طلال عبدالله الخوري 5\8\2014 مفكر دوت اورج
في هذه المقالة سنبين متى تهاجم أو تستأصل الانظمة العربية ومخابراتها الجماعات الاسلامية ومتى تهادنها ومتى وكيف ولماذا تبنيها اصلاً وتصرف عليها الميزانيات الطائلة؟
الحاكم العربي لا يسمح لاي كان ان يلعب في ملعبه الداخلي دينياً, لانها لعبته المحتكرة ودعامة حكمه, ولكن انشاء جماعات اسلامية متشددة يتحكم بها هو نفسه من اجل مصلحته وتخويف الداخل والخارج من بديله فهذه ثاني اهم لعبة له في تثبيت حكمه بعد لعبة احتكار الاسلام.
ولتبيان اهمية اللعبة الدينية, فان عائلة الاسد الاجرامية والتي هي من اصل علوي و تتدعي العلمانية عرفت كيف تلعبها وسال لها لعابها لفوائدها الجمة التي تعود على الانظمة العربية, فحرصت على أظهار حكمها على انه على “صحيح الإسلام ” بشهادة كل ائمة المساجد السورية و”الأزهر” و”الحرمين “و”القرضاوي “و”الاخوان المسلمين”, لدرجة انهم كانوا يروا المقبور حافظ الأسد وأبنه باسل الى جانب الرسول بالجنة, الى جانب المبالغة ببناء المدارس الدينية على حساب إفساد الجامعات العلمية لابقاء الشعب جاهلاً وفقيراً, ولاتمام عملية احتكار الاسلام قامت بتأميم جميع التعليم الشرعي الخاص وصادرت أملاكه وأرصدته, ومنها مجمع الشيخ أحمد كفتاروا (أضخم مؤسسة خاصة للتعليم الشرعي اذا يؤمه حوالي 56 جنسية عالمية وفيه 4 كليات ويمتلك اكبر الميزانيات المالية للمعاهد الشرعية الخاصة عن طريق جمعية الأنصار), ومعهد الزهراء (الأمينية) المتواجد عند باب صغير وفي المزة سابقا في جامع الزهراء, ومعهد الحصري في مدينة معرة النعمان, هذا بالإضافة الى الحوزات الشيعية مثل مدارس الشويفات, وقد أنشأت المخابرات السورية شخصية ابو القعقاع, وجماعة القبيسيات النسائية, وجند الاسلام في مخيم نهر البارد بلبنان, بينما رعت المخابرات المصرية للاخوان المسلمين في مصر, والمخابرات الايرانية لحزب الله والمنظمات الارهابية الشيعية ورعاية تنظيم القاعدة ومشاركة مخابرات الخليج باحتضان كل من القاعدة وطالبنان ؟
ولكن لماذا حارب نظام الاسد الاخوان المسلمين في سوريا؟ مع العلم بانهم الاكثر دهاء واعتدالا من الجماعات الارهابية, وقد حاولوا اكثر من مرة مصالحة النظام الاسدي ومشاركته الحكم بالخدعة ريثما ينقضوا عليه ويفترسوه, وارسلوا القرضاوي ثم اردوغان كوساطة لكي يمرروا عليه هذه الخدعة ولكنها لم تنطل عليه وكتبنا عندها مقال بعنوان ” هل تظنون الأسد اجدبا يا اخوان؟“
والجواب الواضح على السؤال هو لانهم ليسوا من صنيعة مخابراته وليسوا من تمويله, ولا يتحكم بهم, وانما هم صنيعة مخابرات عربية اخرى منافسة مثل المخابرات المصرية والسعودية والخليجية, فهم سيشكلون خطرا على نظامه ويحرمونه من احتكار الاسلام لنفسه.
من هنا نستنتح ان المخابرات العربية تحارب الجماعات الاسلامية في حالتين:
الحالة الاولى اذا لم تكن هذه الجماعة صنيعتها ومن تمويلها وتخضع لهاوتنفذ اجندتها, وانما من صنيعة وتمويل مخابرات عربية مجاورة ومنافسة؟ وهذا ما حدث مع الاخوان المسلمين في سوريا؟ وحدث للقاعدة وطالبان وسيحدث للنصرة وداعش.
ثانيا : اذا قويت شوكة هذه الجماعات, واصبحت مستقلة ماليا, مثل التنظيم العالمي للاخوان المسلمين, فتقوم الاجهزة الامنية بالصاق التهم لهم وزجهم في السجون او اعدامهم وقتلهم في كمائن, وذلك حسب المتطلبات, وربما تحتفظ بالكفاءات منهم من اجل اعادة بناء التنظيم من جديد وذلك من اجل إعادة تدويره بلعبتهم ثانية؟ وهذا ما يحصل للاخوان المسلمين في مصر والسعودية والخليج.
أي باختصار,فإن الجماعات الاسلامية هي مثل ورقة التواليت بالنسبة للانظمة العربية تنشأها وتستخدمها ثم ترميها بعد الاستعمال كما ترمى ورقة التواليت في السجون او على الالمشانق او بالقتل.
مواضيع ذات صلة: هل تظنون الأسد اجدبا يا اخوان؟
As a result of all sounds available yelling
to be heard, it is simple for an individual voice to have drowned down in the din.