“شغلتين ما حدا بيسمع فيهون بالدنيا، موت الفقير و رذالة الغني ..”
الله يرحم اهل الأمثال ، ما تركولنا شي ما حكيو فيه.. حضرت من سنة حلقة للصديق موسى العمر كان عم يحكي فيها عن حفلة الدجل اللي صارت من قليلي الذمّة و الضمير و عديمي الأخلاق و اللي شاركوا بحملة ” أنقذوا كسب” تحت رعاية قفا الرفيقة المناضلة كارداشيان..
و كيف مارسوا كل انواع النفاق ، و زرفوا كل دموع التماسيح على مجزرة مروعة حدثت فقط في مخيلتهون، و ان كانوا بيتمنّوا و بيدفعوا عمرهون لو انّو كتائب الثوار دخلت كسب عنجد و دبحت إخواننا الأرمن عالهوية..
ردة فعل الاعلام الغربي ، و حالة الهيجان في أروقة الامم المتحدة ، و انشغال قادة العالم الحر بتفنيد اللي صار و تحليلو، و التنديد فيه، و حالات الاقياء بمكاتب اصحاب القرار من الصور المقززة اللي اتخيّلوها و اللي بتظهر مجزرة مروّعة من دون صور للجثث، و لا اسماء للمذبوحين، و لا فيديوهات بيظهر فيها أبو دقن وهوّة عم يسلخ جلود و ياكول أكباد و يمصمص عضام بعد نهشها..
ما بدي احكي عن ملايين الصور اللي انتشرت عن مجزرة البيضا ، و لا بدي عرّج على مئات آلاف الصور اللي وصلت من مجازر الحولة و الصنمين و غيرها، و بدي اتجاوز عشرات آلاف صور الأطفال اللي ماتوا خنقاً بكيماوي الاسد ، بس بدي احكي عن اللي صار في الزبداني و بقين، و عن المجازر البرميلية اللي ارتكبها النظام مباشرةً بعد سنة من المجزرة الافتراضية بحق الأرمن في كسب ، و عن عشرات آلاف الصور و الفيديوهات اللي بتوثّق كل برميل و ضحاياه، مع الاسم الثلاثي لكل شهيد سقط من بداية هالمجزرة لتاريخ اليوم..
ما لاقت حملة ” أنقذوا الزبداني ” اي اهتمام إعلامي دولي، و ما سمعنا صوت الروسي عم يطالب مجلس الأمن بالانعقاد الفوري، و لا قرينا اي تغريدة لخدام و كيلو و حميرة و من شابههم بالنفاق و الحس الطائفي العالي، و لا قرينا تغريدات لأي رمز ديني ، و لا شفنا أي فنانة ربطت خصرها و هزّت اردافها حزناً..
العالم الحر و اعلامو الموجّه بيتعاطى بمنطق مادي مع الأقليات في منطقتنا على أساس انهون قطع نادرة من الألماس او الحجارة الكريمة، او كنوع من الطيور الشرق أوسطية المهددة بالانقراض و المطلوب الحفاظ عليها، أما يا شحّارنا نحنا جماعة الاكترية مطروشين طرش على عربات الخضرة و عالارصفة و بكل السوبرماركات و الجمعيات التعاونية و بمحطات البنزين ، و علينا عروض كمان، و البيّاع فوقنا عم ينادي :
“عالسكين يا بطيخ..” و ما في مين يشتري..
فلا بقا تسألو من وين بيجي الارهاب..