أكتب في إيلاف فقط لإيماني بأن إيلاف ليست كأي صحيفة أخرى تسعى وراء العناوين المثيرة.. بل تتوخى عرض الحقيقة بكل موضوعية لتعطي للقراء مساحة من حرية التفكير لموازنة الأمور بأنفسهم.. في إعتقادي أنها بالفعل تسعى إلى تنوير القراء أكثر من مجرد سرد الخبر.. لهذا ’صدمت بخبر إيلاف تحت العنوان التالي:
” الهجوم على الإسلاميين في نيروبي ينتهي قريبًا” وهو عنوان يعطي فكرة خاطئه عن الحدث بما يبدو وكأن الإسلاميون يتعرضون للهجوم.. وبرغم الأخبار المفصلة في بقية العنوان إلا أن بعض القرّاء قد تركبهم حمية التعاطف تحت مقولة ” أنصر أخاك ظالما او مظلوما ” فقط لأنهم مسلمون!!
التعاطف مع الإرهابيين سيتغلّب على المنطق والعقل فقط لأننا نريد محاربة إسرائيل وهؤلاء المقاتلين يحاربون الآن ضد قوات إسرائيلية وكينية.. كلاهما كافر وكلاهما عدو كما ’زرع في ذهن كل مقاتل إسلامي..
ما يزيد من غضبي.. مرة أخرى إقتناص إسرائيل لفرصة الترويج لنفسها بانها تحارب الإرهاب.. والذي فشل فقهاء الدين جمعهم بإدانته.. وبإصدار فتوى تجرّم كل من يشترك في مثل هذا العمل.. بينما يتسابقون للقول ” من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا “”
لماذا لم تهب أي دولة عربية وبعد إدانتها للفعل الشيطاني بالمشاركة الفعلية حتى ولو بعدد قليل من الخبراء أو ممن يساهموا بالتاكيد بأنهم ضد مثل هذا الفعل الإرهابي.. كثيرون هم من يقولوا لي بأن السعودية هي من زرع هذا الفكر المتشدد في ذهنية المسلم البسيط.. ولكني أرفض قبول هذه التهمه.. لأنني أؤمن بأن مثل هذا الفكر خطر على السعودية وعلى المنطقة العربية كلها.. و’يكرّه الإسلام من كل العالم.. وباتأكيد فإن السعودية أحرص على الإسلام من ذلك؟؟؟؟
,ذهلت بالأمس حين سألني أحد الأصدقاء ما إسم أم النبي محمد.. وحين سألته عن سبب سؤاله.. أجابني بانه يجهز نفسه يوما ما لموقف مماثل حتى في وسط لندن.. خاصة ومع أنباء تؤكد وجود عناصر من دول مختلفة إشتركت في الهجوم على المول..
أصابتني غصة في قلبي وفي عقلي.. كيف يعتقد مثل هؤلاء الإرهابيون أنهم يروّجون وربما لحقوق ’حرموا منها في الصومال. بأنهم سينالون أي شكل من أشكال التعاطف الدولي لحقوقهم وهو يستعملون الإرهاب لبشر خرجوا فقط للتسلية أو لشراء حاجاتهم.. ثم فقدوا أعزاء من أقاربهم أو أطفال لهم…بدون أي ذنب…
كيف يعتقد من يقتل طفلا عامدا متعمدا بأن مثواه الجنة.. أم أن إنتظار الحوريات أعماه عن أي احاسيس إنسانية؟؟؟
ما زاد الطين بله.. ترافق هذا الخبر مع خبر قتل المصلّين المسيحيين في بيشاور بعد خروجهم من الصلاة في الكنيسة.. وقتل ما يزيد عن 70 إنسان لا ذنب لهم سوى إعتقادهم بديانة مختلفه.. بينما تتضارب آراء فقهاء الدين ” إن الدين عند الله الإسلام “” وتحايلا بالإعتراف بها كديانة!!!
ما يخيفني الآن وبعد إستمرار العملية لمدة يومين وقتل ما يزيد عن سبعون إنسانا.. بما يؤكد إصرار هؤلاء الإرهابيون على الشهادة.. خاصة ومع تيّقنهم بأن لا مجال للفرار.. وبعد أن إمتلأ المبنى بقوات من الشرطة الكينية والإسرائيلية.. تفجير المبنى بكامله على رأس الجميع. برسالة تؤكد ذهنيتهم التي تفتقد لكل الإنسانية لتقول للعالم عليّ وعى أعدائي!!!!
منظمة بصيرة للحقوق الإنسنية