زعموا بأن الفتوحات كانت دفاعا عن المظلومين…
فما بال سبي النساء بالفتوحات برفع الظلم….وهل كان التشريع البشري باستحلال وطئهن اغتصابا وعدوانا كان لرفع الظلم عنهن؟!!!.
وما بال استرقاق البشر من الأسرى وبيعهم بأسواق النخاسة الذي تم بكل الفتوحات برفع الظلم عن المظلومين..
وما بال نهب الدوروالقصور برفع الظلم…
وزعموا بأن الفتوحات كانت تتم لما كان يتم منع الدعوة لعبادة الله من دخول البلاد فكان لابد من الفتوحات….فما بال تلك الفتوحات وقد أمر الله أن تكون الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة…
وما بال سيف الفتوحات والجيوش والدروع وقد أمر الله بعدم إكراه الناس حتى يكونوا مؤمنين..
وما بال الدعوة إلى الله تتم بالسلاح بينما يقول الله [لكم دينكم ولي دين]…..[من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر].
وزعموا بأن الفتوحات كانت لغة العصر ساعتها….يعني كلامهم أن الصحابة كانوا يقومون بالقتال بلغة العصر وتناسوا لغة القرءان….كفاكم خرافات في الردود بلا إدراك
نحن نتكلم عن الصحابة والتابعين الذين تتخذونهم قدوة بينما هم خالفوا النصوص القرءانية….فهل كانت مخالفة النصوص القرءانية هي لغة العصر ساعتها….
لذلك فإن دفاع الفقهاء عن الفتوحات إنما هو عين الفسق والخروج عن طاعة الله وقرءانه….وهو نوع من التطاول على القرءان وجحد آياته.
وإن اعتبارهم أن الفتوحات بطولة إنما يعني اقلاب افئدتهم وسيطرة الشياطين على أدمغتهم….وإن نشرهم تلك الفكار على أنها بطولة إنما هو نشر لشريعة الشيطان وطمس لشريعة الرحمن.
ولم يمنعهم قلة حيائهم عن القول بأن الإسلام جاء بالسلام….فكيف يجتمع سيف الفتوحات والسلام في قراب واحد….لسنا امة من المعاتيه حتى تتم مخاطبتنا بتلك الهازيج…
لكن من قاموا بالفتوحات هم الذين انقلبوا على أعقابهم بعد وفاة رسول الله وهم اول من خاطبهم الله عز وجل قائلا: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144.
وعلى ذلك فإن كنوز كسرى وقيصر التي يفخر الفقهاء بأن أجدادهم قد استولوا عليها إنما هي صورة من صور اللصوصية في حروب العصابات…لأن هناك فرق بين الغنائم والسلاب….فالفقهاء لا يمايزون بينهما…..فالغنائم المباحة هي الموجودة بميدان القتال فقط كدرع العدو أو فرسه أو دبابته أو سلاحه.
أما دخول الدور والقصور والايستيلاء على موجوداتها فهي لصوصية لم يأمر بها الله…خصوصا إن كانت في حرب هجومية حرّمها الله…فالحروب في الإسلام كلها دفاعية وأما العدوان فهو ممنوع….أذكر لكم هذا لعلكم تقومون بوعظ هؤلاء الفقهاء الضالين ومعاهد نشر الضلال التي تعلموا بها لينتهوا عن معتقداتهم….وليعلموا بأنهم تعلموا علوم الضلال بينما هم يحسبون بانهم تعلموا علوم الهداية.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي