو يتم التحفّظ على البنت داخل المشفى لبين ما تجيهون أوامر واضحة و صريحة من فواز الاسد نفسو..
الكل كان مستعد ينتظر فواز شو بدّو و شو بيأمر، و فواز نفسو ما كتير كان مستعجل لياخود هيك قرار، الا البنت نفسها فكانت بتعرف تماماً مصيرها ان أجهضت او لا..
هربت من المشفى و طلعت قدّام المتفرجين من أهالي الحي و اختفت..
باليوم التاني شوهدت جثة هالصبية مرميّة بأحد بساتين الدعتور بسنادا مصفّي دمها من جرح سكين عميق برقبتها في مدينة تحتاج لعشرات السنين و لجيلين قادمين ليمحوا أثر هالندب اللي وجهها..