فلم وثائقي يكشف: جرائم حرب إسرائيلية في حرب 1967

الناطق باسم الجيش الاسرائيلي يحتفل بالكشري التي اعدتها مجندة مصرية

الناطق باسم الجيش الاسرائيلي يحتفل بالكشري التي اعدتها مجندة مصرية

بعد 48 سنة من حرب 1967 يكشف عن ارتكاب جرائم حرب ضد جنود مصريين ومواطنين، قتلوا بدم بارد. هذا ما يكشفه ملف “حديث مقاتلين” الذي لقي نجاحا كبيرا وأثار أيضا زوبعة نقدية حادة جدا.
المخرجة الإسرائيلية مور لوشي تقدم في فلمها الوثائقي الجديد “حديث المقاتلين: الملفات المخفية” شهادات لجنود عن كيفية قتل أبرياء من جنود أسرى ومواطنين. الفلم يشمل شهادات تربط بين تصرفات جيش الدفاع الإسرائيلي والكارثة. الأهم ان الفلم يعرض ملفات- شهادات للجنود، بعضها لم يعبر على الرقابة ، عن حرب العام 1967. المخرجة أعلنت انها لن ترتعب من العاصفة المتوقعة.
السؤال: هل انقضاء الوقت ينقذ مجرمي الحرب من المساءلة القانونية في محاكم جرائم الحرب الدولية؟
يجري عرض الفلم هذه الأيام في مهرجان سينمائي في تل أبيب. يستند الفلم لشهادات مسجلة بالصوت لجنود إسرائيليون شاركوا بالقتال، وهم من سكان البلدات والكيبوتسات (قرى تعاونية إسرائيلية) يكشفون فيها عن جرائم اقترفوها خلال حرب ١٩٦٧.
أشارت مخرجة الفلم ان الكثير من التسجيلات شطبت أو جرى تلطيفها لعدم إحراج اسرائيل وكشف عمق الجرائم التي ارتكبت في تلك الحرب.
ورغم الشطب والتلطيف، هناك تسجيلات لم تمر على الرقابة، حتى التسجيلات المراقبة الملطفة تعكس صورة بشعة جدا لما ارتكبه الجيش الإسرائيلي في حرب 1967 في سيناء المصرية والمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية.
جرى عرض الفلم في مهرجانين دوليين، الأول مهرجان “بانوراما” في برلين والثاني مهرجان “ساندنس” في الولايات المتحدة الأمريكية.
احد الجنود يعترف انه اصيب ببلادة الإحساس خلال الحرب لأنه أدرك ان واجبه تنفيذ الأوامر ولم يميز بين المدنيين وبين الجنود، إذ أطلقت النار حتى على مواطنين متواجدين على سطوح منازلهم. يكشف جندي آخر انه شارك مع زملائه بجمع الشباب في المدن الفلسطينية وأمروهم بالاصطفاف ثم أطلقوا الرصاص عليهم، أي “احصدوهم” حسب التعبير الذي استعمله المجرمون قتلة أل 50 مواطن من أبناء كفر قاسم (داخل الخط الأخضر – أي مواطنين رسميا في دولة إسرائيل)عام 1956.
طبعا جرت عمليات تعرية وإجبار الجنود على قلع الأحذية ، تصوروا إنسان (أو جندي) بلا حذاء في رمال حرارتها تبلغ الأربعين درجة مئوية على الأقل،كذلك أجبروهم على خلع ملابسهم كنوع من الاهانة، وربما كنوع من القتل بدرجة حرارة مرتفعة جدا.
بعض الجنود تحدثوا عن شعورهم بالخجل والدناءة لما قاموا به. لكن لم تكن هذه هي الصورة لما ارتكبه جنود الجيش من أعمال لا يمكن تصنيفها ضمن أي مفهوم أخلاقي يدعيه “الجيش الأكثر أخلاقية” كما تصفه إسرائيل!!.
قتل الأسرى المصريين ليس جديدا، واتهم قادة عسكريين تبوءوا مراكز سياسية هامة في الدولة بارتكاب جرائم حرب أو بإصدار أوامر بارتكابها، لكن الإعلام الإسرائيلي استطاع إقفال الموضوع أما الإعلام العربي فلم يكن مسوهوا ، والمقل ، الم تجمع شهادات الجنود المصريين وشهادات من المدنيين عم حدث من جرائم؟
ها هي مخرجة إسرائيلية لم تخن ضميرها الإنساني، تكشف حقائق مذهلة في أبعادها ومضمونها، ولا يمكن ان ننسى المؤرخ الإسرائيلي ايلان بابه الذي فضح التطهير العرقي في فلسطين على يد الحركة الصهيونية وقادة إسرائيل السياسيين.. بل وطالب بمحكتمهم!!

nabiloudeh@gmail.com

About نبيل عودة

نبذة عن سيرة الكاتب نبيل عودة نبيل عودة - ولدت في مدينة الناصرة (فلسطين 48) عام 1947. درست سنتين هندسة ميكانيكيات ، ثم انتقلت لدرسة الفلسفة والعلوم السياسية في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو . أكتب وأنشر القصص منذ عام1962. عانيت من حرماني من الحصول على عمل وظيفي في التعليم مثلا، في فترة سيطرة الحكم العسكري الاسرائيلي على المجتمع العربي في اسرائيل. اضطررت للعمل في مهنة الحدادة ( الصناعات المعدنية الثقيلة) 35 سنة ، منها 30 سنة كمدير عمل ومديرا للإنتاج...وواصلت الكتابة الأدبية والفكرية، ثم النقد الأدبي والمقالة السياسية. تركت عملي اثر إصابة عمل مطلع العام 2000 ..حيث عملت نائبا لرئيس تحرير صحيفة " الاهالي "مع الشاعر، المفكر والاعلامي البارز سالم جبران (من شعراء المقاومة). وكانت تجربة صحفية مثيرة وثرية بكل المقاييس ، بالنسبة لي كانت جامعتي الاعلامية الهامة التي اثرتني فكريا وثقافيا واعلاميا واثرت لغتي الصحفية وقدراتي التعبيرية واللغوية . شاركت سالم جبران باصدار وتحرير مجلة "المستقبل" الثقافية الفكرية، منذ تشرين اول 2010 استلمت رئاسة تحرير جريدة " المساء" اليومية، أحرر الآن صحيفة يومية "عرب بوست". منشوراتي : 1- نهاية الزمن العاقر (قصص عن انتفاضة الحجارة) 1988 2-يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها ( بانوراما قصصية فلسطينية ) 1990 3-حازم يعود هذا المساء - حكاية سيزيف الفلسطيني (رواية) 1994 4 – المستحيل ( رواية ) 1995 5- الملح الفاسد ( مسرحية )2001 6 – بين نقد الفكر وفكر النقد ( نقد ادبي وفكري ) 2001 7 – امرأة بالطرف الآخر ( رواية ) 2001 8- الانطلاقة ( نقد ادبي ومراجعات ثقافية )2002 9 – الشيطان الذي في نفسي ( يشمل ثلاث مجموعات قصصية ) 2002 10- نبيل عودة يروي قصص الديوك (دار انهار) كتاب الكتروني في الانترنت 11- انتفاضة – مجموعة قصص – (اتحاد كتاب الانترنت المغاربية) كتاب الكتروني في الانترنت ومئات كثيرة من الأعمال القصصية والمقالات والنقد التي لم تجمع بكتب بعد ، لأسباب تتعلق اساسا بغياب دار للنشر، تأخذ على عاتقها الطباعة والتوزيع.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.